أحب المصريون السلطان المملوكى طومان باى، كما لم يحبوا حاكم من قبله، فكان آخرسلاطين المماليك بمثابة الأمل الأخير للمصريين فى وجه الغازى العثمانى سليم الأول، لكن الخيانة نالت من "طومان باى" ودفعت البلاد إلى قرون تحت الاحتلال العثمانى.
طومان باي هو آخر سلاطين الدولة المملوكية، كان يشغل منصب نائب السلطان قنصوه الغوري، وبعد مقتل الغوري في معركة مرج دابق أمام العثمانيين عام 1517، تولى طومان باي الحكم من بعده، إذ أجمع الأمراء على أهمية توليه الحكم لمواصلة القتال ضد العثمانيين.
ويقوم المخرج البريطاني بيترويبر، بتناول سيرة الحاكم المملوكى طومان باى فى مسلسل يحكى الحقبة التاريخية الأخيرة من حكم المماليك، قبل دخول جيش السلطان العثماني سليم الأول مصر عام 1517.
وتمتع طومان باي بمكانة خاصة في نفوس المصريين بالرغم من أن فترة حكمه لم تزد على ثلاثة أشهر و14 يوما فقط! حتى أن المصريين انضموا لصفوف جنوده في مواجهة العثمانيين عند دخولهم للقاهرة وظلوا يحاربون إلى جانبه حتى يأسوا وأيقنوا بالهزيمة.
وبعد إعدام السلطان المملوكى الأخيرعلى يد جيش الاحتلال العثمانى فى أبريل عام 1517، يقال أن جنازته لم يكن لها مثيل، حيث ودعه المصريون وكأنه لايزال على عرش السلطة، حضر مراسم تشييع الجثمان الرسمي كافة الرجال العثمانيون والمماليك معا، ووزع السلطان سليم الأول النقود الذهبية على الفقراء تطييبا لروح السلطان طومان باي، وتقديرا لشجاعته الكبيرة، لمدة 3 أيام.
يقول ابن إياس "فلما تحقق أنه يشنق وقف على أقدامه على باب زويلة، وقال للناس الذين حوله: اقروا لي سورة الفاتحة ثلاث مرات. فبسط يده وقرأ سورة الفاتحة ثلاث مرات وقرأت الناس معه، ثم قال للمشاعلي: اعمل شغلك. فلما وضعوا الخية في رقبته ورفعوا الحبل انقطع به فسقط على عتبة باب زويلة، وقيل انقطع به الحبل مرتين وهو يقع إلى الأرض، ثم شنقوه وهو مكشوف الرأس".
ويضيف: "فلما شنق وطلعت روحه؛ صرخت عليه الناس صرخة عظيمة وكثر عليه الحزن والأسف… وأقام ثلاثة أيام وهو معلق على الباب حتى جافت رائحته، وفي اليوم الثالث أنزلوه وأحضروا له تابوتا ووضعوه فيه، وتوجهوا به إلى مدرسة السلطان الغوري عمه، فغسلوه وكفنوه وصلوا عليه هناك، ودفنوه في الحوش الذي خلف المدرسة، ومضت أخباره كأنه لم يكن".