لم تنس مدينة بورسعيد الباسلة العديد من أبطال وفدائى المقاومة الشعبية الذين سجلوا بأسمائهم ودمائهم بأحرف من تاريخ بورسعيد وانتصار الشعب المصرى والإرادة المصرية على قوات العدوان الثلاثى الغاشم البريطانى والفرنسى والإسرائيلى عام 1956، والتى يجب أن يخلدهم التاريخ.
ومن هؤلاء محمد حمد الله وأحمد هلال ومحمد سليمان وعلى زنجير الذين ألقوا القبض على الضابط الإنجليزى "أنتونى مورهاوس" ابن عمة ملكة إنجلترا والذى اتصف بكراهيته الشديدة للمصريين، وقاموا بتسليمه إلى الملازم أول محمد سامى خضير واليوزباشى عز الدين الأمير، ووضع فى صندوق بأحد المنازل وبعد انتهاء الحصار وجدوه ميتًا داخل الصندوق، والسيد عسران الصبى الذى لم يتجاوز السابعة عشر عامًا، والذى فجر ضابط الاتصال البريطانى "الميجر وليامز" بقنبلة وضعها فى رغيف خبز.
وهناك أيضًا الضابط طاهر الأسمر ومدحت الدرينى وجلال هريدى ومحمد أحمد الجيار وأحمد عبد الله ونبيل الوقاد ومصطفى عبد الوهاب والسيد صبحى الكومى والصاغ سعد عبد الله عفرة والمرحوم منير على الألفى واليوزباشى مصطفى كمال الصياد، ضابط الشرطة، ولم ينسى التاريخ البطل عبد المنعم الشاعر ويحيى الشاعر الذين شاركوا فدائى المقاومة الشعبية فى نسف وتفجير تمثال ديليسبس وإنزاله من على قاعدته، ولم ننسى الشهيد جواد حسنى الطالب بكلية الحقوق الذى تطوع فى الحرس الوطنى وتم تعذيبه حتى يدلى بأى معلومات إلا أنه رفض فأطلقوا النار عليه ليخط بآخر قطرة من دمائه الطاهرة على الجدار داخل سجنه.
كما لن ننسى التلميذ حسن سليمان حمودة الذى كان فى الثانية عشر من عمرة، وكان طالبًا بمدرسة القناة الإعدادية بنين، وخرج على رأس مسيرة ضخمة حشد فيها رفاقه ليهتفوا لمصر ويسخرون من الأعداء، فأطلق الجنود الفرنسيون رصاصاتهم وأردوه قتيلًا.
ولم تنس بورسعيد الفدائى الوطنى محمد شاكر مخلوف، والذى اشتهر بطبع أول منشور بمطبعته بعنوان "سنقاتل.. سنقاتل" ثم منشورات أخرى "لا تلقى سلاحك" و"ارفع راسك يا أخى" و"العربات قادمة فى الطريق"، كما أنه كان يحدد الأهداف الحيوية للفدائيين لضربها، كما أصدر العدد الأول من جريدة الانتصار يوم 9 ديسمبر عام 1956، وقامت القوات البريطانية بتحطيم مطبعته.
والبطل المرحوم حامد الألفى الذى أصدر الفدائيون فى مطبعته الطبعة الثانية من "مجلة الانتصار"، ولم ينس التاريخ البطولات النسائية مثل السيدة فتحية الأخرس الشهيرة "بأم على" التى حولت عيادة الدكتور جلال الزرقانى التى كانت تعمل فيها إلى مخزن للأسلحة والذخائر والقنابل والتى كانت تنقلها للفدائيين كما أنها كانت تأوى ضباط المخابرات والصاعقة داخل العيادة، وكانوا يرتدون زى المرضى، وعندما كان الضباط البريطانيون يصعدون للتفتيش داخل العيادة كانت تصرخ فى وجوههم وتقول "موتوا أولادى فى البيت وجايين تموتوا المرضى"، فكانوا يتركوها ويهبطون من على السلم على الفور.
ومن أهم البطولات النسائية التلميذة زينب الكفراوى التى كانت تهرب الأسلحة والذخائر لرجال المقاومة وخلدها فيلم ليلة القبض على فاطمة للكاتبة الصحفية البورسعيدية سكينة فؤاد، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من الفدائيين والشهداء الذين سطروا بأرواحهم وبدمائهم بأحرف من تاريخ انتصار بورسعيد فى 23 ديسمبر عام 1956 وارتوت أرضها بدمائهم الطاهرة، بالإضافة إلى الفدائيات البورسعيديات زينب أبو زيد، وأفكار العوادلى وليلى النجار وسلوى الحسينى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة