"قلت لك ليلة البارحة إننى سأرحل يوما ما، وسألتنى إلى أين، وقلت لك إلى بارئى، ويألتنى لماذا، وأبتم لأنى بت طاعنا فى السن. فقلن: لا أحسبك مسنا. ووضعت يدك على يدى وكررت ذلك، وكأنك بهذا التأكيد قد حسمت النقاش".
اختارت صحيفة الجارديان رواية جلعاد لـ مارلين روبنسون الصادرة عام 2004 ضمن أفضل 100 كتاب صدر حتى الآن فى القرن الـ 21.
والرواية حصلت على جائزة "بوليتزر" عام 2005، وهى عبارة عبارة عن رسائل كتبها رجل مسن يدعى "جون أميس" فى الخمسينيات من القرن الماضى لابنه الصغير، وذلك لأن الأب كان يعرف جيدا أنه ابنه عندما يصل إلى سن الرشد سيكون هو قد رحل، لكنه سيحصل على الأقل على هذه المحادثة الأحادية الجانب بعد.
ومن أجواء الرواية:
واقفاً وراء النافذة رأيت فقاعات الماء ترتفع فى الهواء؛ فقاعات تنتفخ وتكتسب تلك الزرقة التى تلوح عليها قبيل انفجارها، فنظرت إلى الباحة فى الأسفل ورأيتكما هناك.. أنت ووالدتك، تنفخان فى وجه الهرة حلقات متدافعة من الفقاعات لدرجة أن الهياج ألمّ بالمسكينة من وفرة الفرص، كانت "سوبى" المعروفة بكسلها تقفز فعلياً فى الهواء، وقد شقت بعض الفقاعات طريقها بين الأغصان، وارتفعت فوق الأشجار، وكان اهتمامكما منصباً على الهرة، أملاً فى تبين الآثار السماوية لمساعيكما الدنيوية هذه، كانت الفقاعات رائعة، وكانت والدتك ترتدى فستانها الأزرق، وأنت ترتدى قميصك الأحمر، وكنتما جاثيين أرضاً، و "سوبى" بينكما، وتلك الفقاعات الشفافة ترتفع عالياً فتثير فى نفسيكما الكثير من الضحك.. آه، يا لروعة الحياة.. يا لجمال الكون".
ولدت الروائية والكاتبة مارلين روبنسون فى عام 1943 فى بلدة ساندبوينت بولاية أيداهو الأمريكية فى أقصى الشمال الغربى المحاذى لكندا، درست فى كلية بمبروك التى كانت مخصصة للنساء فى جامعة براون ونالت البكالوريوس عام 1966، ونالت شهادة الدكتوراه فى اللغة الانجليزية عام 1977 من جامعة واشنطن. أصدرت روايتها الأولى بعنوان "التدبير المنزلى" عام 1980 وروايتها الثانية بعنوان "جلعاد" عام ، وقد نالت عن روايتها الأولى جائزة مؤسسة هيمنجواى عام 1981 وجائزة مؤسسة فوكنر عام 1982، وفازت عن روايتها الثانية بجائزة حلقة نقّاد الكتاب الوطنى للسرد عام 2004.
تتمثل تجربة مارلين الإبداعية فى رواياتها الثلاث: "التدبير المنزلي" التى صدرت عام 1980، و"جلعاد" عام 2004، و"البيت" عام 2008، إلى جانب مؤلفاتها فى الأدب الواقعى التى تشمل عروضا للكتب ومقالات ودراسات نشرت فى أبرز المجلات والصحف، ومن ضمنها كتابها الثانى "البلد الأم: بريطانيا ـ دولة الرفاهة والتلوث النووى"، الذى سلطت فيه الضوء على الأضرار البيئية الجسيمة، التى أحدثها مصنع إعادة تصنيع الوقود النووى فى مدينة سيلافيلد البريطانية 1988.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة