افتتحت مؤسسة الشارقة للفنون ضمن برنامجها لخريف 2019، معرض "أرض المرح" للفنانة باني عبيدي، الذى عملت على تقييمه الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس المؤسسة، وناتاشا جينوالا قيّمة مساعدة في متحف جروبيوس باو في برلين.
ويقدم المعرض الأعمال التى أنتجتها عبيدى فى الفيديو والفوتوغراف والصوت والتركيب على مدى عقدين من الزمن، مضافاً إليها تكليفين جديدين من مؤسسة الشارقة للفنون، والتي تطرح في مجملها أسئلة حول الذاكرة الشخصية والوطنية لبلدها باكستان بشكل خاص، وتاريخ جنوب آسيا بشكلٍ عام.
وتغوص عبيدى فى الفصول المغيّبة من أحداث الماضى، وتسترشد بهوامش الذاكرة الشعبية بدلاً من البحث في السرديات التاريخية الكبرى، ليصبح الارتجال إحدى طرق الخوض في الماضى القريب بأعمال فيديو مثل "فرقة شان بايب تتعلم النشيد الوطني الأميركى" (2004)، حيث جاءت فكرة هذا العمل بعد مكالمة هاتفية في العام 2003 بين عبيدى ووالدتها التى روت لها سماعها صوت طائرات أميركية تخترق المجال الجوي الباكستانى فى طريقها إلى أفغانستان.
ويسلط المعرض الضوء على الدور المتناقض الذي تلعبه الولايات المتحدة والشقاق الذي يعيث فساداً في باكستان، وليقتصر دور فرق آلات النفخ الحديثة، والتي تعود جذورها إلى الاستعراضات العسكرية الاستعمارية، على العزف في الأعراس والمواكب.
في حين تكتشف عبيدى فى عملها "نصب تذكاري للكلمات الضائعة" (2016)، من خلال الأغانى الشعبية والشعر والأرشيف التاريخى للرسائل فصلاً خفياً من تاريخ الحرب، حيث خدم أكثر من مليون جندى هندي التاج البريطانى في الحرب العالمية الأولى، وتمّ مسحهم من الذاكرة الجماعية.
تقدم الفنانة في أعمالها أبطالاً ينهمكون فى تمثيل الحياة اليومية بإطار مسرحي، وغالباً ما تمنح الامتياز إلى نقيض البطل المخالف للأعراف والمساعي المبتذلة المستمدة من المشاهد الحياتية اليومية من منطقة جنوب آسيا. وتؤدي شخصيات الفنانة المتنوعة نقداً للسلطة المركزية من جهة، وتخوض في سطوة الطموح الفردي من جهة ثانية، سواء من خلال «كاتب الخطاب» (2011)، وهو كتاب رسوم متحركة يعرض يوماً من حياة كاتب خطابات سياسية متقاعد، أو من خلال «حالة غير متوقعة» (2015)، وهو فيديو يعرض لشاب من الطبقة العاملة يستغرق في التدريب في منزله لكسر رقم قياسي عالمي غريب.
من أعمال باني عبيدي
من أعمال باني عبيدي 1
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة