كان زعيما وشاعرا ومناضلا وصاحب بصمة واضحة فى كل ما عمل به، ورغم إسهاماته الواضحة كان مظلوما حيا وميتا، فكما تم نفيه وسحب أملاكه، نسيته الأجيال المتعاقبة ونسيت مجهوداته فى الشعر وفى الثورة العرابية، هكذا كان رب السيف والقلم السياسى والشاعر المصرى الكبير الراحل محمود سامى البارودى.
وتمر اليوم الذكرى الـ180 على ميلاد محمود سامى البارودى، إذ ولد فى 6 أكتوبر عام 1839م، بمحافظة القاهرة، تولى وزارة الحربية ثم رئاسة الوزراء باختيار الثوار له، إذ كان أحد زعماء الثورة العرابية، كما أنه صاحب الإسهام الكبير والمؤثر الأول فى تطور الشعر العربى الحديث، فهو رائد مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي الحديث.
كان للزعيم والشاعر الراحل محمود سامى البارودى دوركبير فى منذ بداية الثورة، وكان الداعم الأول للحركة رغم أنه كان عضوا بالحكومة إذ كان وزيرا للأوقاف فى ذلك الوقت، وعندما ذهب عرابى ورفاقه إلى عصر عابدين كان مطلبهم الاول عزل عثمان رفقى ناظر الحربية، وتعيين الباوردى بدلا منه.
وبعد فشل الثورة واحتلال الإنجليز لمصر عوقب بالنفى مع زعماء الثورة، وتم نفيه رفقة عرابى إلى سرانديب، وظل محمود سامى البارودى 17 عاما منفيا، وتوفيت زوجته ورفيقة دربه، فحزن عليها شديدا، ولم يكد يفيق الباردى من صدمة زوجته حتى رحلت ابنته فى شبابها، وبعد سنوات عاد مع زوجته الثانية إلى مصر شبه كفيف، قبل أن يفقد بصره نهائيا في مصر، فقد أصيب برشح فى القرنيتين أفقده البصر وقرر الأطباء ضرورة عودته لمصر لمعاجلته فى المناخ الذى نشأ فيه، وعفا عنه الخديوى عباس حلمى وعاد إلى مصر، وردت إليه ممتلكاته وجملة ريعها لكنه لم يعد إليه بصره، ومات سريعا، ومنذ ذلك اليوم تراجع دوره فى الثورة، وصرنا نكتفى بالإشارة فقط إلى دور الزعيم الوطنى أحمد عرابى، ويغفل التاريخ ورفاقه مثل البارودى وعبد الله النديم.
مجال آخر ظلم فيه محمود سامى الباوردى، رائد مدرسة البعث والإحياء فى الشعر العربى الحديث، والذى كان صاحب التأثير الكبير على شعراء بقيمة أحمد شوقى وحافظ إبراهيم، إلا أن الكثيرين ينسبون لـ"شوقى" فقط عودة أمجاد الشعر العربى.
وبحسب الدكتور محمد كامل عويضة فى كتابه "محمود سامي البارودي - إمام الشعراء في العصر الحديث - جزء - 93 سلسلة أعلام" فإن فى الوقت الذى بدأ الشعر العربى يفقد روحه الخاصة وتفسد الأذواق وعمت التعبيرات الركيكة المبتذلة والمعانى السقيمة المرددة والأساليب المتلوية الشعر، فإذا بالبارودى يخلصه من كل هذه الأعشاب الذى طغت عليه، ونحو أصبح البارودى مهوى أفئدة العرب من الخليج إلى المحيط، إذ أسس الرجل مدرسة البعث أو المدرسة الكلاسيكية الجديدة، وهى مدرسة حافظ بقوة على تقاليد الشعر العربى، وكل ما يتصل بشخصيته ومقوماته بحيث ثبتت فيه روحنا العربية ثبوتا خصبا ولم تحل هذه المحافظة بينها وبين بث عناصر جديدة كثيرو فى أشعارها بل وأخذت تزدهر هذه العناصر وتوفق بفضل ما حديث بينها ونبين العناصر القديمة من تزاوج مما ساهم أن ينمو الشعر بالذوق العربى الأصل.
وقد أثرت هذه المدرسة وأشعار البارودى، فى الكثير من الشعراء من أحمد شوقى، وحافظ إبراهيم وإسماعيل صبرى، وخليل مطران.
وتمر اليوم الذكرى الـ180 على ميلاد محمود سامى البارودى، إذ ولد فى 6 أكتوبر عام 1839م، بمحافظة القاهرة، تولى وزارة الحربية ثم رئاسة الوزراء باختيار الثوار له، إذ كان أحد زعماء الثورة العرابية، كما أنه صاحب الإسهام الكبير والمؤثر الأول فى تطور الشعر العربى الحديث، فهو رائد مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي الحديث.
كان للزعيم والشاعر الراحل محمود سامى البارودى دوركبير فى منذ بداية الثورة، وكان الداعم الأول للحركة رغم أنه كان عضوا بالحكومة إذ كان وزيرا للأوقاف فى ذلك الوقت، وعندما ذهب عرابى ورفاقه إلى عصر عابدين كان مطلبهم الاول عزل عثمان رفقى ناظر الحربية، وتعيين الباوردى بدلا منه.
وبعد فشل الثورة واحتلال الإنجليز لمصر عوقب بالنفى مع زعماء الثورة، وتم نفيه رفقة عرابى إلى سرانديب، وظل محمود سامى البارودى 17 عاما منفيا، وتوفيت زوجته ورفيقة دربه، فحزن عليها شديدا، ولم يكد يفيق الباردى من صدمة زوجته حتى رحلت ابنته فى شبابها، وبعد سنوات عاد مع زوجته الثانية إلى مصر شبه كفيف، قبل أن يفقد بصره نهائيا في مصر، فقد أصيب برشح فى القرنيتين أفقده البصر وقرر الأطباء ضرورة عودته لمصر لمعاجلته فى المناخ الذى نشأ فيه، وعفا عنه الخديوى عباس حلمى وعاد إلى مصر، وردت إليه ممتلكاته وجملة ريعها لكنه لم يعد إليه بصره، ومات سريعا، ومنذ ذلك اليوم تراجع دوره فى الثورة، وصرنا نكتفى بالإشارة فقط إلى دور الزعيم الوطنى أحمد عرابى، ويغفل التاريخ ورفاقه مثل البارودى وعبد الله النديم.
مجال آخر ظلم فيه محمود سامى الباوردى، رائد مدرسة البعث والإحياء فى الشعر العربى الحديث، والذى كان صاحب التأثير الكبير على شعراء بقيمة أحمد شوقى وحافظ إبراهيم، إلا أن الكثيرين ينسبون لـ"شوقى" فقط عودة أمجاد الشعر العربى.
وبحسب الدكتور محمد كامل عويضة فى كتابه "محمود سامي البارودي - إمام الشعراء في العصر الحديث - جزء - 93 سلسلة أعلام" فإن فى الوقت الذى بدأ الشعر العربى يفقد روحه الخاصة وتفسد الأذواق وعمت التعبيرات الركيكة المبتذلة والمعانى السقيمة المرددة والأساليب المتلوية الشعر، فإذا بالبارودى يخلصه من كل هذه الأعشاب الذى طغت عليه، ونحو أصبح البارودى مهوى أفئدة العرب من الخليج إلى المحيط، إذ أسس الرجل مدرسة البعث أو المدرسة الكلاسيكية الجديدة، وهى مدرسة حافظ بقوة على تقاليد الشعر العربى، وكل ما يتصل بشخصيته ومقوماته بحيث ثبتت فيه روحنا العربية ثبوتا خصبا ولم تحل هذه المحافظة بينها وبين بث عناصر جديدة كثيرو فى أشعارها بل وأخذت تزدهر هذه العناصر وتوفق بفضل ما حديث بينها ونبين العناصر القديمة من تزاوج مما ساهم أن ينمو الشعر بالذوق العربى الأصل.
وقد أثرت هذه المدرسة وأشعار البارودى، فى الكثير من الشعراء من أحمد شوقى، وحافظ إبراهيم وإسماعيل صبرى، وخليل مطران.
ويرى المؤلف أن شوقى كان أهم من تأثروا بالبارودى وكأنما كان هديته إلى وطنه إذا تمثل طريقته تمثلا دقيقا وكأنه شرب روحه، ويؤكد أن البارودى ألهمه فى بدايته فى أن يتجه بشعره وجهة جديدة فيصبح شاعر الوطنية المصرية والنزعة الفرعونية والإسلام والعرب جميعا.
رحل البارودى عام 1904، ومن بعده شوقى فى 1932، ولا يزال الأخير يمجد على أن مجدد الشعر العربى الحديث، وينسوا دور البارودى الكبير فى ذلك، وتأثيره المباشر فى شوقى، الذى جعل منه أميرا للشعراء العرب.