لم يمر وقت كبير على تعيين الدكتور أحمد جابر شديد رئيسا لـ جامعة الفيوم ، إلا أنه جاء بعد فترة كبيرة من الترقب من قبل العاملين بالجامعة والطلاب، خاصة أن الجامعة قضت وقتا طويلا بلا رئيس معين، ولم يكن أداء القائمين بتسيير الأعمال مرضيا للعديد من المنتميين للجامعة، وكانت جميع آمالهم أن يأتى أحد أساتذة الجامعة الذين عملوا بها سنوات طويلة وملمين بمشكلاتها، رئيسا لها بعد فترة من الصراعات والخلافات شهدتها العديد من الكليات مؤخرا ، فكان تعيين الدكتور جابر شديد مرضيا للعديد من الأساتذة والعاملين بالجامعة، وهو ما يجعل مسئوليته كبيرة فى تحقيق آمالهم بالنهوض بالجامعة، وخلال هذا الحوار الخاص يوضح رئيس جامعة الفيوم خطته الكاملة للنهوض بالجامعة، وما تكشف له خلال الفترة القصيرة الماضية.
قال الدكتور أحمد جابر شديد رئيس جامعة الفيوم، إنه بعد توليه رئاسة الجامعة ، كان تركيزه الأكبر على ترسيخ فكرة الانضباط الشامل ، من حيث أعضاء هيئة التدريس والطلاب والمنشآت والجداول والمعامل والالتزام، من قبل أعضاء هيئة التدريس ، وكان يجب أن يكون التجهيز فى البنية التحتية على أكمل وجه، حيث أنه أذا كان لدى أستاذ جامعى لديه حماس ومنهج دراسى مميز، وحضر فوجد جهاز الداتا شو معطل سيصاب بالإحباط، وهو ما ينطبق على باقى التجهيزات بالجامعة، لذا كان لزاما علينا استكمال كافة التجهيزات قبل مطالبة الأساتذة والطلاب بالانضباط، وفقا لما أعلناه فى المجلس الأول للجامعة، أن هذا العام هو عام الانضباط.
وعن بعض المشكلات والتراكمات بين الأساتذة والطلاب، قال جابر شديد لقد كان من أهم أهدافى إزالة البؤر الساخنة بالجامعة ، ودخلت إلى أعماق هذه المشكلات وبدأت حلها بالعلاقات الودية ، وأحيانا تأتى بثمارها ، واذا لم يحدث توافق لدى قانون يحكم الجميع، ويتم إحالة المخالفين للتحقيق فورا، ولكن دائما طالما المخالفات لا علاقة لها بالفساد وتخص خلافات الرأى أفضل أن أبدأ حلها بالطرق الودية، لافتا إلى أن عدد أعضاء هيئة التدريس على مستوى جميع كليات الجامعة 1600 عضو ، وجميعهم يعرفون بعضهم البعض ولذا تكون الحلول بالطرق الودية لها دور كبير وفى النهاية يحكمنا جميعا قانون.
وعن الخلافات السابقة فى كلية دار العلوم ، والتى أدت إلى التحقيق مع عميد الكلية بالنيابة، لاتهام بعض الطالبات بالكلية بالتعامل الغير لائق معهم ، أكد رئيس الجامعة أنه تولى مرتين الإشراف على كلية دار العلوم وهى كلية بها كوكبة من الأساتذة الكبار ، ولكن كل ما فى الأمر وجود خلافات فكرية ، وما تحتاجه الكلية أن تكون هناك إدارة تجمع بين هذه الأفكار، وتخلق التآلف الكافى بينها ولكن الكلية مميزة ومن نقاط الكلية بالجامعة ولا ننكر أنه فى الخلافات السابقة، كان هناك بعض الحالات الفردية التى تم فيها استغلال الطالب لتصعيد الوضع ولكن هذا يتوقف على القيادة الموجودة، والتى تدير الوضع بالكلية وهى التى تقدر على تجميع الأفكار كلها فى بوطقة تخدم الكلية.
وعن وضع البحث العلمى بالجامعات، لفت الدكتور أحمد جابر شديد ، إلى أن البحث العلمى هو الأساس لتقدم أى دولة والدول التى تسمى بالنمور الأسيوية، لم تتقدم إلا بالبحث العلمى وقد اشتملت الخطة التى تقدمت بها فى أوراقى للترشح رئيسا للجامعة، بجانب كبير فى مجال الاهتمام بالبحث العلمى ، مضيفا دائما نعلم أن البحث العلمى هو قاطرة التنافسية ، ووضعنا خطة بحثية خاصة بالجامعة على مدى 5 سنوات، وتم وضعها عن طريق النزول الميدانى ورؤية ماذا يحتاج المجتمع، بالإضافة إلى إطلاع على خطة الدولة للتنمية 2030، وتابعنا المشروعات القومية التى تعمل عليها الدولة فى الوقت الحالى ، وإجتمعنا مع ممثلى المجتمع المدنى ، وبدأنا فى حضر المشكلات وبناء على كل هذا وضعت الخطة البحثية للجامعة.
وأوضح تم التركيز على عدة محاور من بينها محاور الطاقة والمياه والزراعة والصحة والمحور الاجتماعى وبدأنا العمل بأن جعلنا هذه محاور أساسية ، وأصبح هناك إلزام على أى طالب يشتغل فى مجال البحث العلمى بجامعة الفيوم أن يعمل على مجال من هذه المجالات ، ويعد الطالب خطة بحثية ويوقع إقرار أن البحث الخاص به يندرج تحت الخطة البحثة الخاصة بجامعة الفيوم وهو منبثقة من خطة وزارة التعليم العالى للبحث العلمى وهى مبنية على خطة الدولة 2030 ولدينا قريبا إحتفالية عيد العلم التى نشجع فيها الباحثين ويتم تكريمهم وقد شهدت الخمس سنوات الأخيرة تطور بحثى فى البحث العلمى للجامعة.
وقال كل عام يتزايد عدد الأبحاث التى تنشر بمجلات دولية والخاصة بأساتذة من جامعة الفيوم ، ولدينا باحثين مميزين بجامعات أمريكية مثل جامعة هارفاد ، بالإضافة إلى وجود مشروعات بحثة بالتعاون بين الجامعة وجهات داخلية وخارجية ، حيث لدينا ما يزيد عن 50 اتفاقية تعاون دولى من 10 اتفاقيات مع جامعات أوربية من بينها منح درجة الماجستير فى النانو تكنولوجى ، ونحن نركز على المجالات الجديدة مثل منح درجة الماجستير والدكتوراه من جامعات أجنبية فى البايو تكنولوجى واتفاقيات فى الطاقة الجديدة والمتجددة وهناك اتفاقيات مع جهات محلية مثل أكاديمية البحث العلمى ، ومشروع تطوير العلوم وإدارة المشروعات فى وزارة التعليم العالى واتفاقيات دولية مع تونس والأردن والسودان وعمان ودول الاتحاد الأوروبى ، لافتا إلى أن هناك عدد كبير من أبناء جامعة الفيوم يدرسون الماجستير والدكتوراه بجامعات أوربية وهؤلاء هم القوة الناعمة والضاربة بجامعة الفيوم وشباب الباحثين هم من سنعتمد عليهم بشكل كامل خلال الفترة القادمة.
ولفت رئيس اجامعة إلى أن هناك تعاون كبير بين الجامعة ووزارة الإنتاج الحربى فى العديد من المجالات وخلال إسبوع سيتم توقيع إتفاقية مع وزارة الإنتاج الحربى والبروتوكول سيكون بين جامعة الفيوم ممثلة فى كلية الهندسة ووزارة الإنتاج الحربى ممثلة فى مركز التميز التكنولوجى وسيحضر التوقيع وزيرى الإنتاج الحربى والتعليم العالى وهو يستهدف إنتاج أول حاسب تعليمى مصرى بإمكانيات وزارة الإنتاج الحربى وبعقول وخبرات أساتذة كلية الهندسة بجامعة الفيوم وسيتم تصنيع 40 جهاز فى المرحلة الاولى ومدة المشروع سنتين.
وعن متابعة عدم التطرف الفكرى للطلاب وتوجهاتهم بشكل عام لفت رئيس جامعة الفيوم أنه لابد من التقرب الشديد من الطلاب والاستماع لهم بشفافية ولذلك عقدت لقاء على مستوى الجامعة بعنوان " إسأل رئيس جامعتك " وفوجئت بالحضور الكبير وبأعداد مهولة من قبل الطلاب وكان من أسعد اللقاءات حيث إمتلأت القاعة وتحدثوا من قلوبهم وجبت على جميع أسئلتهم وفوجئت بدرجة الوعى لديهم وطلابنا بشكل عام لديهم وعى كافى وهو اتضح بشكل كافى خلال انتخابات الاتحادات الطلابية حيث اصطف الطلاب فى طوابير كبيرة لاختيار من يمثلهم.
وعن تنظيم حفل غنائى مؤخرا بالجامعة ووجود تعليقات كثيرة حول هذا الحفل وأن الجامعة ليس من المفترض أن تعقد فيها حفلات غنائية قال رئيس الجامعة أن الفيوم كانت الجامعة رقم 4 بين جامعات مصر التى أقامت حفلات هذا العام ولم تتكلف الجامعة جنيه واحد فى إقامة هذا الحفل وكان هناك عزل لأماكن الطلاب عن الطالبات وكانت بشكل محترم ومنظم وتم اختيار الأغانى والمطرب بعناية ونحن لا نقف عند الحوارات الهدامة.
وعن المدينة الجامعة لفت رئيس الجامعة إلى أن قيادات الجامعة تتواجد بشكل يومى بمطعم المدينة الجامعية لافتا إلى أن تم تغيير أدوات الطهى بالكامل وحاليا أدوات الطهى بالمدن الجامعية بالفيوم تضاهى أدوات الطهى بأعلى الفنادق بالقاهرة ، مضيفا أن الطلاب غير القادرين لم يتقدم أحدهم بطالب الإعفاء من مصروفات المدن الجامعة أو الجامعة حيث أنه يتم إعفاءه فورا ولا زلنا نستقبل أى طلب بالإعفاء من المصروفات ، بالإضافة إلى أبناء الشهداء والمصابين وذوى القدرات الخاصة ، لافتا إلى الاهتمام الذى توليه الجامعة بذوى الاحتياجات الخاصة ويتم الاهتمام بالأنشطة الترفيهية لهم ويوم 17 نوفمبر، سيتم تنظيم احتفالية لافتتاح معملين خاصين بذوى القدرات الخاصة وسيتم تكريمهم ولدينا مركز خاص بالمكفوفين وبه أحدث الوسائل التعليمية.
وأوضح أن الفيوم بها المستشفيات الجامعية بالفيوم على أعلى مستوى وهى الملجأ الأول لأبناء المحافظة واستقبلت 90 ألف حالة خلال الفترة الماضية وتم إجراء 13500 عملية جراحية بالمجان بالإضافة إلى استقبال 22 الف حالة خاصة بالأطفال ولفت إلى أن جامعة الفيوم من الجامعات الرائدة فى المجال الطبى وسيتم افتتاح أول مستشفى خاص بالأطفال بمحافظة الفيوم على غرار مستشفى أبو الريش نهاية هذا العام وبها 40 سرير وغرفتين عمليات و18 حضانة.
ولفت رئيس الجامعة عملت بجد وكان لها دور فعال فى الحملات التى دعت لها الدولة مثل حملة 100 مليون صحة وحملة سرطان الثدى ومازلنا نعمل فيه ونظمنا قافلة كبرى بقرية دسا وهى من القرى الأكثر احتاجا بمحافظة الفيوم وتم علاج ما يزيد عن 12 ألف حالة بالمجان وصرف الأدوية اللازمة وتم عمل مشروعات صغيرة لصغار المزارعين بالقرية وأقيمت ندوات زراعية وثقافية بالقرية ، مضيفا أنه تم التعاقد مع الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الطلاب ويقوم الطلاب بمحو أمية المواطنين مقابل تقاضى 200 جنيه عن كل فرد وهنا فكرة بالمجلس الأعلى للجامعات بتعميم هذه الفكرة وأن يكون هذا متطلب من متطلبات تخرج الطلاب.
وعن أبرز الرسائل العلمية التى أشرف عليها الدكتور أحمد جابر شديد أكد أن أهمها كانت حول المياه الجوفية وتم عمل رسائل علمية مميزة على العديد من المناطق فى هذا الشأن وقال سنحاول خلال الفترة القادمة ألا تكون هذه النتائج حبيسة الأدراج.
وعن السوشيال ميديا ووجود بعض الصفحات التى تسيئ لصورة الجامعة والطلاب أكد رئيس الجامعة أن أى صفحة تقوم بذلك سيتم اتخاذ الاجراءات اللازمة ضدها ولن نفرط فى حق أى طالب يتم الإساءة إليه عن طريق صفحة من صفحات الإنترنت.