تحتفل اليوم الكاتبة الكندية الشهيرة مارجريت أتوود بعيد ميلادها، فهى من مواليد 18 نوفمبر من عام 1939، وحققت خلال سنواتها الطويلة العديد من النجاحات الأدبية، فأبدعت نحو 40 كتابا شعريا وسرديا ونقديا، من ذلك كتابها "مفاوضات مع الموتى.. أملات كاتب حول الكتابة.
وكتاب "مفاوضات مع الموتى" عبارة عن مجموعة من المحاضرات ألقتها مارجريت أتوود فى جامعة كامبردج عام 2000، واهتدت من أوراق محاضراتها إلى أن تكتب عن الكتابة ذاتها وليس عن كيفية الكتابة والموقف الذى يجد الكاتب نفسه فيه والذى قلما يختلف من كاتب إلى آخر.
كتب " محمد عريقات" عن الكتاب فى صحيفة الاتحاد يقول "العديد من الأسئلة تثيرها أتوود فى مقدمة الكتاب تتصدر تلك المقدمة ستة فصول ملأتها بالاقتباسات والتأملات واستذكار أحداث من الطفولة فى محاولة لتقديم الإجابات التى تكون عصية حينا ومطواعة فى بعض الأحيان، وتتلخص قضايا الكتاب فيما تطرحه مارجريت من أسئلة تظل تؤرق الكاتب وهى أسئلة تنبع من كون أن ذات المؤلف هى ذات قارئة بالدرجة الأولى إذن فهى أسئلة القارئ مثل: ما هى هذه الكتابة.. هل هى نشاط إنسانى أم أنها تكليف إلهى، أم مهنة، أم عمل مضجر نؤديه من أجل المال أو لعلها فن، ولماذا يشعر كثير من الناس أنهم مجبرون على أدائها؟ وكيف تختلف الكتابة عن الرسم مثلا؟ وكيف ينظر من يقومون بذلك العمل إلى أنفسهم ونشاطهم من حيث العلاقة معها؟ وهل تبعث آراؤهم بعض الرضا؟ ما الذى نعنيه بالضبط عندما نقول كاتباً؟ أى نوع من الكائنات نتصور؟
ويضيف محمد عريقات، كأن بالمؤلفة تجيب بمواربة عن هذه التساؤلات حين تقول بكتابها هذا أن الكتابة فعل بغيض وأما الكتابة عن الكتابة فهى أكثر بغضا، فهى تقع فى جانب اللاجدوى، لعدم إمكانية الكاتب، بحسب مارجريت، الالتزام بمعايير ثابتة راسخة لمحاكاة الواقع. وقد يرغب القراء فى أن تقدم لهم نظريات أدبية أو خططا مجردة أو تصريحات أو بيانات، وعندئذ تفتح درج النظرية والبيانات فتجده فارغا، وقد ألفت مارجريت كتابها مدفوعة بتفاصيل طفولتها، حيث يؤكد ذلك قولها "يسود الظن أن فى طفولة كل كاتب ما يتصل برسالته التى خلق لها، ولكن إذا تأملنا هذه المرحلة عند الكُتاب نجدها تختلف من كاتب إلى آخر، ولكنها غالباً ما تنطوى على الكتب والوحدة، وعلى الدرب ذاته كانت طفولتى، فتعلمت القراءة مبكراً، وكنت قارئة نهمة أقرأ كل ما يقع فى يدى، فلم يمنعنى أحد من قراءة كتاب، فقد كانت أمى تحب الهدوء فى الأطفال، والطفل الذى يقرأ طفل شديد الهدوء"، بذلك فإن السيرة الذاتية فى حياة الصبا المبكر هى لحظات حاسمة تتنبأ باتجاهات المستقبل للأديب أو للفنان "عندما أسترجع حياتى التى عشتها قبل أن أبدأ الكتابة، لا أجد فيها ما يعلل الاتجاه غير المألوف الذى سلكته، ولم أجد فيها شيئا يختلف عن أولئك الذين لم يصبحوا كتابا".
وعلى موقع good reads كتب إبراهيم عادل يقول "مشكلتى الأساسية مع هذا الكتاب أنى توقعت منه أكثر بكثيرٍ مما جاء فيه، فى نحو 200 صفحة تتعرَّض الكاتبة والباحثة (فى هذا الكتاب) مارجريت أتوود لعددٍ من مشكلات/أسئلة الكتابة ولكنها بدلاً من أن تتحدث عن رؤيتها الخاصة تستنطق وتبحث فى عدد من الروايات والقصائد من حولها.
وفى الفصل الأخير، بعنوان (مفاوضات مع الموتى) فقط يتضح للقارئ لماذا اختارت الكاتبة هذا الاسم، فى أنها تعتبر الكتابة بشكلٍ عام مفاوضات مع الموتى كونها السبيل للخلود والحياة الأبدية، وهى فى هذا السياق تستحضر ما كتبه عدد من الروائيين، وبعض القصص الشعبية التى تتحدث عن علاقة الكتابة بالعالم السفلى، عوالم الأموات.. تظل أسئلة الكتاب والكتابة محفزة للقراءة على كل حال".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة