عندما تراه للوهلة الأولى يهيأ لك أنه "كافي شوب"، ولكن عندما تطأ قدماك بداخله تعتقد أنك دخلت متحفًا للشمع من كثرة التماثيل التى تملأ المكان، كـأنها مدينة يعود تاريخها إلى العصر الإغريقى، لكن فى الحقيقة هو متحف للفن التشكيلى، ظل صاحبه طيلة سنوات ماكثًا عليه يزخرف ويبتكر ويصنع من اللا شيء فنًا جميلا يخطف العقول من روعته، لم يكن يتخيل أن تلك التجربة الإنسانية ستتحول في قناة الجزيرة القطرية إلى مادة سياسية تستغل للهجوم على بلاده، ولهذا قرر أن يفضحهم.
"الإنسانية الغائبة" هكذا أطلق ناصر الشربيني على متحفه للفن التشكيلي، الذي يقع فى منطقة الإبراهيمية بالإسكندرية، ومن خارج المتحف وضعت لافتة باسم "تمر حنا" لتكون أسما للكافتيريا، روعة المكان جعلته مقصدًا لمحبي الفن التشكيلي، وكذلك الصحفيون الذي رأوا من هذا المكان موضوعا صحفيا شيق لجميع المهتمين بالفن التشكيلي والنحت.
صاحب المتحف وضع أسمًا لمتحفه "الإنسانية الغائبة " كتعبير منه لكل سلبيات الحياة التى نعيشها، لكن خفافيش الظلام من المناصرين لأهل الشر، استغلوا فنه المناهض لفكرة الكذب والنفاق والتملق والرياء، ووجهوه لصالح أغراضهم السياسية الدنيئة، كعادتهم حرفوا الكلم عن مواضعه وشوهوا الحقائق وزيفوا الواقع، بغية تحقيق أغراضهم ومآربهم التى تخدم مصالحهم السياسية الخسيسة ضد الدولة المصرية، واتخذوا منها سبيلا لجمع وجنى المال الحرام على حساب مصير الشعب المصري.
تقرير صحفي مع ناصر الشربيني صاحب المتحف، صوره أحد الصحفيين بوكالة "رويترز" بدعوى إلقاء الضوء على الفن التشكيلي والنحت، وعرضه من خلال الوكالة حتى تصل فكرته ورسالته السامية إلى العالم، لكن الحقيقة كانت على خلاف ما ادعاه هذا المراسل، واقع صدمة المفاجأة كانت ثقيلة على صاحب المتحف، الذى فوجئ بنشر التقرير الصحفي المصور على أكثر من قناة عالمية من ضمنها 4 قنوات مناهضة للدولة المصرية "قناة الجزيرة، وقناة مكان الإسرائيلية، وقناة تركية، وقناة إيرانية "، وهذا ما لم يكن يعلمه صاحب المتحف وبالمخالفة لما اتفق عليه مع المراسل الذى سجل معه التقرير.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل إن الطريقة التى تم عرض التقرير بها جاءت مخالفة أيضًا للحديث الذى دار بينهما خلال اللقاء، فالمقدمة التى قدم بها المراسل للتقرير أوضحت أن صاحب المتحف "ناصر الشربيني" قام بإنشاء هذا المتحف لمناهضة النظام ورفضه له على خلاف الحقيقة، وهو الأمر الذى رفضه واستنكره "الشربيني" شكلا وموضوعا.
فى البداية يقول ناصر الشربينى صاحب المتحف، إنه قام على مدار سنوات بجمع ونحت وصنع جميع التماثيل والأعمال الفنية التي تملأ المكان، مضيفًا أن كل عمل من هؤلاء كان بناء على فكرة إنسانية بحتة فى الأساس، موضحًا أن كل فكرة اشتمل مضمونها على رفض جميع السلبيات والتناقضات الموجودة بيننا فى المجتمع، كالكذب والنفاق والرياء والتملق والجهل والمرض والفقر والإرهاب، مشيرًا إلى أن كل هذه الأفكار قام بتجسيدها من خلال جميع الأعمال الفنية التي عكست هذه السلبيات وعبر عنها عن طريق الفن.
وأضاف " الشربيني" أنه مع كل الأعمال الفنية التي نفذها والتي ترفض جميع مظاهر الظلم والاستبداد فى حياتنا، إلا أن هذا لا يعنى رفضه للنظام أو مناهضته له، موضحًا أنه مواطن مصري يؤمن بقضية وطنه، وأنه على يقين تام أن هناك مؤامرة أحيكت خيوطها ضد مصر، وأنه يرفض جميع المحاولات التى تهدف إلى تشويه صورة مصر ونظامها الحالى.
ويكمل الفنان التشكيلي، أنه عندما صور مع المراسل الذى أخبره أن هذا التقرير سوف يذاع فى القنوات الأوروبية، طلب منه عدم نشر تقريره على القنوات المعادية لمصر وبالأخص قناة "الجزيرة" والدول التى تعمل ضد الدولة المصرية، موضحًا أنه فوجئ بعد ذلك أن تقريره تمت إذاعته على القنوات المناهضة لمصر، وهو الأمر الذى لم يتوقعه ويرفضه شكلا وموضوعًا.
واختتم الشربيني، أنه سوف يتخذ كفة الإجراءات القانونية اللازمة ضد وكالة رويترز، التى تضمن حقه لما قامت به من تدليس وكذب باسم فنه ضد الدولة المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة