الكذب دينهم، والمال لغتهم، لا يتهاونون للحظة عن إثارة الفتن وتزييف الحقائق وتلوينها، يدركون جيدا أهميه الحرب النفسية التى يخوضونها ضد هذا البلد للتأثير فى شعبه حتى وإن كلفهم ذلك تغيير مبادئهم وأفكارهم التى آمنوا بها طيلة السنوات الماضية.
يطلون علينا من منابر الشر الممولة من دول معادية لمصر ويبثون افتراءات هدفها زعزعة الاستقرار، يتحدثون منفعلين أمام الكاميرات ظنا منهم أن هذه هى طريقة أهل الحق ولكنها فى حقيقة الأمر تكشف وهن ادعاءاتهم وضعف حُجتهم.
معتز مطر، محمد ناصر، حمزة زوبع، عبد الله الشريف، هشام عبدالله وغيرهم، اختلفت الأسماء ولكن الأدوار والوظائف واحدة، والأهداف التى اجتمعت عليها تلك الشخصيات متشابهة، جميعهم مستعد لبيع الوطن لمن يدفع أكثر ونشر الفتن والشائعات لإحداث الفرقة بين أبناء الشعب الواحد.. أمام كم الأكاذيب والادعاءات التى ينتهجها مريدو جماعة الإخوان الإرهابية والمستفيدون منها، يبقى السؤال: ما الدوافع النفسية التى تجبرهم على هذا؟
بناء على محتوى الحلقات التى يتم تقديمها فى عدد من المنصات الإعلامية الإخوانية، تم وضع مقدميها تحت التليسكوب النفسى والرجوع لأهل العلم والاختصاص من أساتذة علم النفس، لفحص شخصياتهم وتحليلها وإبراز نقاط الاختلاف فيها قبل وبعد بيع المبادئ طمعا فى جنى الأموال وجاءت إجابتهم كالآتى:
محمد ناصر
«محمد ناصر» الانتهازى:
«اختار أن يذهب للقنوات الفضائية الإخوانية لنشر الشائعات وبث الفتن والأكاذيب ضد البلد، من أجل السبوبة وليس بناء على دوافع منهجية، فالمتابع لهذا الشخص قبل انضمامه لتلك المنصات المحرضة يجد أنه انتهج فكرا علمانيا مغايرا تماما، قرر فجأة أن يبدله من أجل المصلحة المادية، وهذا يدل على كونه شخصية انتهازية».. بهذه الكلمات بدأ الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، حديثه وتحليله لشخصية محمد ناصر والشهير بـ«البلياتشو»، المذيع بقناة مكملين، مضيفا أن ناصر ومن على شاكلته يعانون من اضطراب الشخصية العصابية، وهذا يتضح فى حجم توتره وانفعالاته طوال الوقت، وعادة ما تكون تلك الشخصية بعيدة تماما عن المنهجية وتروج لأفكار وأكاذيب غير مقتنعة بها على المستوى الشخصى، ولكن إرضاء لمن يملى عليهم الأوامر، لذا نجد أن مواقفه نفسها غير ثابتة ومتغيرة طوال الوقت.
ولفت فرويز إلى صفات الشخصية العصابية التى تنطبق على مذيعى تلك المنصات الإخوانية قائلا: إذا راقبنا أداءهم سنجد أنهم يعانون من التوتر الشديد والقلق المستمر والاندفاع دون سند حقيقى مع السرعة فى اتخاذ القرارات والانفعال الزائد، ناهيك عن عدم القدرة على تحمل الضغوط وعدم الشعور بالأمان والخوف باستمرار.
عبدالله الشريف
«عبدالله الشريف» مهووس بالشهرة
اتخذ من التندر وسيلة للهجوم، يحرص طوال الوقت على بث سمومه فى شكل فكاهى ساخر، فضل الابتعاد عن القنوات الفضائية واتخذ من موقع youtube منبرا له، فدشن قناته الخاصة ليضمن الوصول لأكبر قاعدة شبابية من مريدى مواقع السوشيال ميديا، عبدالله الشريف والشهير بـ«الشيخ بولو»، شاعر ومدون لجأ للأسلوب الساخر لنقد الأحداث الجارية فى مصر ونشر الأكاذيب والفتن، تقول عنه الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم النفس الاجتماعى بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية: شخصية مصابة بهوس الشهرة، ويتمتع بقدرات عالية فى التمثيل والتأثير على الجمهور، يثق فى ذاته ثقة عالية، فضلاً عن أنه على درجة كبيرة من الذكاء ويستغل أى ظرف لبث الشكوك واستعداء الشعب واستفزازه وإثارة الغضب والتمرد على الحكام والنظام.
وأضافت: «الأهم أن هذه الشخصية تسيطر عليها هيستيريا حب المال، حيث إنه يبذل قصارى جهده مستخدما أدوات لفظية بذيئة أحيانا ولغة جسد زائدة من أجل تحقيق أكبر عدد من المشاهدات ومن ثم جنى الأموال، وأعتقد أنه نال قسطا من التدريب لا يستهان به، وتم استغلال القدرات السابق ذكرها فى مقابل المال الوفير، وذلك لأنه بالأساس ليس له صلة بأى نشاط اجتماعى أو سياسى».
وتابعت: فى النهاية أريد التنبيه على أن حروب الجيل الرابع وهى بديل الحروب التقليدية فى الوقت الراهن، تستقطب وتعتمد على مثل هذه الشخصيات لنشر الشائعات والأكاذيب والتشكيك فى كل شىء واصطياد الأخطاء والمبالغة فيها باستمرار، للضغط المستمر على الحكومة والنظام وتهيئة المناخ لإثارة غضب وتمرد الشعب ودفعه للنزول إلى الشارع والحشد والمطالبة بإسقاط الحكم.
معتز مطر
معتز مطر متبلد.. وزوبع ثقيل الظل
تحليل آخر قدمه الدكتور إبراهيم مجدى حسين، استشارى الطب النفسى بجامعة عين شمس، لشخصية المذيعين معتز مطر والشهير بـ«اليويو»، وحمزة زوبع والشهير بـ«المهرج»، ومحمد ناصر قائلا: تعددت الأسماء والوجوه ولكن الفعل واحد وهو بيع الوطن، وإذا نظرنا للمحفزات النفسية التى تقف وراء هذا الفعل أو بالتحديد محفزات الخائن، سنجد أنها منحصرة فى المال والأيديولوجيا والأنا، وبالتالى نحن أمام ثلاثة خونة، اثنان منهم بلا أى أيديولوجية وهما محمد ناصر ومعتز مطر، أما الثالث فهو حمزة زوبع فيحمل أيديولوجية مشكوكا فيها، ولكى ندلل على ذلك يجب أن نذكر باختصار تاريخ كل منهم ولتكن البداية مع معتز.
ويضيف إبراهيم مجدى: دخل معتز الإعلام عن طريق الواسطة وكانت واسطته هو والده اللواء السابق بالجيش، ودخل الإعلام الرياضى من خلال إذاعة الشباب والرياضة واستمر فى العمل فى القنوات الرياضية الخاصة حتى تولى الإخوان الحكم، فرمى نفسه فى أحضانهم وقدم برامج ذات طابع سياسى على قناتهم، وبعد قيام ثورة ٣٠ يونيو حاول مغازلة السلطة ونقد الإخوان. لكن لم يجد استجابة فذهب إلى تركيا ورمى نفسه فى أحضان أيمن نور، عراب كل خائن، من أجل الحصول على المال، وبدأ في ادعاء البطولة، ورسم لنفسه صورة المعارض لإحساس الأنا والنرجسية التى تسيطر عليه،.وبالتالى نحن أمام نموذج للشخص يجمع بين سمات «السيكوباتية والهيستيرية المضادة للمجتمع».
وأضاف: «اضطراب الشخصية المعادى للمجتمع المذكور فى مراجع الطب النفسى Antisocial Personality Disorder، عبارة عن نمط شامل من الاستهانة بحقوق الآخرين وانتهاكها، ويحدث منذ سن الخامسة عشرة، كما يستدل عليه بثلاثة «أو أكثر» مما يلي: أولا الفشل فى الخضوع للمعايير الاجتماعية فيما يتعلق بالسلوكيات المشروعة. ثانيا الخِداع والكذب المتكرر، أو الاحتيال على الآخرين بهدف المنفعة الشخصية أو المتعة، ثالثا الاندفاعية أو الإخفاق فى التخطيط للمستقبل، رابعا التململ والعدوانية والمشاجرات المتكررة والاعتداءات على الآخر وتعمد إيذائه، خامسا الاستهتار بسلامة الذات والآخرين، سادسا اللامسوؤلية الدائمة وغياب الشعور بالندم والشعور باللامبالاة عند إلحاق الأذى بالغير أو تبريره».
وتابع: وبالتالى فمعتز مطر يجسد اللامبالاة والتلون والتنمر وكسر القوانين والخيانة من أجل المال، أما فى حديثنا عن الهيستيرية، فقد ورد التصنيف الطبى للشخصية الهيستيرية ضمن التصنيف الطبى النفسى الأمريكى DSM-VI الرابع لعام 1994، وتم تعريفها على أنها حالة غير عادية لدى البعض منا أو لدينا جميعاً عندما تختلط لدينا الحقائق بالأوهام، ويزداد وضوح الشخصية فى المرأة وفى الرجل، وقد رصد علماء النفس بعض الصفات فى الشخصية الهيستيرية، ومنها حب الذات والاهتمام بها وحب الظهور، ومحاولات دائمة لجذب انتباه الآخرين واهتمامهم والاعتماد على الآخرين فى تحمل المسؤولية، والتأثر بالآخرين والتركيز على الأخبار المثيرة والتفاعل بشكل قوى مع هذه المثيرات، الميل الشديد للتمثيل والادعاء، تقبل المبالغة والكذب والتلون حسب الموقف، والانفعالات السريعة والسطحية، وتبلد المشاعر وضحالتها، وأخيرا الفشل المستمر فى الحياة، ولو طبقنا هذه الخصائص على «معتز مطر» لوجدنا أنه كاذب متلون مبالغ فى مشاعره سطحى التفكير يحب جذب الانتباه، وهذه الشخصية هى النموذج الأمثل لكى يتم تجنيدها ضد وطنها.
وعن محمد ناصر، يقول إبراهيم مجدى فى تحليله: أما «محمد ناصر» فلا تختلف شخصيته كثيرا عن معتز مطر، ولكنه يقدم نفسه فى صورة المثقف والقارئ، ولو نتكلم باختصار عن محمد ناصر فقد وصل لمنصب كبير فى وزارة الثقافة أثناء حكم الرئيس السابق مبارك، وكان مؤلفا غنائيا ومقدم برامج فى أكثر من قناة خاصة كانت مملوكة لكبار رجال الأعمال وقتها، ومثل بعض المشاهد فى بعض الأفلام.. وبعد ٣٠ يونيو بحث لنفسه عن دور فلم يجد وتوارت عنه الأضواء، فقرر أن يذهب لتركيا ويعرض خدماته مقابل المال والأضواء وإشباع الأنا عنده.
ويضيف: «لا فرق بينه وبين معتز مطر، إلا أن محمد ناصر أكثر نرجسية وأكثر غلاًّ ودموية من مطر، فمحمد ناصر حرض على القتل والدماء علانية دون مواربة، قالها صراحة وبكل خسة ونذالة «اقتلوا ظباطهم» .وتشتهر النرجسية عند العامة باعتبارها حالة من حب الذات والأنانية، أما مراجع الطب النفسى فتذكر النرجسية باعتبارها أحد أنواع اضطرابات الشخصية، وتبدأ عادة فى مرحلة مبكرة، وتظهر فى مجموعة متنوعة من السياقات والتصرفات.
ويتابع: وللتأكد من إصابة شخص ما بمرض النرجسية، فلابد من ظهور ٥ أعراض على الأقل من ٩ معايير، هى: الشعور المتكلف بأهمية الذات، والأوهام بنجاحات غير محدودة، والإحساس المبالغ فيه بالتألق والجمال، والاعتقاد بأن الشخص حالة خاصة وفريدة من نوعها، ولا يمكن فهمها إلا من قبل العباقرة، وأنه يجب أن يقترن اسمه بنجوم المجتمع أو المؤسسات البارزة، والحاجة الدائمة إلى الإعجاب المفرط من الآخرين، والشعور الدائم بالاستحقاق، ومحمد ناصر لديه إحساس بأنه عبقرى حالة خاصة وفريدة من نوعها، وهذا غير صحيح بالمرة.
حمزه زوبع
وفى حديثه عن حمزة زوبع، يقول استشارى الطب النفسى، يبذل زوبع مجهودا فى تقديم نفسه على أنه صاحب فكر ومشروع وصاحب أيديولوجية، ولكنه باع وطنه أيضا إرضاء للإخوان، وكان ينتظر الفرصة ليعلن تأييده الصريح للإخوان، ولكنه كان بلا أى قيمة أو تاريخ يذكر قبل تولى الإخوان الحكم كان مجرد محب للجماعة، ولكن بلا أى دور يذكر، وعندما تولى الإخوان السلطة انتهز الفرصة، وقام بدور المدافع الأول عن الإخوان والمتحدث باسمهم والمهاجم لمن ينتقدهم.
ويضيف: «يستخدم زوبع أسلوب السخرية السياسية والتشكيك، رغم ثقل ظله، إلا أن قيادات تنظيم الإخوان الإرهابى، مقتنعون به، وفى النهاية كل واحد من هؤلاء الثلاثة يقوم بدور رسمه له التنظيم الإرهابى وأجهزة الاستخبارات للدول الحليفة للتنظيم الإرهابى فى أطار الحرب النفسية ضد مصر والمتمثلة فى التشكيك والسخرية السياسية والشائعات والتحريض على الفوضى والعنف».