"مصر تدخل عالم الأقمار الأقمار الصناعية المخصصة لأغراض الاتصالات".. خطوات ثابتة تخطوها الدولة فى الوقت الحالى فى عالم الأقمار الصناعية ، وذلك فى الوقت التى تعتزم فيه جمهورية مصر العربية إطلاق القمر الصناعي المصري الأول لأغراض الاتصالات " طيبة -1 " والمقرر اطلاقه يوم 22 من نوفمبر الجارى، حيث سيتم الإطلاق بواسطة شركة " آريان سبيس " الفرنسية على صاروخ الإطلاق "آريان-5"، وذلك من قاعدة الإطلاق بمدينة "كورو" بإقليم "جويانا الفرنسية" بأمريكا الجنوبية .
وعن أهمية اطلاق القمر الصناعى المصرى الأول للاتصالات "طيبة-1"، أكد مدحت مختار رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء سابقا، أن التخطيط لإطلاق هذا القمر بدأ منذ 6 سنوات، مؤكدا أن اطلاق هذا القمر سيكون له جدوى سياسية واقتصادية وفنية، لافتا إلى أن الجدوى الفنية تتمثل فى وجود متدربين شاركوا منذ لحظة التصميم والتصنيع لهذا القمر واكتسبوا خبرات عالية فى هذا المجال سيعود بالنفع على تكنولوجيا الاتصالات فى مصر.
وأضاف رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء سابقا، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن الاقتصاد العالمى مبنى على الخدمات الاقتصادية وهذا القمر سيكون له مردود اقتصادى قوى للدولة المصرية، حيث سيكون بمثابة بنية للاتصالات موازية للموجودة على الأرض ترفع الإتاحة لخدمات الاتصالات فى الأماكن النائية.
وأشار رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء سابقا، إلى أن أننا تأخرنا كثيرا والعالم سبقنا بعشرات السنين وتواجدنا فى مجال تكنولوجيا الأقمار الصناعية بمجال الاتصالات كان يلزمها إرادة سياسية قوية وهو ما تحقق بفضل القيادة السياسية للرئيس عبد الفتاح السيسى، قائلا:"بالإصرار نجحنا أن يكون لنا مكان فى هذا المجال والقمر سيكون موجود فى مدار فوق خط الإستواء 35.5 شرق وهو مكان ثابت باسم مصر يمثل امتداد لأرض مصر فى الفضاء وتحميه الأمم المتحدة بالمعاهدات والقوانين".
وفى نفس السياق، أكد الدكتور السيد السيد عزوز نائب رئيس الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، أن القمر الصناعى المصرى الأول للاتصالات "طيبة-1" انتهى تصنيعه وسيتم اطلاقه 22 نوفمبر الجارى، لتقديم خدمات الاتصالات لمصر وبعض دول حوض النيل والدول الإفريقية وبعض الدول العربية ودول أخرى حسب الحاجة.
وأضاف نائب رئيس الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن القمر سيعمل على دفع عجلة التنمية باستكمال البنية الأساسية للاتصالات والإنترنت ليخدم قطاع عريض خاصة المناطق النائية والمناطق الحدودية وكافة المناطق التى يصعب الوصول لها من خلال الشبكات الأرضية، حيث سيوفر خدمة للمواطنين المقيمين فى هذه المناطق ويقلل الفجوة بين المناطق الحضارية والريفية.
وأكد نائب رئيس الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، أن القمر الصناعى المصرى الأول للاتصالات "طيبة-1"، تتجلى أهميتة أيضا فى تقديم خدمات الاتصالات فى حالة الكوارث الطبيعية والاستغاثة، ويعمل على زيادة ساعات الإنترنت على كافة المناطق، ويعتبر بديل مؤمن للكابلات البحرية فى حالة انقطاعها، ويساعد فى خدمات كثيرة كالتعليم الإلكترونى والصحة والخدمات البترولية والتعدين ، كما سيعمل على المساعدة فى توفير أمن المعلومات ومكافحة الجريمة والأمن القومى المصرى بالاعتماد على البوابات الاليكترونية الحكومية.
ومن جانبه أكد محمد أبورزقا عميد كليه الحاسبات والمعلومات بالأكاديميه العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، أن هناك تنافس كبير بين دول العالم فى مجال الاتصالات والمعلومات، مؤكدا أنه لابد من وجود شبكة اتصالات بنطاق عريض تغطى جمهورية مصر العربية بالكامل.
وأضاف عميد كليه الحاسبات والمعلومات بالأكاديميه العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن إطلاق القمر الصناعى المصرى الأول للاتصالات "طيبة-1" بمثابة أمن قومى لمصر لنحمى مستقبلنا وبناء الاقتصاد المصرى فى ظل الاستخدامات العديدة التى سيساعد فى تقديمها القمر الصناعى فى مجالات التعدين والبترول والصحة والتعليم واللوجستيات والسياحة والأثار وغيرها من المجالات التى نحن فى احتياج شديد لها .
وكانت الشركة انتهت من عمليات إختبار أنظمة القمر الصناعي للتأكد من سلامتها وعدم تأثرها بعملية الشحن، كما تم اختبار التواؤم الميكانيكى والكهربى بين القمر وقاعدة الإطلاق المخصصة، كذلك الانتهاء من ملء خزانات الوقود التي ستمكن القمر من البقاء فى الموقع المدارى المخصص له لمدة خمسة عشر عاماً، حيث سيعمل القمر على توفير خدمات الإنترنت عريض النطاق للأفراد والشركات بمصر وبعض دول شمال أفريقيا ودول حوض النيل.
وستتولى الحكومة المصرية عملية الإدارة والتحكم في القمر الصناعي " طيبة -1 " عقب إطلاقه لتقديم خدمات الاتصالات للمؤسسات الحكومية، كما ستقوم الشركة الوطنية المصرية بتقديم خدمة الاتصالات الفضائية للأغراض التجارية.
وبإطلاق القمر المصري " طيبة -1 " ستدخل مصر عالم الأقمار الصناعية المخصصة لأغراض الاتصالات، بما يمثل نقلة كبيرة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويساهم في دعم جهود التنمية الشاملة والتي تنفذها الدولة على كل شبر من أرض مصر وفقاً لخطة علمية دقيقة تحقق الاستفادة والاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية والصناعية والبشرية لتوفير حياة كريمة للمواطن المصري ووضع مصر فى المكانة التى تستحقها إقليمياً ودولياً.