فى مثل هذا اليوم الموافق 19 نوفمبر من عام 1805، ولد ديليسبس بضاحية فرساى القريبة من باريس بفرنسا، من أسرة فرنسية عريقة وعمل أكثر أفرادها بالدبلوماسية كما كانت تعطى تأييدا كبيرا لنابليون بونابرت
أوفد نابليون والده ماتيوي ديليسبس مبعوثًا شخصيًا إلى مصر عام 1803، وكان مقربًا لشيوخ الأزهر، خاصة علماء الديوان الذي كان نابليون قد أسسه في القاهرة، وحصل أثناء فترة الفراغ السياسي فى مصر منذ عام 1801 إلى 1805 على الطابع الخاص الذي يميز الضابط الألباني محمد على فاقترب منه قبل أن يقربه إليه ثم يقربه من العلماء وما لبث أن تولى محمد علي حكم مصربإرادة شعبية، وأستدعي نابليون ماتيو ديليسبس وحل محله فرنسي آخر هو دوروفيتي، الذي أصبح المستشار الفعلي السياسي والعسكري والإداري لمحمد علي، وكان آخر ما طلبه ماتيو ديليسبس من محمد علي قبل رحيله هو الأخذ بيد أبنه الوليد فرديناند.
في عام 1840 وضع المهندس الفرنسي لينان دى بلفون بك مشروعاً لشق قناة مستقيمة تصل بين البحرين الأحمر والأبيض وأزال التخوف السائد من علو منسوب مياه البحر الأحمر على البحر المتوسط و أكد أن ذلك لا ضرر منه.
وفي 15 أبريل 1846 أنشأ "السان سيمونيون" بباريس جمعية لدراسات قناة السويس و أصدر المهندس الفرنسي بولان تالابو تقريرا في أواخر عام 1847 مبنياً على تقرير لينان دى بلفون أكد فيه إمكانية حفر قناة تصل بين البحرين دون حدوث أى طغيان بحرى.
وبعد أن تولى سعيد باشا حكم مصر في 14 يوليو 1854 تمكن دى لسبس - والذي كان مقرباً من سعيد باشا - من الحصول على فرمان عقد امتياز قناة السويس الأول وكان مكونا من 12 بندا أهمها حفر قناة تصل بين البحرين ومدة الامتياز 99 عاما من تاريخ فتح القناة.
قام دى لسبس برفقة المهندسين لينان دى بلفون بك وموجل بك بزيارة منطقة برزخ السويس في 10 يناير 1855 لبيان جدوى حفر القناة وأصدر المهندسان تقريرهما في 20 مارس 1855 والذي أثبت سهولة إنشاء قناة تصل بين البحرين.
وقام دى لسبس بتشكيل لجنة هندسية دولية لدراسة تقريرالمهندسين و زاروا منطقة برزخ السويس وبورسعيد وصدر تقريرهم في ديسمبر 1855 وأكدوا إمكانية شق القناة وأنه لا خوف من منسوب المياه لأن البحرين متساويين في المنسوب و أنه لا خوف من طمى النيل لأن بورسعيد شاطئها رملى.
وفى 5 يناير 1856 صدرت وثيقتان هما عقد الامتياز الثاني وقانون الشركة الأساسي وكان من أهم بنوده هو قيام الشركة بكافة أعمال الحفر وأن حجم العمالة المصرية أربعة أخماس العمالة الكلية المستخدمة في الحفر، واستمر الحفر لمدة 10 سنوات من عام 1859 وحتى 17 نوفمبر عام 1869 وأقنع الخديوى إسماعيل بإقامة حفل إفتتاح عالمى ودعوة الملوك والرؤساء من كافة دول العالم على حساب الحكومة المصرية التى تكبدت أكثر من 4 ملايين جنيه مصاريف هذا الحفل وعلى أثر ذلك أشترت إنجلترا حصة مصر فى اسهم قناة السويس.
تمثال ديليسبس ببورفؤاد
ديليسبس
صورة فوتغرافية لديليسبس