لعلك تذكر "الخميس الأسود" فى تونس، الذى أشاعت فيه قيادات بحركة النهضة – إخوان تونس – رحيل الباجى السبسى الرئيس التونسى قبل أيام كثيرة من وفاته، الأمر الذى أربك وقتها المشهد التونسى برمته، ودارات الأيام دورتها، وأجريت انتخابات تونسية أسفرت عن فوز قيس سعيد، لكن ظلت الإخوان على منهجها فى ترويج الشائعات، حيث روجت جماعة الإخوان فى تونس شائعة جديدة مؤخرا بوفاة محمد الناصر رئيس تونس السابق، بهدف النيل من خصومها وتشويه معارضيها، لكن هذه المرة وقعت فضيحة كبرى للإخوان فى تونس وتأكد للجميع أن الإخوان هم ماكينة الكذب وبث الشائعات.
راشد الغنوشى هو أول من روج هذه الشائعة وأول من تم تكذيبه على الملأ، حتى أصدر نعيا يعزى فيه رحيل محمد الناصر والذى ترأس تونس بشكل مؤقت قبل الانتخابات الرئاسية، وهو ما اتضح كذبه وزيفه فيما بعد، وقد لجأ لحذف النعى من على حسابات الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى واستبداله باعتذار، وهو الاعتذار الذى رفضته القوى السياسية التونسية، مؤكدين أن حركة النهضة ارتكبت الخطأ عن قصد بهدف تشويه معارضيها.
اعتذار الإخوان مرفوض
واتهم رياض جراد المتحدث الرسمي باسم الاتحاد العام لطلبة تونس، حركة النهضة الإخوانية بتعمدها نشر الأكاذيب والإشاعات الحاقدة ضد خصومها حيث كان آخرها ما نشره راشد الغنوشي في ساعة متأخرة حول وفاة رئيس البرلمان و رئيس الجمهورية السابق محمد الناصر.
وأكد "جراد" في نفس السياق تعمد سمية الغنوشي ابنة راشد الغنوشي قبل ذلك أيضا نشر شائعة وفاة الرئيس الأسبق الباجي قائد السبسي في ما عرف بيوم "الخميس الأسود" والذي تزامن مع عمليتين إرهابيتين في قلب العاصمة تونس .
و قال "جراد" لـ"اليوم السابع " إن الشائعات التي يطلقها الإخوان في تونس يحركها رغبتهم الدائمة في الإساءة لمعارضيهم و تحطيم كل الذين يتمتعون بقدر من الوطنية والمصداقية، مضيفا :" الإخوان في تونس لهم باع طويل و خبرة كبيرة في خلق الشائعة لترويجها، و سبب تفوقهم في هذا الباب وضعية الهشاشة التي يشعرون بها أمام الواقع في تونس و تقلص شعبيتهم المستمرة بشكل لافت ما يجعلهم يضطرون إلى تعويض الحجج بالخرافة والعنف اللفظي والتشويه و كذلك بالإشاعة الكاذبة، التي هي نوع من العنف، لأنها تستهدف الأشخاص و سلامتهم و أمن الوطن و مناعته .
طارق بن منصور: تونس ستنتصر على الإخوان
بدوه شن السياسي التونسي، طارق بن منصور، القيادى السابق بحزب نداء تونس، هجوما حادا على حركة النهضة – إخوان تونس- مؤكدا أن تونس سوف تنتصر مستقبلا على "الإخوان الظلاميين".
وأشار "منصور" خلال تصريحات لـ"اليوم السابع" إلى أن تونس دولة مسلمة ولكنها لن تكون إخوانية، موضحا كيف استطاعت حركة النهضة الحصول على أصوات الناخبين قائلا : "وصول النهضة للحكم في الانتخابات في التشريعية هو أن عزوف الناخبين كان السبب الرئيسى وهذا يرجع إلى فقدان التونسيين الثقة من الأحزاب السياسية ولكن صعود النهضة لا يدل على قوتها والدليل هو أن النهضة فقدت ناخبيها لتصل في الانتخابات البلدية الى 500 ألف ناخب و زاد تقلص العدد في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الى 300 ألف ناخب".
وأوضح أن هذا يترجم بأن حركة النهضة ليس لها أغلبية فى مجلس نواب الشعب لتشكيل حكومة، مضيفًا : "التونسيون يعرفون أن النهضة تدمر البلاد، ولكنهم يريدون سياسيا يفعل ما يعد به ويكون نظيف اليد إنما حركة النهضة أيديها ملطخة بدماء شكري بالعيد والحاج البراهمي، ونهبت مال الشعب لتعويض مناضليها أيام عذابهم في وقت بن علي ليصل مجموع تعويضاتهم إلى 12000 مليار دينار تونسي".
وتابع : "النهضة عرقلت تونس ولم تنهض بالبلاد بل دمرتها وحاولت تصفية حساباتها الشخصية منقديها وتريد فسخ الحبيب بورقيبة من اذهان التونسيين ولكن لن تستطيع" مضيفًا : "الأحزاب الوسطية لا تتصور أن تشكل حكومة بالتنوع السياسي في البرلمان وإن تشكلت حكومة لن تذهب بعيدا، ويحب أن تراجع الأحزاب الوسطية استراتيجيتها و تتعلم من أخطائها لتقدم مشروع سياسيا يقدم بالبلاد و يخرجها من الأزمة الاقتصادية".
وتابع : "الأحزاب الإخوانية مثل الأنظمة الفاشية التي تظهر في حالة فقر بلاد او تدهور الاقتصاد في بلد وتريد فرض نمط عيش إسلامي الذي لا يتماش مع الشعب التونسي، هناك فئة محافظة تأمن بهم في الظاهر، ولكن ليست محافظة كما يظنه الناس فلقد ظهر بالكاشف في تونس و غير تونس أن المتشددين دينيا أو متدينين اغتصبوا نساء وأطفال و نتذكر جهاد النكاح في سوريا، وليس هذا الإسلام"، مضيفًا:"تونس دينها الإسلام ولكنها لن تصبح إخوانية".