تمر اليوم الذكرى الـ150، على افتتاح الأوبرا الخديوية، أو دار الأوبرا الملكية، أول دار أوبرا فى مصر والمنطقة العربية وأفريقيا، إذ تم افتتاحها فى 1 نوفمبر عام 1869، بمناسبة الاحتفال بافتتاح مجرى قناة السويس البحرية.
بنيت دار الأوبرا بأمر من الخديوي إسماعيل للاحتفال بافتتاح قناة السويس، وقام المعماريان "بيترو أفوسكاني" من ليفورنو و"روتسيي" بتصميم مبني الأوبرا، وقد صنع من الخشب وكان يسع 850 مقعدا، أما موقعه فكان بين منطقة الأزبكية وميدان الإسماعيلية "ميدان التحرير" حاليا، في ساعات الصباح الباكر من يوم 28 أكتوبر 1971، احترقت دار الأوبرا عن آخرها. ودمر المبني المصمم من الخشب، في حين لم ينجَ من الحريق سوى تمثالين من تصميم محمد حسن.
وبحسب كتاب "الخديوي إسماعيل ومعشوقته مصر" للدكتور حسين كفاني، تم افتتاح الأوبرا فى زمن قياسى إذ تم فى زمن قياسى الانتهاء من إنشائها فى خمسة شهور فقط، وقد بلغت تكاليف إنشائها حينذاك 160 ألف جنيه، ومثلت فيها مساء ليلة 29 نوفمبر من العام نفسه 1869، أول أوبرا وكان اسمها "ريجوليتو" وكانت فى مقدمة مشاهدى الأوبرا فى تلك الأمسية الإمبرطورة أوجينى.
وجاء فى مجلة الفيصل: العدد 162 الصادر فى يوليو 1990، أن الخديو أقام دار الأوبرا الخديوية على نفس نمط أوبرا "لاساكا" الشهيرة، ليعرض على ضيوفه "أوبرا عايدة" التى كتبها "مارييت" باشا، مدير الآثار المصرية الفرنسى الأصل، ووضع لحنها الموسيقى الإيطالى الشهير "فيردى" مقابل 150 ليرة إيطالية ذهبية، فكانت هذه الأوبرا سببا لشهرته.
ويقال أن الخديوي إسماعيل كان يخطط في احتفال أكثر فخامة لافتتاح الأوبرا، بعد أشهر من التأجيل وبانتهاء الحرب البروسية - الفرنسية، تم تقديم عمل فيردي الأوبرالي "عايدة" في افتتاح عالمي في دار الأوبرا الخديوية في 21 ديسمبر 1871.
وبحسب الموقع الرسمى لدار الأوبرا المصرية، ارتبطت قصة إنشاء الأوبرا القديمة ارتباطا وثيقا بافتتاح قناة السويس في عهد الخديوي إسماعيل الذي كان شغوفا بالفنون ولذلك سميت بالأوبرا الخديوية، ونتيجة حب الخديوي إسماعيل للفن الرفيع وشغفه به أراد أن تكون دار الأوبرا الخديوية تحفة معمارية لا تقل عن مثيلاتها فى العالم، فكلف المهندسين الإيطاليين افوسكانى وروسى بوضع تصميم لها يراعى فيه الدقة الفنية والروعة المعمارية، واهتم الخديوي إسماعيل بالزخارف والأبهة الفنية فاستعان بعدد من الرسامين والمثالين والمصورين لتزيين الأوبرا وتجميلها.
لم يقتصر دور الأوبرا على تقديم الفنون الرفيعة ولكنه صار مركزا ثقافيا تنويريا له استراتيجية وخطة ذات ملامح واضحة، يقدم ما يتناسب مع أهدافه فى بناء الفن القومى وتطوره وبلورته، كما أنه يسهم بوضوح فى بناء ونماء الإنسان المصرى والعربى من خلال التعليم والثقيف والإبداع.