تنتظر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان حالة من الغضب الهائل لدى وصوله غدا، الأربعاء، إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى البيت الأبيض، حيث يواجه ضغوطا هائلة من أعضاء الكونجرس من كلا الحزبين الجمهورى والديمقراطى بعد عدوانه الأخير على سوريا، فيما طالب عدد من النواب ترامب بإلغاء زيارة أردوغان.
ففى خطاب أرسل إلى الرئيس الأمريكى فى الثامن من نوفمبر، وتم الكشف عنه أمس الاثنين، دعت مجموعة من نواب الكونجرس دونالد ترامب على إلغاء دعوته لرئيس تركيا رجب طيب أردوغان لزيارة البيت الأبيض.
وأعرب النواب عن قلق عميق بشأن الزيارة المقررة، وذلك بسبب الغزو التركى لشمال سوريا.
وقال النواب فى خطابهم لترامب إن قرار أردوغان بغزو شمال سوريا فى التاسع من أكتوبر الماضى كان له تداعيات كارثية على الأمن القومى الأمريكى، وأدى إلى انقسامات عميقة فى حلف الناتو وتسبب فى أزمة إنسانية على الأرض.
ونظرا لهذا الموقف، فإننا نعتقد أن الآن تحديدا ليس الوقت المناسب لزيارة أردوغان للولايات المتحدة، وحثوا ترامب على إلغاء الدعوة.
وتم تنظيم الخطاب من قبل رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الديمقراطى إليوت إنجيل، وكان اثنين من المشاكين فى توقيعه من الجمهوريين وهما النائبان جوس بيليراكيس وبيتر كينج.
أما الموقعين الآخرين على الخطاب فكانوا من الديمقراطيين، وهم بل كيتنج وإدريانو إيساليلات وسوزان ويلد وألبيو سيرسش وتيد دويتش وكولين أولريد وجيم كوستا وجيرى كونولى وجامى راسكين وبراد شيرمان وجوان فارجاس وجيم ماكجوفيرن ودينا تيتاس وإلهان عمر، التى تعرضت لانتقادات فى الأسبوع الماضى بعد امتناعها عن التصويت على قرار الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن وتصويتها ضد قانون فرض عقوبات على تركيا.
وفى نفس السياق، دعت نائبة بارزة بالكونجرس وزارة الخارجية الأمريكية إلى منع دخول أى من الذين سافروا مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى واشنطن فى عام 2017 وشاركوا فى الهجوم على مواطنين أمريكيين أمام مقر إقامة السفير التركى.
وبحسب ما ذكرت صحيفة ذا هيل الأمريكية، جاء الطلب من النائبة ليز تشينى، رئيس المؤتمر الجمهورى بمجلس النواب فى الوقت الذى من المقرر فيه أن يتلقى ترامب بأردوغان فى البيت الأبيض غدا، الأربعاء.
وفى خطاب تم إرساله إلى وزير الخارجية مايك بومبيو أمس الاثنين، أشارت تشينى التى تعد من بين أبرز الأصوات الجمهورية فى السياسة الخارجية الأمريكية، إلى أن هجوم 2017 لم يكن المثال الأول على هذا العنف، وأشارت إلى أن بلطجية أردوغان استخدموا الأساليب السلطوية ضد الأمريكيين خلال زياراته إلى الولايات المتحدة فى السابق.
وقالت تشينى فى خطابها: "خلال زيارته الأخيرة لواشنطن فى 2017 قام من يسمون بأمن أردوغان بمهاجمة المتظاهرين السلميين خارج مقر إقامة السفير التركى بطريقة وحشية".
وأشارت إلى إصابة 11 شخصا على الأقل فى هذا اليوم من بينهم أحد الأفراد العاملين فى إنفاذ القانون الذى يدافع كل يوم عن الحقوق الدستورية للأمريكيين وسلامتهم الجسدية.
وكانت تشينى، النائبة عن ولاية ويومنج، من أشد منتقدى قرار الإدارة الأمريكية بسحب القوات من شمال سوريا قبيل الهجوم التركى على الأكراد الشهر الماضى. وقالت تشينى فى خطابها إن هذا السلوك يمكن أن يكون روتينى فى تركيا، لكنه لا ينبغى أن يجلب إلى الولايات المتحدة.
من ناحية أخرى، دعت مارجرت هوانج المدير التنفيذى لمنظمة العفو الدولية الأمريكية إلى تذكر معاناة الموجودين فى شمال سوريا مع زيارة البيت الأبيض المقررة لواشنطن.
وأشارت هوانج إلى أنه برغم الانقسامات الحزبية العميقة فى الولايات المتحدة، فإن أعضاء الكونجرس أظهروا قدرة غريبة على الاتحاد فى غضبهم تجاه الحكومة التركية. فالمشرعون غاضبون من العديد من السياسات التى سنتها الحكومة التركية. لكن العمليات الأخيرة للجيش التركى ظلت قضية كبرى وحدها.
وقالت إالانتهاكات التى قام بها الجيش التركى فى شمال سوريا لا يكن مناقشتها أو تحديها فى مجتمع تتعرض فيه وسائل الإعلام للترويع ويتم تحطيم المعارضة. وإذا كان الكونجرس يرغب فى تقدم حقيقى فى العلاقة بين أنقرة وواشنطن فهو يحتاج لمطالبة بحساب صادق للتكلفة البشرية للعملية.