"فقدت أغلى حاجة عندى أغلى من ولادى.. عشت معاها 30 سنة ربيتها وكنت براعيها ومكنتش بتسمع كلام حد غيرى" .. بهذه الكلمات رثى عم محمد، الفيلة نعيمة بعد وفاتها، بصوت باكى وعيون تدمع، فهو كان الحارث الخاص بها والذى دربها منذ قدومها لحديقة الحيوان بالجيزة لتتحول من شرسة لفيلة مطيعة.
محمد أحمد عبد العزيز، 55 عاما، الحارس الخاص بالفيلة نعيمة التى نفقت يوم الأحد الماضى بعد تعرضها لجلطة بالقلب، حيث روى لـ"اليوم السابع"، قصته مع الفيلة، التى استمرت 30 عاما وانتهت بصدمة كبيرة له بعد نفوقها.
يقول عم محمد والدموع تملأ عينيه: "كل يوم أول حاجة أعملها قبل ما أغير هدومى أدخل اطمئن على "نعيمة" وأسلم عليها وأديها حاجة تأكلها، أنا معاها من ساعة ما كان عمرها 10 سنوات ودربتها وعلمتها الطاعة رغم شراستها، ولكنى نجحت فى ترويضها، واتصدمت صدمة كبيرة بموتها كأنى فقدت أحد أبنائى.
يحكى عم محمد عن حياته مع الفيلة فيقول : "كانت بتزعل ويعلو صوتها لما تغضب، وكان لها عادات يومية، كانت متعودة تخرج من البيت للقفص تلاقى أكل وفى مرة ملقتش فثارت وغضبت ولم تهدأ إلا بعد وضع الطعام لها، وكانت بتسمع الكلام.. مثلا أقولها افتحى الباب ارفعى رجلك أو نامى".
وعن قتلها لزوجها "حسن" قال محمد: "هى مكنتش تقصد كانت بتلعب معاه فأصيب خلف أذنه بخراج استمر علاجه 3 سنوات ولكنه أودى بحياته ونفى تسببها فى وفاة أحد العمال، مضيفا أن الجميع تأثر بموتها ولا نتخيل الحديقة بدونها قائلا: "مينفعش حديقة حيوان بدون فيل".
وتابع: الفيلة كانت تأكل أرز بلبن للتحلية وعليه عسل، ولكن وجبتها الرئيسية برسيم، ويوميا كانت لازم تحصل على طعامها بالكامل، مؤكدا أن اللجان الطبية كانت تأخذ عينات من الفيلة بشكل دورى للاطمئنان عليها ولم تصب بأى مرض وقبل وفاتها بيوم واحد كانت بصحة جيدة وتناولت وجبتها بالكامل.
يذكر أن حديقة الحيوان بالجيزة، ستحنط الفيلة نعيمة والتى عاشت 40 سنة، كما تقوم بتحنيط وحيد القرن اخر حيوان من فصيلته بالحديقة، وسيتم عرضهما بعد التحنيط بمتحف الحديقة.