فى ستينيات القرن الماضى، خرج منظر الإخوان سيد قطب ليكشف الموقف الحقيقى للجماعة من الأوطان ويؤكد أن التنظيم يكفر بالوطن عندما قال كتابه "معالم على الطريق": "وما الوطن إلا حفنة تراب عفن أما نحن فوطننا الإسلام"، لتواصل الجماعة سيرها على تلك المقولة وتشوه أى انتصار تاريخى لمصر وآخرها "انتصارات حرب 6 أكتوبر"، لتكشف بما لا يدع مجالا للشك أنها لا تؤمن بالأوطان ولا تعتبرها موجودة بل ما يهمها هو خدمة التنظيم.
فى هذا السياق يقول هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن أي انتصار للدولة الوطنية المصرية تعتبره جماعة الاخوان الإرهابية هزيمة وخسارة لها وأى إنجاز وطنى يحقق قادة مصر الوطنيين سواء سياسيين أو عسكريين يعمد قادة الإخوان لتشويهه ومحاولة تزييفه لأن الجماعة تعتبر ذلك خصم من حضورها ومن مساعى الترويج لقادتها الذين يطرحون أنفسهم كبدائل للقادة الوطنيين.
هشام النجار
وأضاف الباحث الإسلامى، أن هذا كله عائد لمشكلة بنيوية فى منهج وعقيدة هذه الجماعة تتلخص في أنها لا تؤمن بالشراكة وبأنها طرف مشارك مع باقي المؤسسات والأطراف المصرية الوطنية ضمن جهد ونضال محلي مشترك لتحقيق الاستقلال والتنمية والنهضة، بل تعتبر نفسها بديل لكل ما هو قائم بحيث لا يبقى غيرها في المشهد علاوة على ان ممارساتها ومواقفها تخدم جهات خارجية طامعة بعيدا عن الخيارات والمواقف الوطنية المحلية.
وفى ذات السياق قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إن الإخوان ينظرون للوطن على أنه دولة الممر إلى دولة الخلافة الكبرى وأنه لا توجد حدود حقيقية بين الدول .
طارق فهمى
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الإخوان عملوا على تشويه انتصارات الوطن وإظهارها وكأنها لم تكن واستهدفوا أعظم ما نملك كمصريين وهو الجيش المصرى العظيم الذى حقق النصر لمصر فى المواجهات مع إسرائيل بل وقاموا بعمليات إرهابية .
وتابع الدكتور طارق فهمى: "ليس من المتوقع أن تقدم الجماعة على مراجعة مواقفهم تجاه الوطن، فهم يبنون مظلومية جديدة في مواجهة كل شيء ليس الوطن فقط وإنما تجاه الشعب نفسه، وكتابات سيد قطب بل وحسن البنا وحسن الهضيبي لم تشر للوطن وإنما أشارت للخلافة الإسلامية الكبري مصر في المسار التاريخي بل ومن مرشديهم من تهجم على مصر وهو ما فعله باستخفاف وجهل مطبق مهدي عاكف وهناك مقالات لحامد أبو النصر تتحدث عن العالمية والخلافة الكبرى ولا تشير للوطن أو لمصر، ففكرة الوطن الخالص ليست واردة في كتابات قيادات الاخوان وتنم عن سطحية في التناول الفكرى".
كما فضح عماد أبو هاشم، القيادى السابق بجماعة الإخوان، موقف التنظيم من انتصارات حرب أكتوبر، وكيف تمثل هذه الذكرى أزمة لدى جماعة الإخوان.
عماد ابو هاشم
وقال عماد أبو هاشم، فى تصريح له عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" إن الإخوان أشد كفرا من اليهود بيوم العبور وأكثر تألما بذكراه من إبليس فى أيام رمى الجمرات، فاستعيذوا بالله من تنظيم الإخوان الرجيم.