انطلاق مؤتمر "تحويل التعليم فى الوطن العربى لغرض الابتكار" بالجامعة العربية

الأربعاء، 09 أكتوبر 2019 01:35 م
انطلاق مؤتمر "تحويل التعليم فى الوطن العربى لغرض الابتكار" بالجامعة العربية الجامعة العربية ـ صورة أرشيفية
(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انطلقت أعمال المؤتمر السنوى الـ11 للمنظمة العربية لضمان الجودة فى التعليم اليوم الأربعاء، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تحت عنوان" تحويل التعليم فى الوطن العربى من التعليم إلى التعلم لغرض الابتكار" وذلك بمشاركة حسين عبد الرحمن باسلامة وزير التعليم العالى والبحث العلمى اليمنى وممثلي وزراء التعليم العرب والسفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية بالجامعة العربية وسفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة إيفان سركوش، وكبار المسؤولين وصٌناع القرار، بالإضافة إلى المؤسسات الدولية والإقليمية ذات الصلة، وعدد من رؤساء الجامعات العربية وعمداء مختلف الكليات، ومؤسسات المجتمع المدنى وطلاب وباحثين من مختلف الجامعات العربية.. ورأس وفد مصر فى المؤتمر الدكتور رضا حجازى رئيس قطاع التعليم بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى.

ويعقد المؤتمر، على مدى يومين، برعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وبتنظيم مشترك بين الأمانة العامة للجامعة العربية (إدارة التربية والتعليم والبحث العلمى) ومجموعة طلال أبوغزالة.

وأكدت السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة، فى كلمة الأمانة العامة للجامعة بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إن الأنظمة التعليمية فى العالم العربى تواجه تحديات كبيرة ناتجة عن التغيرات السريعة وثورة المعلومات والتقدم التقنى بما يعرف بمجتمع المعرفة، خاصةً وأن بقية العالم يسعى إلى تطوير أنظمته التعليمية بشكل مستمر للوصول لأفضل مخرجات وبأقل جهد وتكلفة، ولذلك يجب علينا التركيز على جودة التعليم لتحسين وتطوير مخرجاته وتحقيق كافة المتطلبات واحتياجات المجتمع التى تتناسب مع احتياجات سوق العمل، من أجل الارتقاء بأنظمتنا التعليمية.

وقالت إن المؤتمر سيسلط الضوء على موضوعات تتعلق بالابتكار والإبداع كوسيلة لتحقيق الجودة في التعليم، وإتاحة المجال أمام الطلبة لاكتشاف المفاهيم والمعارف بشكل مستقل من خلال طرح الأسئلة المناسبة التى من شأنها أن تحفز التفكير، وذلك بهدف خلق بيئة مناسبة من التعلم الفعّال للطلاب بعيدا عن التلقين، والاعتماد على وسائل التكنولوجيا لتكون بوابة العبور إلى العالم الخارجي، من خلال التوظيف الكفء لها في عمليات التعليم والتعلم، كما يسعى إلى تمكين التعاون متعدد التخصصات بين المعلمين والخبراء والشبكات الإقليمية في المجالات المختلفة، وذلك في ضوء انتشار التكنولوجيا الرقمية المتزايدة داخل الصفوف الدراسية في مختلف أنحاء العالم.

وأضافت أن الإبداع أهم الأهداف التربوية التى تسعى المجتمعات المتقدمة إلى تحقيقها، فالأفراد المبدعون يلعبون دوراً مهماً وفعالاً في تنمية مجتمعاتنا فى جميع المجالات التربوية والاجتماعية والفنية والتقنية، لذلك يجب عليها أن تتجه إلى استثمار طاقات أبنائها وتحويلها إلى طاقات إيجابية ذات إنتاجية عالية الجودة ولها قيمة مضافة في المجتمع ومستقبل أبنائه، مؤكدة أنه ليست هناك بداية أهم من التعليم والعلم والمعرفة كى تتولد القدرات للإبداع والابتكار.

وأوضحت أبوغزالة أن التركيز على فكرة الإبداع والابتكار والنقد الهادف، من سمات التعليم المعاصر وأن طريقة توصيل الابتكار والإبداع لدى الطلبة يجب أن تستند إلى منهج تعليمي متقدم، يعتمد على طريقة جديدة وغير تقليدية في كيفية استيعاب المعلومات وإنتاجها واستخدامها وتوظيفها بطريقة تساعد على تجاوز الأطر التقليدية في التعليم والتفكير والمنهج والأساليب، مما يؤدي في النهاية إلى خلق وإيجاد منتج ابتكاري لدى الطلبة، والنظر إليهم كمبدعين.

وأشارت إلى أن جامعة الدول العربية أدركت أهمية النهوض بالبحث العلمي والابتكار لما له من دور أساسى فى عملية التنمية، حيث أصدرت القمة العربية فى دورتها "22" فى سرت ليبيا 2010 قراراها بشأن "الدفع بجهود البحث العلمي والتكنولوجى فى الدول العربية" وكلفت الأمانة العامة للجامعة بالتنسيق مع المنظمات العربية المتخصصة المعنية بالبحث العلمي لوضع استراتيجية للبحث العلمى والتكنولوجي والابتكار في الدول العربية، وتم عرضها واعتمادها على مستوى القمة في دورتها العادية "28" بالأردن بتاريخ 29 مارس 2017، كما تم وضع الخطة التنفيذية للاستراتيجية، وتتلخص رؤية الاستراتيجية في الوصول بمنظومة البحث العلمى والتكنولوجى والابتكار قبل حلول عام 2030 إلى المستوى الذي تساهم فيه مساهمة واضحة في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتحول إلى مجتمع مبنى على المعرفة.

وأكدت أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تسعى حالياً لوضع الإطار العام للاستراتيجية العربية للبحث العلمى فى المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية .

ونوهت السفيرة أبوغزالة بأن المؤتمر سيبحث محورا حول التعليم في الوطن العربي في الألفية الثالثة، والذي يُعد من المحاور الهامة الذي يجب أن نُركز عليه، نظراً لما يتناوله من قضايا التعليم وتحدياته والوقوف على السياسات والبرامج، ومراجعة ما تم الوصول إليه من نتائج لرسم خارطة طريق تهدف إلى تعظيم الاستفادة من رأس المال البشرى العربى وزيادة قدراته التنافسية عالمياً ليمثل الركيزة الأساسية لجهود تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للدول العربية.

وأشارت إلى أن هذا المحور يهدف إلى وضع مسار التعليم العربي حتى عام 3000 (تحديات وإمكانياته، وتطلعاته) من خلال إشراك أصحاب الفكر والرؤى الطموحة من الطلاب والمسؤولين والمعنيين في دولنا العربية، وإلى الربط بين التعليم واحتياجات سوق العمل فى المستقبل القريب والبعيد، وربط التعليم بالاحتياجات التنموية.

وأكدت على ضرورة أن لا نقف مكتوفى الأيدى أمام مستقبل الأجيال القادمة، وأن لا نتركهم عرضة للتجارب غير المدروسة جيداً، مشيرة في هذا الإطار إلى أنه "يجب علينا تعديل المناهج الدراسية فى دولنا العربية بما يتواكب مع مفهوم الإبداع والابتكار ومخرجات الثورة الصناعية الرابعة، وتطوير العملية التعليمية بناءً على معايير وأهداف شاملة ومتكاملة تهدف إلى الوصول لمنهج تربوي حديث يحفز الإبداع والابتكار في المدارس ويشجع التفكير النقدي لدى الطلبة".

من جانبه، أكد الدكتور طلال أبوغزالة رئيس المنظمة العربية لضمان الجودة في التعليم "أروقا"، في كلمته، على ضرورة التحول من التعليم التلقيني إلى التعلم، وإلى نظام تعليم معرفى رقمى لبناء مجتمع معرفى.

وقال "يجب أن يكون التعليم لغرض الابتكار في جميع المجالات وليس للحصول على شهادات وأن نخرّج مبتكرين يوظفون غيرهم بدلا من تخريج متعلمين يبحثون عن العمل"، وتابع "وكما نعطي الدواء المناسب لأجسامنا، يتوجب إعطاء التعلم المناسب لعقولنا حيث أنه ليس هناك عقلان متطابقان".

وشدد على أن الابتكار هو الطريق لصنع المعرفة والثروة، مؤكدا على أننا بحاجة إلى أن يصبح المعلمون موجهين تقنيين بدلا من ملقنين، مشيرا إلى أن الشركات الأكبر قيمة في العالم هي شركات الاختراعات المعرفية .

ولفت إلى أن كلية طلال أبو غزالة الجامعية للابتكار لا تخرج طلبتها بامتحان بل بابتكار، مؤكدا على ضرورة أن تكون البرامج العلمية والمهنية والتطبيقية هي الأساس في تعلمنا، فمستقبلنا ستقرره قدرتنا على الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي، داعيا إلى ضرورة أن تصبح مادة "الذكاء الاصطناعى" مادة أساسية مقررة حيث أن "الذكاء الاصطناعي" سيُدخل العلم إلى العقل دون أي حفظ.

وقال أبوغزالة إنه من المتوقع أن يتم التوحد بين الإنسان والآلة عام 2050، معتبرا أن دولة العدالة الاجتماعية هي الدولة المعرفية، وأضاف "سوف ننتقل من الدولة المدنية إلى دولة الابتكار حيث كل فرد فيها هو عامل معرفة"، مؤكدا أن "رعاية الأطفال المبرمجين واجب علينا".

وأشار إلى أنه في العقد القادم سيتفوق الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري، ولن تكون هناك وزارات تعليم ولا مؤسسات تعليم حكومية، وأوضح أن المعارف والعلوم متاحة رقميا وليس لدى المعلم أي معلومة ليست على الإنترنت، لافتا إلى أننا سوف ننتقل من التعليم المستمر إلى الابتكار المستمر، معتبرا أن الإنترنت في مجتمع المعرفة كالجهاز العصبي في جسم الإنسان.

وقال "يجب التحول إلى الحقيبة المدرسية الذكية"، مضيفا "أننا في مجموعة طلال أبوغزالة العالمية، صممنا وأنتجنا أول لاب توب عربى tagdc لهذا الغرض".

ويناقش المؤتمر عددا من المحاور الهامة في مقدمتها التعليم المعرفي في الألفية الثالثة، قراءة واقع الابتكار والجودة في التعليم بالدول العربية، والتأهيل المهني والتطبيقي للطلاب خلال مراحل الدراسة، بالإضافة إلى توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستخدام الذكاء الاصطناعى فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة فى التعليم.

يذكر أن المنظمة العربية لضمان الجودة في التعليم "أروقا" هى جمعية دولية غير ربحية تأسست في بلجيكا عام 2007 وغايتها الأساسية النهوض بمستوى جودة التعليم العالي بشكل عام مع التركيز على العالم العربى بشكل خاص، وتعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية ويرأسها الدكتور طلال أبوغزالة، ورئيسها الفخرى الأمين العام لجامعة الدول العربية.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة