قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن البنتاجون حاول على مدار تسعة أشهر الالتفاف حول قرار الرئيس دونالد ترامب بسحب القوات عن طريق الإبقاء على 1000 جندى ، ليستمر بذلك الجيش الأمريكي في قتال تنظيم داعش إلى جانب الأكراد، رغم أوامر ترامب بالانسحاب فى ديسمبر.
يبدو أن الرئيس الأمريكى كانت له طريقته فى أن يقول إنه نال كفايته، وذلك بقراره بسحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا قبل العملية العسكرية التى تعتزم تركيا القيام بها شرق الفرات.
وأوضحت الصحيفة فى تحليلها أنه للمرة الثانية في أقل من عام ، سعت وزارة الدفاع ووزارة الخارجية والكونجرس وموظفو مؤسسة الأمن القومي للرد على كلام الرئيس الذي ينظر إلى سوريا والحرب ضد داعش باعتبارها معركة تم الفوز بها إلى حد كبير وانتهت منها القوات الأمريكية. في يوم الاثنين ، بعد إعلان البيت الأبيض في الليلة السابقة أن ترامب كان ينقل القوات الأمريكية بعيدًا عن توغل تركي في سوريا ، كان مسئولو وزارة الدفاع يكافحون من أجل إعادة استراتيجيتهم العسكرية السورية المجزأة بالفعل مرة أخرى.
وأضافت "نيويورك تايمز" أن هذا لن يكون سهلا، فوزارة الدفاع الأمريكية عالقة بين الحلفاء الأكراد الغاضبين الذين يرون أن إعلان ترامب يعد تخليا عنهم ، وبين زعيم تركي استبدادي ربما يأخذ كلمات ترامب كإذن ضمني للتحرك ضد الأكراد في شمال سوريا ، وبين رئيس أمريكي أوضح أنه يريد الخروج من المنطقة، مشيرة إلى أن البنتاجون يقترب من مفترق طرق كان يخشى الجيش أن يأتي منذ فترة.
وقال ديريك تشوليت ، مساعد وزير الدفاع في إدارة أوباما ، إن "وزارة الدفاع" تمكنت من الالتفاف حول إعلان ترامب أول مرة عن الانسحاب من سوريا. وسحب البنتاجون 1000 من قواته البالغ عددها 2000 جندي ، ونقل بعض عناصر القيادة إلى العراق ، واستمر في مساعدة المقاتلين الأكراد الذين ما زالوا يقاتلون داعش ويحتجزون حوالي 11000 أسير حرب من التنظيم.
لكن المسئولين لم يصرحوا بمهمتهم أو جهودهم. وقال خبراء عسكريون إن الأمر سيكون أصعب بكثير للقيام بذلك مرة أخرى ، خاصة إذا واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من تركيا توغله في شمال سوريا ، حيث يعتقد كثيرون أن وجود القوات الأمريكية إلى جانب الأكراد أبقاه بعيدا .