قبل ما يقرب من 5 عقود من الزمان، خرج الألاف من الأمريكيين فيما يسمى بـ"المسيرة ضد الموت"، فى مظاهرة سلمية، احتجاجا على الحرب الأمريكية على فيتنام، ربما ليصبح موقف المواطنين الأمريكيين المناوئ للحروب التى تخوضها بلادهم فى العديد من مناطق العالم، ليس وليد اللحظة، وإنما يمثل جزءا من تاريخهم.
يبدو أن المواقف الأمريكية الأخيرة، والتى دارت حول الانسحاب من سوريا، بالإضافة إلى مساعى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لتخفيف الوجود العسكرى فى العديد من المناطق الأخرى، تمثل استجابة صريحة لمطالب الأمريكيين، ليس فقط فى الوقت الحالى، ولكن منذ عقود طويلة إلى الوراء.
ويرجع موقف الأمريكيين المناوئ للمغامرات العسكرية المتواترة التى قامت بها الإدارات الأمريكية المتعاقبة، إلى الخسائر الكبيرة التى تكبدتها الخزانة الأمريكية، جراء الحروب التى انغمست فيها، بالإضافة إلى فقدان ألاف الجنود، كضحايا لتلك الحروب، وهو الأمر الذى أدركه الرئيس ترامب، وبالتالى كان فى صدارة الوعود التى قطعها على نفسه فى حملته الانتخابية فى عام 2016.
وتمثل الإجراءات التى اتخذتها إدارة ترامب فى هذا الإطار خطوة مهمة فى طريق الحصول على رضا غالبية المواطنين الأمريكيين، قبل الانتخابات الرئاسية فى العام المقبل، وهو الأمر الذى أظهرته غالبية الاستطلاعات فى الآونة الأخيرة.