"أخويا عمره ماكان مكتئب ولا حس بالوحدة طول الوقت، والصورة اللى بتتقال عنه فيها مبالغة، واتزق على التمثيل بعد فيلم "حليم"، وزعلت جدا بسبب التشكيك فى إنى أخوه".. بتلك الكلمات كشف رامى الأخ غير الشقيق لـ الفنان الراحل هيثم أحمد زكى عن أمور كثيرة تخص أخيه من أمه الفنانة الراحلة هالة فؤاد.
ورد، خلال حوار خاص لـ"اليوم السابع"، على عدة نقاط تتردد بشأن هيثم سواء بخصوص وفاته أو فى حياتهما معاً، بالإضافة لأسرار عديدة كشفها عبر هذا الحوار الذى اتضحت فيه ملامح جديدة لشخصية هيثم الذى اعتاد على أن يعيش بعيداً عن الأضواء.. كل ذلك خلال هذا الحوار الذى خصنا به قبل عودته إلى لندن.
رامي اخو هيثم احمد زكي في عزاء أخيه
فى البداية كيف علمت بالخبر؟
والدى عرف الخبر الساعة 4 صباحاً بنفس ليلة وفاة هيثم، وفضل عدم إيقاظى على تلك الصدمة، ومع استيقاظى تفاجأت من الحالة العامة فى البيت من كآبة وجو غير مفهوم، وهو ما جعلنى أسأله مباشرة لأنه كان واضح عليه إخفاءه أمرا هاما عنى ليدخل نوبة من البكاء قطعها جملة "هيثم أخوك مات".
وما رد فعلك؟
طلبت منه الاتصال بـ هيثم أمامى لأنى لم أصدق نهائياً وتوقعت أنه سيرد وسينفى تلك الشائعة، ولكن للأسف أخبرنى بأنه يحاول فور علمه تكذيب تلك الأخبار حتى تأكد من صحتها فى النهاية، وهو ما صدمنى، فلم يكن هناك أى مقدمات تدل على ذلك، وبالتالى دخلت غرفتى وأغلقتها على متذكراً آخر مكالمة بيننا، ثم حضرت للسفر بهدف حضور العزاء، كما اتصل بنا دكتور أشرف زكى لمعرفة إمكانية حضورى وأخبرته أننى أجهز نفسى، لذلك أشكره جداً على دوره.
متى كانت آخر مكالمة بينكما؟
من شهرين، وكان فيها بمنتهى السعادة خاصة مع استعداده لفيلم جديد من بطولته هو الجزء الثانى من فيلم "كابوريا" الذى قام والده ببطولته، وكنت سعيدا لسعادته، بالإضافة لأنه أخبرنى أنه فى حالة ممتازة ويذهب للجيم يومياً بهدف الاستعداد للفيلم الذى يلعب فيه دور ملاكم، كما أنه وضح عليه تغير فى اللوك بسبب الجيم أثناء مكالمتنا التى اعتدنا القيام بها عبر فيس تايم بغرض مشاهدة بعضنا.
ألم يحدثك خلال المكالمة عن أخذه مكملات غذائية أو أدوية من أى نوع تساعده على الوصول لـ"فورمة" جيدة بجانب التمارين الذى يقوم بها استعداداً للفيلم؟
إطلاقاً، ولم أسمع بذلك إلا حينما قدمت القاهرة وسمعت ترديد البعض بأن سبب وفاة هيثم، هى أخذه مكملات غذائية وأدوية سببت له هبوطا فى الدورة الدموية، ولكننى لا أعلم حقيقة الأمر، خاصة أن هيثم لو كان قام بذلك لم يكن ليخبرنى لأننى كنت سأعنفه وأنصحه مثلما كان ينصحنى باعتباره الأخ الأكبر، فلقد كنا نحب بعضنا جداً فوق تصور أى شخص.
ولكن لماذا لم يترجم هذا الحب إلى زيارات واكتفيتما منذ سفرك بالمكالمات فقط؟
غير صحيح، فقد تقابلنا أكثر من مرة خلال سفرى، سواء حينما أتى لندن من 10 سنوات وقضى يومين تقابلنا خلالهما، وبعدها جئت مصر منذ 7 سنوات وقضينا معاً فترة.. كما أذكر حينما جئت قبل 15 سنة تقريباً أثناء عرض فيلم "حليم" وأخذنى إلى مارينا، ثم صمم على اصطحابى للسينما لمشاهدة الفيلم وكنت معجبا بدوره جداً، ودهشت من قدرته على لعب الشخصية دون أن يكون عنده أى خبرة سابقة بالتمثيل من حيث الدراسة أو بالاشتراك فى أى عمل قبل "حليم"، وبالتالى كنت أشعر بأنه اترمى فى البحر ولكنه أدى الدور بتميز، ثم أخبرنى أنه سيكمل طريقه فى التمثيل.
فى طفولتكما هل كانت أحلام هيثم أن يصبح فنانا ونجما كبيرا مثل والده؟
احنا عائلة فنية وكلها فى مجال التمثيل، وبالتالى نحب التمثيل ومعجونين بيه، ولكن فى طفولتنا لم أشعر أننى أو هيثم نرغب فى أن نكون مشاهير ونجوم، ونعمل فى نفس المجال.
لماذا دخل هيثم مجال التمثيل والفن طالما لم يكن من ضمن أحلامه؟
حينما قام بدوره فى فيلم "حليم" مع والده شعرت أنه "اتزق" على التمثيل، فكل من حوله طالبوه بالسير على خطا أبيه، وكأن إكمال مسيرته بعد وفاته صارت حتماً وواجباً عليه، وهو ما رضخ له هيثم ليسير فى هذا النهج.
تقصد إن هيثم صار ممثلاً بالإكراه دون رغبة منه فى ذلك؟
لم أقصد ذلك، وإنما أقصد أن فيلم حليم كان نقطة تحول فى حياته بعدما أصبحت كل الأجواء مهيأة لذلك، وبالتالى قرر السير فى طريق الفن دون كره منه، ولكن دوماً ما كانت هناك مشكلة تمثل ضغطا كبيرا عليه من قبل كثيرين ممن يقارنون بينه وبين أبيه، وهو أمر مستحيل لأن والده هرم كبير صعب تكراره من قبل أى شخص.
إلى أى مدى كان يشعر هيثم بالضيق بسبب مقارنته مع والده أحمد زكي؟
هو كان يحب أبيه جداً فوق الوصف، ولكن بالتأكيد لم يكن يرغب فى تلك المقارنة لأنها لن تكون فى صالحه أو صالح أى شخص، ومرات عديدة كان يرغب فى أن يأخذ "بريك" من الفن، ويأتى إلى لندن آخرها أثناء تصويره مسلسل "كلبش"، ولكن بعد ذلك يبدو أنه غير رأيه.
ما لذى جعله يغير رأيه بعدم الإتيان إلى لندن وأخذ هدنة من الفن؟
اتصلت به بعد مشاهدة حلقات المسلسل، وأثنيت على دوره بشكل كبير، وهو كان سعيد جداً لكلامى، كما وضح عليه السعادة بسبب ردود الفعل فى مصر على دوره فى المسلسل، وبالتالى كان واضحا أنه غير رأيه.
ألم تلحظ من كلامه معك فى أى مناسبة شعوره بالاكتئاب بسبب الوحدة الذى يعانيها أو خوفه من الموت وحيداً مثلما كتب بعض أصدقائه بعد وفاته؟
هيثم لم يكن مكتئباً فى الأساس، كما أنه لم يكن وحيداً نهائياً، وكل ما تردد بشأن ذلك غير صحيح على الإطلاق وأغضبنى للغاية، لأنها صورة فيها مبالغة كبيرة فالصدمات الذى مر بها هيثم منذ مولده من رحيل أمه وأبوه وجدته الذى عاش معها طويلاً جعلته أقوى، كما أنه كان يمتلك شلة أصحاب يهتم بتفاصيلهم وكأنهم إخوته مثلما يهتمون به وبالتالى لم يكن وحيداً، وقد قابلتهم خلال الأيام الماضية، وعلمت منهم مدى جدعنة أخويا ورجولته معهم.
ولكنك ذكرت أنه كان يفكر فى الإتيان إلى لندن وأخذ هدنة من الفن ألم يكن ذلك دليلاً على حزنه؟
أى شخص مُعرض للشعور بالضيق، وأحياناً يرغب فى ترك عمله، هل هذا يعنى أن كل الناس مكتئبة، فهناك فرق بين حالة الضيق الذى يمر بها أى شخص عادى فى حياته والاكتئاب، وكلما أسمع هذا الكلام أغضب من تلك النغمة.
هل هناك كلام آخر أغضبك سمعته بشأن هيثم منذ وفاته؟
أكثر صدمة بالنسبة لى هى وفاة هيثم، والصدمة التى لا تقل عنها هى معرفتى وأنا فى لندن أن هناك من يشكك فى وجودى من الأساس، حيث أكد البعض أن هيثم لم يكن له أى إخوة، وهو الكلام الذى آلمنى وأذى والدى نفسياً إلى حد كبير، خاصة أن الجميع يعلم أن ماما هالة لها طفل وبالتالى هو أخ لـ هيثم، ولكن حالة الحب الكبيرة التى لمستها من مصر كلها بخصوص هيثم جعلتنى أنسى هذا الكلام، لأنه خرج من قلة قليلة جداً بالنسبة لجموع المصريين الذين لا زالوا يعبرون عن حبهم لهيثم حتى الآن، وأتمنى ألا ينسوه من الدعاء.
وما ردك على من ذهب إلى تفنيد ميراث هيثم وتحدث عبر السوشيال ميديا حول أحقيتك فى الحصول عليه؟
رد رامى بلهجة يملؤها الحسم والغضب: "وانتوا مالكوا، محدش ليه علاقة بالموضوع ده، دى حاجة ماتخصش غير عائلة هيثم فقط".