ناقش عدد من الباحثين الأفارقة فى الجلسة الأولى من الملتقي الدولي الرابع لتفاعل الثقافات الافريقية في العالم المتغير، والتى جاءت تحت عنوان "قراءة السياسة الافريقية" بمقر المجلس الأعلي الثقافة، حال إفريقيا الاقتصادى اليوم، وشارك فى الجلسة عدد من الباحثين هم حمدى عبد الرحمن، ورامى مجدى، فوهي بيجيزر فريدي، ماداليتسو زليلو فيري، ونيرنيجيهيمانا جوليوس.
وقال الباحث حمدى عبد الرحمن: فى عام 2010، نشر معهد ماكينزى العالمى تقريرا وصف فيه إمكانات وتقدم الاقتصادات الإفريقية بأنها "أسود على الطريق"، مما يعنى ضمنا أن العالم على وشك أن يشهد وجود الأسود الإفريقية التى يمكن لها أن تتفوق على تجربة النمور الآسيوية.
المجلس
وأوضح حمدى عبد الرحمن، أنه رغم بعض التحديات الهيكلية والظروف التي أثرت سلبًا في كثير من الاقتصاديات الإفريقية، إضافة إلى الصدمات السياسية التى أدت إلى تباطؤ النمو في شمال إفريقيا منذ عام2011، فإن النهوض الإفريقى لا يزال يحمل مصداقية كبيرة ولاشك أن أحداث تغيير مخطط ومستدام في مشهد الحوكمة والأمن والتنمية فى القارة سوف يفضى إلى إعادة تعريف إفريقيا، وإعادة تحديد موقعها بعيدا عن وضعها الهامشى الموروث فى الاقتصاد السياسى العالمى.
وأشار حمدى عبد الرحمن، إلى أنه لا يمكن لإفريقيا أن تنهض إلى أى مستوى في السياسة الدولية دون إعمال التفكير فى أسباب استمرارها بعيدة عن ركب الحداثة والتقدم لفترة طويلة من جهة، وأن تبنى من وجهة أخرى رؤية وخارطة طريق لما ينبغى عليها القيام به لتنهض ويرتفع نجمها بشكل مستدام فى ظل نظام عالمى تنافسى.
وفى السياق ذاته، قال فوهى بيجيزر فريدى، إنهم ناقشوا ما إذا كان صعود قوى الجنوب يزيد من الفجوة بين الشمال والجنوب، أم يزيد من التنوع للسياسات البديلة والانحيازات المختلفة داخل النظام الدولى من خلال الجمع بين أعمال العلماء البارزين، كما يتعرض للتحديات والفرص التي جاءت نتيجة التفاعل المتزايد للشركاء الجنوبيين الصاعدين، والاستراتيجيات التى على أفريقيا تبنيها من أجل استغلال الفوائد الإيجابية لهذا التطور.
وتابع فريدى، ستكون لدى أفريقيا القدرة على المفاوضة والمساحة في وضع السياسات أن تتحد دولها، لكن صعود القوى الجديدة والتحامها في الساحة الأفريقية، لا تنتج عنها بالضرورة علاقة جديدة ذات طابع استعمارى كما لا يضمن ذلك المساحة لوضع السياسات الجديدة.
كما قال ماداليتسو زليلو فيرى، أن الاستعمار يتلخص في الالتزام الممنهج بالاستفادة من الأرشيف الثقافي في الإفريقى فالعلوم الاجتماعية والإنسانية البرجوازية كان لا يزال يتم إنتاجها في سياق امبراطورية الإدراك الغربي، مضيفا لقد حاول المثقفون الأفارقة من أمثال نيكروما طرح خطابات مضادة للهيمنة حول وضع صورة لأفريقيا فى العالم تتحدى الصورة الأوروبية التى ترسم الأوروبى بطلًا أوحد للقصة إذ ترى ان ماضى أفريقيا يتلخص فقط فى لقائه مع أوروبا.
كما قال ميرينيجهيمانا جوليوس، إنه منذ اكتشاف أوغندا لاحتياطي البترول القابل للتجارة عام 2006، دخلت شركات بترول كثيرة متعددة الجنسيات، وغيرها من المعنيين بشأن البترول في القرى المنتجة للبترول فى أوغندا، وتستند هذه الشركات العالمية الي سياسات التنمية النيوليبرالية، فحصلوا علي قطاعات ضخمة من الأراضى التي كانت من قبل تحدد ملكيتها طبقا للعرف، ثم صوروها وأبعدوا الناس ذوى الحقوق لهذه الأراضى عنها بسبب الكشف عن البترول واستخراجه.
وتابع جوليوس، ان توصيات البحث الاقتصاد والتحفظ في تطبيق سياسات التنمية النيوليبراليك وذلك املا في الحفاظ علي الثقافة من اجل التنمية المستدامة.