خيم الحزن على منزل الشاب أحمد مبروك عبد الرحمن 26سنة، ممرض، ابن قرية كفر الشيخ علي مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، والذى لقى مصرعه بعد قفزه من القطار رقم 14القادم من الإسكندرية للقاهرة أثناء تهدئة القطار قبل مسافة 200 متر من رصيف محطة سكك حديد طنطا، هربا من دفع مبلغ مالى قدره 50 جنيها غرامة تدخين السجائر فى القطار، بعد أن ضبطه الكمسرى ومندوب شرطة أثناء وقوفه على باب القطار وهو يدخن سيجارة، فما كان من الكمسرى إلا أداء مهام عمله واتخاذ الإجراءات القانونية حيال الضحية، والتي تتمثل إما فى تحرير محضر غرامة تدخين أو تسليمه لأقرب نقطة شرطة نقل ومواصلات، ورفض الشاب ذلك وفوجئ ركاب القطار بقفزه من القطار أثناء التهدئة وسقوطه على رأسه وإصابته بنزيف حاد بالمخ وكسر بقاع الجمجمة ونقله فى حالة حرجة لمستشفى المنشاوى بطنطا، إلا أنه توفى فور وصوله للمستشفى.
"قلبي كان حاسس والله ان حيحصله حاجه وقلت له بلاش تركب القطر يا أحمد" بهذه الكلمات بدأت أسمهان محمد والدة الشاب أحمد مبروك فى سرد تفاصيل عن حادث وفاة نجلها إثر سقوطه من القطار.
وأضافت أن نجلها لم يقفز كما أُشيع لأنه فى حالة قفزه كان سيسقط على وجهه ويصاب بجروح بالوجه، ولكنه سقط على ظهره على أحد مسامير تثبيت القضبان وأصيب بكسر بالجمجمة ونزيف بالمخ، وهذا دليل على أنه تم دفعه من القطار ولم يقفز كما قٍيل.
وقالت:"ابني خلص الدبلوم ودخل الجيش وكل زمايله كانوا بيحبوه وبعد انتهاء خدمته العسكرية قدم أوراقه فى معهد التمريض لخدمة أبناء قريته وعمل بمستشفى تخصصي بكفر الزيات.
وأضافت أن نجلها يتمتع بحب واحترام أهل القرية وزملائه، وراح ضحية لإهمال كمسري قام بدفعه من القطار بعد مشادة كلامية بينهما.
وقالت شقيقته صابرين: "أخويا الكمسري زقه من القطار ومنطش زي ما اتقال والكمسري شتمه بأمه وبعد اعتراض شقيقي دفعه الكمسري من القطار فسقط على ضهره على القضبان".
وأشارت أنها تلقت اتصالا من أصدقاء شقيقها الذين نقلوا لها نبأ الحادثة، مضيفة : توجهنا للمستشفى ووجدناه قد فارق الحياه، مؤكدة أن شقيقها تم دفعه من القطار ولم يقفز كما جاء فى أقوال اصدقائه فى المحضر، واضطروا لتأييد ذلك فى المحضر حتى لا يتم تشريح جثمانه ويتم دفنه.
وأردفت: أخويا متربي يتيم وبيصلي الصلوات فى أوقاتها، وتقدم لخطبة زميلته، وكان يُجهز للزفاف بعد 6شهور، بعد الانتهاء من تجهيز شقته، ولكن الموت خطفه من وسطنا قائلة"ياقهرة قلبي عليك يا أحمد.. حسبي الله ونعم الوكيل فى اللي اتسبب فى موتك يا حبيبي".
اما شقيقته الكبرى هانم مبروك فقالت إن شقيقها استقل القطار يوم الحادث كأي شخص عادي بعد أن قام بقطع تذكرة من محطة كفر الزيات، وكان متوجها إلى مدينة طنطا للبحث عن وظيفة بإحدى المستشفيات، وأشعل سيجارة فى القطار مثلما يفعل أي شاب يدخن السجائر، وقام بإلقاء السيجارة بعد أن امره الكمسري بذلك، إلا أنه فوجئ بالكمسري يسُبه بأمه وهو ما أثار غضب شقيقي وحدثت مشادة كلامية بينه وبين الكمسري، فقام الكمسري بدفعه فى صدره فسقط على ظهره على قضبان السكة الحديد وأصيب بكسر بالجمجمة ونزيف بالمخ.
وأضافت أن التيشرت الذي كان يرتديه يوم الحادث لا يوجد به اي خدوش من ناحيه الصدر وهذا يؤكد أنه لم يقفز كما قيل بل تم دفعه وسقط على ظهره وتوفي متأثرا بإصاباته.
وأشارت أن شقيقها زارها فى منزلها يوم السبت الماضي واصطحب معه حلوى المولد النبوي والفاكهة وتقديم التهنئة لها بالمولد وقضى معها بعض الوقت ولم تراه بعد ذلك إلا وهو جثة هامدة داخل المستشفى، وكان بمثابة الأب والأخ والإبن والسند.
وطالبت شقيقته الكبرى بمحاسبة الكمسري الذي تسبب فى وفاة شقيقها بعد أن دفعه من القطار.
وأشارت أن زملائه قالوا فى المحضر أن شقيقها قفز من القطار خوفا من خضوعه للتشريح ولكن فى الحقيقة قام الكمسري بدفعه من القطار.
وكانت نيابة أول طنطا، برئاسة المستشار عبد العاطى صالح رئيس النيابة، قد قررت إخلاء سبيل كمسرى القطار رقم 14 القادم من الإسكندرية للقاهرة ومندوب الشرطة بالقطار، فى القضية رقم 11986لسنه 2019 إدارى قسم اول طنطا، فى واقعة قفز شاب ويدعى أحمد مبروك عبد الرحمن من القطار بالقرب من مدينة طنطا، إثر نشوب مشادة كلامية بين المتوفى وكمسرى القطار بسبب قيام المتوفى بتدخين سيجارة داخل القطار وتهديد الكمسرى له بتسليمه لنقطه شرطة النقل والمواصلات بطنطا أو تحرير محضر غرامه تدخين داخل القطار، إلا أن الشاب رفض ذلك وقفز من القطار أثناء التهدئة قبل مدينة طنظا، مما أسفر عن إصابته بنزيف حاد بالمخ وكسر بقاع الجمجمه.
وكشفت تحريات المباحث الجنائية التى أجراها المقدم أحمد الهرميل مفتش المنطقة المركزية بطنطا والرائد يوسف الجندى رئيس مباحث قسم أول طنطا بقرار من النيابة العامة، عن قيام الشاب بالقفز من القطار أثناء سيره من تلقاء نفسه، أثناء تهدئة القطار وعدم قيام الكمسرى بدفعه من القطار.
كما كشفت التحريات أن صديق المتهم والذى كان معه وقت وقوع الحادث أكد فى أقواله فى التحقيقات، أنه كان يتحدث مع الكمسرى لتهدئته لمنع اتخاذ أى إجراء قانونى ضد زميله المتوفى، وأثناء تهدئة القطار قبل رصيف محطة طنطا، فوجئ بزميله يقفز من القطار ولقى مصرعه متأثرا بإصابته ولم يتهم أحد بالتسبب فى وفاته.
كما كشفت التحريات أن الشاب قفز من القطار هربا من المساءلة القانونية بعد تهديد الكمسرى له بتحرير محضر غرامه تدخين سجائر داخل القطار أو تسليمه لنقطة شرطة النقل والمواصلات بمحطة قطارات طنطا.
منزل أحمد مبروك ضحية قطار الإسكندرية (8)