تحظى "البطاطس" بشعبية كبيرة وتستخدم كثيرا فى إعداد الوجبات الغذائية اللذيذة، وتحتل المركز الرابع من ناحية الأهمية بعد الأرز والذرة والقمح، ولها قيمة غذائية كبيرة لاحتوائها على العديد من العناصر والمعادن المغذية للجسم.
ويعد محصول البطاطس استهلاكى نظراً لتعدد أشكال واتجاهات استهلاكها، فهى الساندوتش رقم "1" و"زينة"، وجبات" الديليفرى" وأكلة الفقير والغنى على السواء وثانى أعلى معدل استهلاك فرد من الخضر بعد الطماطم، ويساهم محصول البطاطس فى الناتج القومى الزراعى، بخلاف توفير فرص عمل بطريق مباشر أو غير مباشرة.
ولأول مرة بدأت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، تنفيذ أول برنامج وطنى لإنتاج تقاوى البطاطس محليا، يغطى احتياجات السوق المحلية سواء فى الأراضى القديمة أو فى الأراضى الجديدة وبسعر تكلفة بسيطة للمزارعين، مؤكدة أنه تم بنجاح إكثار عدة أصناف من البطاطس معمليا بتقنيات زراعة الأنسجة فى معامل وزارة الزراعة، فى خطوة من شأنها تقليل فاتورة الاستيراد من الخارج التى تناهز 1.4 مليار جنيه تستخدم فى زراعة 550 ألف فدان بحجم إنتاج 6 ملايين طن تقريبا، ويعد نجاحا كبيرا لمصر فى مجال إنتاج تقاوى البطاطس.
وقالت الدكتورة شرين عاصم وكيل مركز البحوث الزراعية للبحوث التابع لوزارة الزراعة، فى تصريحات لـ "اليوم السابع "، إنه فى إطار جهود الدولة لتنمية الموارد الطبيعية وزيادة الإنتاج والحد من استيراد تقاوى البطاطس وتعظيم الاستفادة من وحدتى الأرض والمياه، وبناءً على تعليمات الدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، وتوجيهات الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية، تم إطلاق البرنامج الوطنى لإنتاج تقاوى البطاطس الخالية من الأمراض ومسبباتها فى مطلع العام الحالى.
وأضافت وكيل البحوث الزراعية، أنه يتم تنفيذ هذا البرنامج من خلال معهد بحوث البساتين، ومعهد بحوث الهندسة الوراثية الزراعية، حيث تتوفر الخبرات العلمية والبحثية فى هذا المجال.، على أن يقوم كل من المعهدين بالعمل وفقاً للخطة المتفق عليها بالبرنامج فى الأنشطة الزراعية، وذلك بهدف خفض استيراد تقاوى البطاطس والاعتماد الأكثر على الإنتاج المحلى من خلال إنتاج درينات صغيرة باستخدام تقنيات زراعة الأنسجة للحصول على تقاوى خالية من الأمراض ومسبباتها.
وتابعت "شرين عاصم"، أنه تم تشكيل فرق عمل من الباحثين بمركز البحوث الزراعية بمعهد بحوث البساتين، ومعهد بحوث الهندسة الوراثية الزراعية، وتوفير الإمكانيات الفنية والمادية وتم اتخاذ خطوات إيجابية مهمة فى هذا المجال تحت متابعة وإشراف إدارة مركز البحوث الزراعية.
ونجح مركز البحوث الزراعية متمثلا فى كل من معهد بحوث البساتين ومعهد بحوث الهندسة الوراثية فى إنجاز الخطوات الأولى من البرنامج، حيث تم بنجاح إكثار عدة أصناف من البطاطس معملياً بتقنيات زراعة الأنسجة فى معامل المعهدين بالجيزة والدقى، وجارى استكمال باقى الخطوات فى الصوب الزراعية المحكمة للوصول إلى إنتاج" الدرينات"، وبالتالى إنتاج تقاوى بطاطس محلياً خالية من الأمراض ومسبباتها.
وقال تقرير وزارة الزراعة، إن الدولة تولى اهتماما خاصا بتوفير المنتج الزراعى وخاص "البذور"، على أن تكون إنتاج محليا يلبى احتياجات السوق وبتكلفة بسيطة للمزارعين، بالإضافة الى أهمية دور الحكومة فى تحقيق المعادلة الصعبة من خلال تنفيذ برنامج لإنتاج تقاوى البطاطس فى مصر وتسجيلها رسميا وفقا للإجراءات التى تضمن جودة هذه التقاوى لتلبية احتياجات صغار المزارعين المصريين من هذه التقاوى التى يتم زراعتها فى الدلتا ووادى النيل ويتم تسويقها من خلال نظام الزراعة التعاقدية .
وقال الدكتور محمد عبدالسلام جبر، مدير معهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، إن إنتاج مصر لتقاوى البطاطس يعتبر حدثا تاريخيا لتقليل فاتورة الاستيراد، مضيفا أن المعهد بدأ فى المرحلة الأولى فى إنتاج تقاوى البطاطس عن طريق تكنيك زراعة الأنسجة، وهو أمر لم يكن مطبقا فى مصر سابقا، فلم ينتج تقاوى للبطاطس من قبل.
وأضاف، أن منتج البطاطس هو السلعة الثانية على قائمة التصدير بعد منتجات الموالح، متابعا أن مصر أصبحت "تكود" المزارع فى عملية الإنتاج، تساعد على تتبع المنتج، لتلافى المشكلات فى المستقبل، مشير الى أن التقاوى التى سيتم إنتاجها من الجيل الثالث خالية من الأمراض، وذات جودة عالية وتعطى إنتاجية أعلى من التقاوى التى يتم استيرادها.
وأكد مدير بحوث البساتين، أنه تم بدء تنفيذ المرحلة الاولى من مشروع إنتاج تقاوى البطاطس محليا سيوفر جزءا كبيرا من التقاوى التى نقوم باستيرادها وبعد ذلك سنوفر كل الكميات التى نحتاجها، موضحا أنه من الممكن أن نقوم بتصديرها إلى الخارج.
وأكد تقرير لمركز البحوث الزراعية، أن مراحل إنتاج تقاوى البطاطس، من خلال تجهيز الصوب الزراعية التى تستقبل النباتات، وهى أحد مراحل إنتاج تقاوى البطاطس، نظرا لأن النباتات تحتاج إلى رعاية خاصة وتحكم جيد فى ظروف الزراعة داخل الصوب لأقلمة النباتات مع المناخ والبيئة الطبيعية، وبعد نمو النبات فى بيئة المعمل، يحتاج رعاية فائقة للخروج بالنتائج المخطط لها، وتتركز مرحلة أقلمه النباتات على إنتاج التقاوى الصغيرة أو ما يسمى بالمينى تيوبرز وتستغرق تلك المرحلة 3 أشهر، وبعدها يتم إيداعها فى الثلاجات لكسر مرحلة السكون، وإعادتها للصوب مرة أخرى، حتى الوصول لإنتاج الجيل الثالث من التقاوى وبعدها تأتى مرحلة زراعة الدرنات فى أرض مفتوحة لإنتاج التقاوى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة