تعرف كثير من البلدان أن الفن ليس رفاهية، لكنه هوية وسيادة ودليل حضارة، لذلك تسعى هذه الدول لحماية أعمالها الفنية والإبداعية بشتى الطرق، وتحشد المواطنين والمؤسسات من أجل منع بيع أو خروج أو استرداد هذه الأعمال الفنية، فعليك أن تتخيل ماذا يحدث لو ضاعت الأعمال الفنية وأصبحت ملك للأفراد وليس الجهات الحكومية.
ومن هنا نستعرض جهود بعض الدول فى استرجاع أعمالها الفنية بحمايتها من الخروج أو بالسعى القوى لاستعادتها بعد سرقتها، خاصة خلال الحرب العالمية الثانية، وهذا ما حاول أن يقدمه فيلم "رجال الآثار" من بطولة لجورج كلونى الذى يدور حول مجموعة من خبراء الفن الذين كلفتهم الحكومة الأمريكية، باسترداد القطع الفنية المسروقة من قِبل النازيين، بعد الحرب العالمية الثانية، وكذلك نرصد جهود الحكومات فى توفير الأموال بشراء اللوحات من المزادات العالمية، وذلك لإدراجها فى المتاحف الوطنية، أو تخاذها قرارات بمنع إعارة اللوحات الفنية إلى الخارج خوفاً من تعرضها للتلف.
فرنسا تعيد لوحة الموناليزا من إيطاليا
فى 22 أغسطس 1911 تعرضت لوحة الموناليزا للسرقة بواسطة شاب فرنسى يدعى "فينتشنزو بيروجى" كان يقوم بترميم بعض إطارات الصور فى المتحف وأخفاها لمدة عامين، وفى 1913 باعها لفنان إيطالى هو ألفريدو جيرى، الذى تأكد أنها الموناليزا الأصلية فأبلغ السلطات الإيطالية التى ألقت القبض على اللص وأودعت اللوحة فى متحف بوفير جاليرى، ولمّا علمت فرنسا بالأمر جرت مفاوضات دبلوماسية بين فرنسا وإيطاليا.
واستطاعت فرنسا أن تُرغم إيطاليا على إعادة اللوحة والسارق أيضا، وكان يوم محاكمة "بيروجى" يوما مشهودا وتسابق كبار المحامين الفرنسيين للدفاع عنه، وفى معرض دفاعه عن نفسه قال بيروجى إن دافعه على السرقة أنه كان يحب فتاة تدعى ماتيلدا حبا شديدا، لكنها توفيت بعد علاقة قصيرة بينهما، فلما شاهد الموناليزا باللوفر وجد فيها ماتيلدا فسرقها، وقد صدر الحكم عليه بالسجن لمدة عام واحد فقط.
بريطانيا تمنع سفر لوحة جوزيف مالورد وليام تيرنر
بدفع 2.1 مليون جنيه استرلينى
عادت التحفة الفنية التى رسمها جوزيف مالورد "وليام تيرنر"، إلى الملكية العامة ببريطانيا بعد تدخل الحكومة فى اللحظة الأخيرة للحفاظ عليها ضمن ممتلكات بريطانيا، وجاء الاحتفاظ باللوحة بعد دفع 2.1 مليون جنيه استرلينى.
اللوحة يرجع تاريخها إلى 1806 وتم بيعها مقابل 3.5 مليون جنيه استرلينى لكن السلطات منعت خروجها من المملكة المتحدة بسبب قيمتها الثقافية.
وأوضحت وزارة الثقافة البريطانية أن هذه اللوحة تم إنقاذها من أجل الأمة، ومن المقرر عرض اللوحة لمدة أربع سنوات فى متاحف نورفولك.
لوحة JMW Turner
هولندا تمنع إعارة لوحة "زهور دوار الشمس"
منع متحف فان جوخ إعارة لوحة "زهور عباد الشمس" لأية معارض عالمية بسبب حالتها الراهنة، وكانت اللوحة خضعت لعملية فحص وبحث وترميم فى معامل المتحف استمرت ستة أسابيع، وأسفرت البحوث عن أن حالة اللوحة لا تتحمل الانتقال بعد أن وصلت لعامها الـ130.
وذكر المتحف أن اللوحة ستظل بالمتحف فى أمستردام لإبهار الأجيال القادمة، خاصة أن اللوحة لا تحتمل التعرض إلى "الرطوبة أو التغيرات فى درجة الحرارة".
لوحة فان جوج
ألمانيا تعيد لوحة يان فان هويسام إلى إيطاليا
أعادت ألمانيا لوحة شهيرة للفنان يان فان هويسام إلى متحف فى مدينة فلورنسا الإيطالية، بعد سنوات من سرقتها على يد جندى نازى أهداها لزوجته.
وبالفعل تكاتفت وزارتا الخارجية الألمانية والإيطالية، للكشف عن لوحة "مزهرية الزهور"، عمل الفنان الهولندى الشهير فان هويسام الذى اشتهر بلوحاته ذات التفاصيل المبهرة للزهور.
لوحة يان فان هويسام
متحف بأوكرانيا يعيد لوحة إيفان الرهيب بعد سرقتها
خلال الحرب العالمية الثانية سرقت لوحة للحاكم الروسى سيئ السمعة إيفان الرهيب، من متحف الفن الأوكرانى، والتى تجسد الحاكم وهو على ظهر حصان، وتم وضعها بعد ذلك فى منزل لزوجين غير مدركين لقيمتها التاريخية، قبل أن يتم الإعلان عن عودة اللوحة لمكانها بعد غياب سنوات طويلة.
وبالبحث والتحقيق كان متحف الفن فى أوكرانيا لديه قائمة بالأعمال الفنية التى تم نقلها إلى ألمانيا خلال الحرب، والتى تتضمن لوحة إيفان الرهيب، وهذا ما يؤكد أن اللوحة تعود إلى متحف الفن الأوكرانى.
لوحة إيفان الرهيب
بريطانيا توقف بيع لوحة نادرة تصور هزيمة إسبانيا
أوقفت وزارة الفنون والتراث والسياحة بالمملكة المتحدة بيع لوحة "الأرمادا الإسبانية" النادرة من القرن السادس عشر، وذلك من أجل مصلحة بريطانيا، على حد قولها، وتصور هذه اللوحة وبشكل استثنائى هزيمة الأسطول الإسبانى، وهى حملة بحرية اعتبرت على نطاق واسع أنها غيرت مجرى التاريخ الأوروبى.
وقالت وزارة الفنون والتراث إن هذه اللوحة معرضة لخطر الترحيل من المملكة المتحدة، إذا لم يتوفر مشترٍ يقوم بشراء اللوحة بـ 210 آلاف جنيه أسترلينى.
وأوضح مايكل إيليس، وزير الفنون والتراث والسياحة، إنه استغل كون لوحة الأرمادا الإسبانية المرسومة عام 1588، تخص فنانا مجهولا، وبهذا كانت فرصة بقائها فى البلاد أكبر لحين التأكد من معرفة اسم الفنان.
هزيمة اسبانيا
إسبانيا ترفض خروج لوحة ساندرو بوتيتشيلى رغم بيعها
واجهت لوحة "القبض" لفنان عصر النهضة ساندرو بوتيتشيلى، أزمة فى نقلها لمعرض فريزر ماسترز، فى لندن، بعد بيعها بأكثر من 32 مليون دولار، بسبب تضيق الحكومة الأسبانية فى تصريحات خروج اللوحة.
اللوحة تجسد مايكل تارشانيوتا مارولوس، وهو عالم من القرن الخامس عشر، ويتضح أن وضع الشراء الأخير سوف يواجه مشكلة بسبب الحكومة الإسبانية، إذ تدعى أن اللوحة الفنية جزء من التراث الثقافى للبلاد، ويستوجب الحصول على تراخيص من أجل موافقة وزارة الثقافة الإسبانية قبل نقلها إلى لندن.
لوحة-ساندرو-بوتيتشيلى
إسبانيا تستعيد لوحة لبيكاسو من فرنسا
أرسلت إسبانيا فريقا من الخبراء إلى جزيرة كورسيكا الفرنسية، لاستعادة لوحة لبيكاسو، مملوكة لمصرفى إسبانى، تعود لعام 1906 وتسمى "رأس شابة"، وقالت إن تلك اللوحة: "كنز وطنى وما كان ينبغى أن تخرج من البلاد".
وقال الحرس الوطنى الإسبانى إن 4 من خبراء الشرطة فى مجال التراث الوطنى والعديد من مسئولى وزارة الثقافة، توجهوا جوا إلى فرنسا لاستعادة اللوحة البالغ قيمتها 24 مليون يورو (26 مليون دولار).
لوحة بيكاسو
كتاب الساعات
أعلن مسئولو متحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية باريس حملة للتبرع للمساهمة فى شراء كتاب الساعات، لأنه معروض للبيع من قبل جامع تحف بريطانى، ينحدر من عائلة فالوا.
ويقول مسئولو متحف اللوفر إنهم بحاجة إلى 10 ملايين يورو أى ما يعادل 11,8 مليون دولار، وهو ضعف ميزانية المتحف الفرنسى الشهير، والتى تبلغ 5.2 مليون دولار، وتعهدت شركة "لوى فيتون" المتخصصة فى المنتجات الفخمة بدفع نصف المبلغ، ويأمل المسئولون فى جمع ما يقرب من مليون يورو عبر حملات التبرع والتى تستمر إلى 15 فبراير المقبل.
ويرجع تاريح "كتاب الساعات" إلى آواخر العصور الوسطى فى أوروبا وكان يستخدم فى الصلوات، ويشمل 7 صلوات تقام على مدار اليوم، وهذه الصلوات مرتبة زمنيًا، وكل صلاة تعبر عن مرحلة من حياة يسوع على الأرض، وصفحات الكتاب مصحوبة بلوحات مصغرة تصور حياة السيد المسيح، ومريم العذراء والقديسين الأفراد.
كتاب الساعات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة