يبدو أن حكومة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان قررت أن تصدق الوهم وتسير وراء معلومات غير مؤكدة، بعدما أعلنت عزمها بناء متحف جديد يروي أحداث الطوفان العظيم الذي حمل سفينة النبي نوح عليه السلام، فى ولاية آغري الواقعة على الحدود الشرقية لتركيا.
وكانت أعلنت الإدارة تركيا فى عام 2017 زاعمة أنها عثرت على سفينة نوح منذ سنوات، وأنهم قاموا بدراسات أكدت أنها موجودة على جبل أرارات جنوب تركيا على بعد 8 كم من حدود العراق، حيث وجدوا هناك آثارا خشبية غامضة زعموا أنها كافية لقول مثل هذا الكلام الخطير.
ويقول الباحثون الأمريكان الذين قادوا بعثة الكشف: "إن السفينة مصنوعة من خشب الجوز، وهو من فصيلة الخشب القبرصى العتيق وقد قيست أبعاد السفينة، فبلغ طول السفينة 300 ذراع وعرضها 50 ذراعًا وارتفاعها 300 ذراعً".
وهذه الأرقام وردت فى بعض الكتب الدينية، لكن هناك بعض الأسئلة المحيرة وهى: أن خشب الجوز لم يظهر على سطح الأرض إلاَّ منذ ألف سنة فقط، ثم أن هذه المدة الطويلة كافية لأن تغمر السفينة بأكوام وأطنان من الثلج لا يمكن إزالتها إلاَّ بمجهود شاق طويل، فكيف ظهرت السفينة على وجه الأرض هكذا من غير مجهود؟
وبحسب كتاب "101 أسطورة توراتية: وكيف أبتدع الكتبة القدماء التاريخ التوراتي" جاري جرينبرج، فوفقا لرواية سفر التكوين (8: 4) استقرت سفينة نوح على قمة جبل "أراراط"، بالنسبة للكثيرين كان موقع رسو سفينة نوح هو "جبل أراراط" لكن الكتاب المقدس يقول أنه حدث على قمة من قمم الجبل المذكور سلفا، فهو لم يحدد أيهم، فى المنقطة التى تضم الحدود الحديثة لـ تركيا، روسيا، إيرا، العراق.
ومع ذلك فإن سفر التكوني (11: 2) يلمح إلى أن الناجون من الطوفان راسوا فى موقع بعيد كل البعد عن هذا المكان، فوقا للآية رحل الناجون غربا من موقع شرق "بابل" حى وصلوا إليها، وقد حدث أى أرض "شنعار" أن أثار الناجون غضب الرب بمحاولاتهم لبناء برج بابل، ويقع جبال "أراراط" شمال غرب بابل.
بينما يرى كتاب "التأريخ التوراتي.. والتاريخ. الكتاب الثاني، التأريخ التوراتي المزيف" تأليف إسماعيل ناصر الصمادي، إلى أن التصور بأن سفينة نوج حطت على جبال أرارات فى أرمينيا حاليا، وهناك تكاثر من كان على السفينة، وكانت الأرض حينها لسانا واحدا ولغة واحدة، وحدث فى ارتحالهم شرقا أنهم وجدوا بقعة أرض شنعار وسكنوا هناك، حسبما جاء فى تكوين 11، وأرض شنعار هى المنطقة الجنوبية من بلاد الرافدين فى محافظة البصرة حاليا.
بينما هناك إحدى التصورات الإسلامية بأن نوح الذى كان يعيش فى بلاد الرافدين، دفعت الأمواج سفينته بقوة من بلاد الرافدين إلى منطقة الحجاز، وبالذات نحو البيت العتيق، وهو المواقع الوحيد الذى لم تغمره المياه، ولذا سمي بالعتيق، لأنه أعتق مكان على الأرض، وقد طافت سفنية نوح حوله، ثم دفعته الأمواج نحو الشرق لتستوى فى النهاية إلى إحدى الجبال بمنطقة الموصل بالعراق حاليا.
يذكر أن المهندس عارف صالح التوى - الباحث فى علوم الإعجاز القرآنى كشف عن موقع سفينة نوح عليه السلام، حيث قال الباحث فى الحلقة النقاشية التى نظمها المركز اليمنى للدراسات التاريخية وإستراتيجيات المستقبل "منارات": إن السفينة جاثمة تحت الرمال وسط اليمن قرب مدينة شبوة القديمة فى منطقة "عساكر" على حافة رملة السبعتين، مضيفاً: أنه توصل إلى تلك النتائج من خلال دراسة وبحث متواصل فى آيات القرآن الكريم واستخدام الإحداثيات بواسطة تقنية "جوجل إيرث".
وكانت وزعمت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية فى بدايات عام 2019، أن علماء الآثار تمكنوا من الوصول لمكان سفينة سيدنا نوح المفقودة، أو كما يسمونها سفينة "العهد"، بعد سنوات من البحث والتدقيق عليها، لافتة إلى أن علماء الآثار أصبحوا على يقين بأن قرية "كريات يعريم" الإسرائيلية هى المكان التى رست فيه السفينة.
وزعم الموقع الأجنبى express.co، إن لديه دلائل علمية عن قصة سفينة نوح التى ذكرتها الكتب المقدسة والطوفان العظيم الذى ورد فى القرآن الكريم، وزعم الموقع أن السفينة استقرت فى أمريكا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة