تعد واحة سيوة، الواقعة جنوب غربي مرسى مطروح بنحو 320 كيلو متر، من أجمل وأشهر المقاصد الشتوية، لما تتميز به من طقس دافئ شتاء، إلى جانب المقومات الطبيعية والسياحية والأثرية المتعددة والفريدة، إضافة إلى سياحة السفاري والتزحلق على الرمال، والتخييم والرحلات الخلوية.
ويقبل آلاف السياح من مختلف دول العالم، على زيارة والإقامة في المنتجعات ذات الطابع البيئي بواحة سيوة، خلال موسم السياحة الشتوية، لتميزها بطقس دافئ، وهناك عدد من السياح يقيمون بشكل دائم أو شبه دائم لعشقهم الطبيعة البكر للواحة وبعدها عن صخب المدنية والحداثة.
وتتميز الإقامة في واحة سيوة بوجود عدد من الفنادق البيئية والترفيهية، وجميعها مكون من طابق أو طابقين، ومعظم هذه الفنادق والمنتجعات مقامة على الطراز المعماري السيوي القديم، حتى أن الفنادق والمنتجعات ذات الطابع المعماري الحديث، تلتزم بتوحيد مظهرها وألوان واجهاتها وتتميز بتفاوت أسعارها.
وتغطي أشجار النخيل والزيتون أراضي الواحة الواقعة في قلب الصحراء، وتتدفق عيون المياه الساخنة من باطن الأرض التى يعود تاريخها الى العصور الرومانية القديمة، إلى جانب البحيرات الطبيعية، كما تضم العديد من الآثار الإسلامية مثل قلعة أو حصن شالي، إضافة إلى الآثار الرومانية والفرعونية مثل معبد الوحي أو التكهنات وقاعة تتويج الإسكندر الأكبر وجبل الموتى ومعبد آمون.
ويقبل السياح على واحة سيوة، بحثا عن الراحة والهدوء والاستمتاع بجوها الساحر وعيون مياهها الساخنة والكبريتية المتدفقة من باطن الأرض أو بحثا عن العلاج والاستشفاء، حيث تضم الواحة أكثر من 200 عين مياه طبيعية متنوعة الخصائص، إلى جانب البحيرات المالحة.
ويقول عبد العزيز زكريا أحد أبناء سيوة والمهتمين بالنشاط السياحي، أن زوار واحة سيوة والسياح يحرصون على الاستحمام في عيون المياه الطبيعية ذات المياه الجارية والمتجددة من باطن الأرض، تحتوي على عناصر صحية مثل الكبريت، مشيرا إلى أن من أشهر عيون المياه بسيوة، عين الشمس أو عين جوبا ويطلق عليها أيضًا عين كليوباترا، وتبعد حوالي كيلومتر عن معبد آمون بقرية أغورمى، وعين أبو شروف، وتقع على بعد 25 كم من وسط الواحة و بها نسبة كبريت تساهم فى علاج الأمراض.
كما أن عين بيريزى بمياهها كبريتية من أشهر عيون المياه، وتعد مقصداً للعلاج من الأمراض الجلدية، وتعد عين فطناس، من أشهر عيون سيوة، ويحرص السياح على زيارتها للاستحمام بها، ومشاهدة الغروب من جزيرة فطناس وسط أشجار النخيل والزيتون وبحيرات الملح.
وقال محمد عمران جيري أحد أهالى الواحة ، أن واحة سيوة تعتبر درة واحات الدنيا، بما فيها من مقومات سياحية وثقافية وبيئية، وهي ما يجعلها مقصداً للسياح من كافة أقطار العالم، طلبا للاستجمام والهدوء والاستمتاع بأجوائها الخلابة خلال فصل الشتاء، وللسياحة العلاجية خلال فصل الصيف.
وأشار " جيري " إلى أن واحة سيوة هي إحدى أهم المشاتي المصرية والعالمية، لطبيعتها المناخية، إضافة إلى سياحة السفاري والسياحة الثقافية والترفيهية، كما أن موسم السياحة العلاجية بسيوة، والتي تعرف بالردم أو الدفن في الرمال، يبدأ أول شهر يوليو وحتى منتصف سبتمبر، يتم خلال هذه الفترة استقبال المرضى من وزوار الواحة من مختلف محافظات الجمهورية والدول العربية والأجنبية.
ويحرص سياح وزوار سيوة، على الاستمتاع بالسباحة في البحيرات المالحة والعيون العذبة وعيون المياه الكبريتية وعيون المياه الساخنة، للاستفادة من خصائصها العلاجية، إلى جانب السياحة الترفيهية، ومشاهدة منظر غروب الشمس على البحيرات المنتشرة حول الواحة.
كما تنظم واحة سيوة، منذ القدم، عيدها السنوي، وهو عيد السياحة في حب الله " اسياحت" – باللغة الأمازيغية- وذلك عقب موسم حصاد التمر والزيتون، لذلك يطق عليه أيضا " عيد الحصاد" ويكون في الليالي القمرية نهاية شهر أكتوبر أو بداية شهر أغسطس.
ويحرص عدد كبير من السياح والمصريين من مختلف المحافظات، على المشاركة في هذا الاحتفال الذي يستمر على مدار 3 أيام، تقام خلالها الولائم وتجرى المصالحات والمسامحة بين جميع أهالي الواحة.