تتجدد كل عام أزمة تحريم التيار السلفى الاحتفال بمولد النبوى الشريف، تلك المناسبة التى يحرص فيها المسلمين على الاحتفال بمولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويقبلون على شراء الحلوى، بينما على الجانب الأخر يخرج شيوخ السلفية ليعتبرون أنها بدعة رغم تأكيد دار الإفتاء بأن الاحتفال بتلك المناسبة هو حلال شرعا.
من أبرز من حرموا احتفالات المولد النبوى الشريف من التيار السلفى كان الشيخ عبد المنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة السلفية، حيث قال فى مقال له عبر الموقع الرسمى لـ"الدعوة السلفية": "لا أعلم لهذا المولد أصلًا فى كتابٍ ولا سنةٍ، ولا ينقل عمله عن أحدٍ مِن علماء الأمة؛ الذين هم القدوة فى الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بدعة أحدثها البطالون، وشهوة نفس اغتنى بها الأكالون".
من جانبه قال الشيخ سامح عبد الحميد، الداعية السلفى، فى بيان له، إن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة محدثة، حيث لم يحتفل النبي صلى الله عليه وسلم بيوم مولده، ولم يحتفل الصحابة بالمولد النبوي، وهذه احتفالات غير شرعية.
وقال الداعية السلفى، إنه يجب الابتعاد عن المشاركة في هذا الاحتفال بأى وجه من الوجوه، فلا ينبغى التعاون مع المحتفلين فى إقامة احتفالهم، أو أكل الحلويات التى يوزعونها، أو شراء حلوى المولد في زمن الاحتفال به، فذلك يُعتبر نوعًا من المشاركة فيه ؛ وكذلك هو من الإعانة والترويج له.
وفى إطار متصل قال الداعية السلفى حسين مطاوع، إن القاعدة عند أهل السنة أن العبادة توقيفية بمعنى؛ أنه لا يجوز لأحد أن يتعبد لله بشىء لم يشرعه الله، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أحق الناس بأن يحتفل بمولده إن كان ذلك جائزا، بل كان صحابته من بعده هم أحق الناس بالاحتفال بنبيهم صلى الله عليه وسلم لأنه أقرب الناس وأشدهم حبا له ، ومع ذلك فلم يثبت عنهم أن احتفلوا بهذا المولد.
وأوضح الداعية السلفى فى بيان له: "نحن نسأل المحتفلين بهذا المولد :هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن في هذا الاحتفال خير أم شر؟، فإن قالوا كان يعلم أن فيه خير فنقول لهم : لماذا لم يحتفل به هو نفسه صلى الله عليه وسلم؟، وإن قالوا شر فنقول لهم : لماذا إذا تحتفلون أنتم به؟
وتابع الداعية السلفى:"أما بخصوص الحلوى : فليس هناك عاقل يقول بتحريمها ولكن تخصيصها بيوم معين واعتقاد أهميتها فيه هذا هو الممنوع وهو البدعة لأنه يفتح بابا لأن يستحسن كل أحد ما يهواه وينسبه لدين الله َ، فالدين أكمله الله ولسنا بحاجة لأمر لم يشرعه الله ولم يبينه رسوله صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد.
فى المقابل أكدت دار الإفتاء المصرية، جواز شراء حلوى المولد النبوى الشريف والتهادى بها بين الناس فى ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقالت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "ما اعتاده الناسُ من شراء الحَلوى والتهادى بها فى المولد الشريف؛ فرحًا منهم بمولده صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبةً منهم لما كان يحبه جائز شرعًا؛ فعَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يُحِبُّ الحَلْوَاءَ، وَيُحِبُّ العَسَلَ" رواه البخارى وأصحاب السنن وأحمد.
من جانبه قال الشيخ عبد الخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية الصوفية، إن المريدين من أبناء الصوفية سيواصلون احتفالاتهم بالمولد النبوى في المحافظات، خلال الأسبوع الجاي، لافتا أن مشايخ الطرق سيقومون احتفالية ليلة المولد، للتأكيد على سماحة الدين الإسلامي، وخلق رسول الله، لمواجهة الفكر المتطرف والإرهابي الذى تروج لها جماعة الإسلام السياسي.
وأضاف شيخ الطريقة الشبراوية في تصريح له له أن مشايخ الطرق الصوفية سينظمون موكبًا صوفيًا كبيرًا ينطلق بالقرب من مسجد الحسين، ليلة المولد وذلك احتفالًا بالمولد النبوي الشريف، بحضور مئات من مريدى الطرق الصوفية فى القاهرة وجميع المحافظات.
ولفت أن هذا الموكب تأكيد على رسالة حُب من كل المتصوفة لنبى الإنسانية، وتعبير واضح أن الدين الإسلامى هو دين سلام ومحبة وليس دين عنف وإرهاب كما يحاول البعض تصوير ذلك بطريقة خاطئة، وأن هذا الموكب هى عادة المسيرة عادة سنوية من كُل أبناء الطرق الصوفية الذين يعدون بالآلاف من كل محافظات الجمهورية، وذلك للتأكيد على أن مصر قوية وأنها ستنبذ فكر متطرف يروج له الإرهاب وجماعاته.