لم يأتى إطلاق اسم دفعة "ضباط الخير" على خريجى كلية الشرطة دفعة 2001 من فراغ بل جاء هذا المسمى نتاج لمشوار طويل من الوفاء والعطاء، وفاء لشهداء الشرطة الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداءً لأمن أبناء وطنهم وعطاء لمجتمعهم الذى هم جزء أصيل وأساسى من نسيجه.
وبدأت حكاية "دفعة الخير" كما يُطلق عليها" منذ تخرجهم من كلية الشرطة عام 2001، حيث أقسموا جميعا على الولاء للوطن وحماية أبنائه وذهب كلٍ منهم فى طريقه وإلى جهات عمل مختلفة يؤدون واجبهم بصدق وإخلاص، وبالرغم من بُعد المسافات بينهم إلا أن إيمانهم بواجبهم الإنسانى والوطنى لدعم ومساعدة أبناء وطنهم كان السبب فى التواصل وفى شهر رمضان من عام 2016 وأثناء إفطار جمع أبناء الدفعة كتقليد سنوى حرصوا عليه لتحقيق الترابط والتلاحم والتواصل والعلاقات الطيبة فيما بينهم، كانت بداية مشوار الخير واتخاذ القرار باختتام شهر رمضان بجمع مبلغ من المال من الحضور وإستغلال العدد الكبير يومها حيث تم جمع مبلغ مالى والتبرع به إلى بعض المستشفيات والجمعيات الخيرية، وعقب إستشهاد العديد من زملائهم بيد الإرهاب الغادر ، فكروا فى التوسع فى العمل الخيرى لصالح الشهداء.
واستطاعوا من خلال التواصل مع كافة أبناء الدفعة عن طريق مواقع التوصل الإجتماعى جمع العديد من التبرعات كصدقة جارية ولاقت الفكرة قبول وترحاب من دفعات شرطة أخرى وأصدقائهم وأقاربهم مساهمة منهم فى هذا العمل الخيرى وقاموا بتشكيل لجنة ضمت عدد من ضباط الدفعة أُطلق عليها " لجنة مشروع الصدقة الجارية " لدراسة وتحرى الدقة فى أوجه إنفاق التبرعات التى يتم جمعها وتحديد الجهات المستهدفة ، وبعد زيادة حجم المشروع مع مرور الوقت، تحملت اللجنة المسئولية بتكليف من الدفعة لتحديد جهات التبرع ودراستها و تحرى الدقة فى الجهات المستهدفة والأكثر إحتياجاًوحددت اللجنة هدفها بأن يكون التبرع بالأجهزة الطبية وإنشاء غرف طبية كاملة التجهيز بالمستشفيات بشرط أن تكون الخدمة المقدمة مجانية للمرضى الفقراء ، كمساهمة منهم فى تقديم الخدمة العلاجية للمواطنين غير القادرين كصدقة جارية بإسمهم وإسهم شهداء دفعتهم الأبطال.
واستطاعت " دفعة الخير" تنفيذ 22 مرحلة من مشروعهم الخيرى حتى الآن تم التبرع فيها بأجهزة طبية للكثير من المستشفيات على مستوى الجمهورية بأكثر من 5 ملايين جنيه، مما أعطاها شكل ملحمة من التكافل الإجتماعى ضربت به الدفعة أروع الأمثلة فى التكاتف والتلاحم فى إتجاه الخير ، ومازال نهر العطاء متدفقاً وضباط الدفعة عازمون على الإستمرار فى إستكمال مشروعهم الخيرى فى باقى مستشفيات محافظات مصر التى لم تشملها المساهمة فى المراحل السابقة.