رحب مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية بدعوة 50 شخصية فرنسية من المثقفين والنقابيين والسياسيين لمسيرة فى العاصمة الفرنسية باريس، يوم 10 نوفمبر الجارى، للاحتجاج ضد مظاهر "الإسلاموفوبيا " تحت عنوان " أوقفوا الإسلاموفوبيا"، وجاءت هذه الدعوات بعد الهجوم على مسجد بفرنسا وجدالات جديدة حول الحجاب.
وأوضح المرصد أن الداعين لهذه المسيرة التضامنية أكدوا أنه"على مدار سنوات، تُنتهك كرامة المسلمات والمسلمين، و أصبحت منصات الإعلام ساحة للانتقام من قبل الجماعات العنصرية التى تشغل الآن المجال السياسى والإعلام الفرنسي" . ومن بين الشخصيات التى دعت إلى المسيرة فى باريس، جون لوك ميلنشون زعيم حزب فرنسا الأبية ، والأمين العام للاتحاد العام للعمل فيليب مارتينيز، وفقاً لما نشرته صحيفة ليبراسيون الفرنسية.
وأضاف المرصد أن الشخصيات التى أطلقت دعوة التضامن أوضحت أنه بعد "الهجوم الأخير على مسجد بايون" ، أو " إهانة أم وطفلها من قِبل نائب يمينى متطرف" ، أو "الخطب العنصرية التى تتدفق على المسلمين" قررنا الدعوة إلى وضع حد" للعنف والعدوان ضد المسلمين ، الذين يتم وصمهم وتجريدهم من إنسانيتهم تدريجياً ".
وأوضح المرصد أن نداء التضامن هذا يأتى ليسهم في مواجهة تصاعد سعار الإسلاموفوبيا في فرنسا بعد حادثة الاعتداء على مسجد بايون في جنوب غرب البلاد يوم الاثنين 28 أكتوبر الماضى . فضلا عن حادثة ديجون التي وقعت منذ حوالي أسبوعين. ففي 11 أكتوبر الماضي قام جوليان أودول وهو عضو من حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، بالتهجم لفظيا على امرأة محجبة ترافق ابنها في رحلة مدرسية لإحدى المجالس المحلية ، طالبا منها خلع حجابها.
وتابع المرصد أن الأمر لم ينتهى عند هذا الحد فقد صوت مجلس الشيوخ الفرنسي الثلاثاء 29 أكتوبر على مشروع قانون يمنع ارتداء الرموز الدينية، بينها الحجاب، على أولياء التلاميذ المرافقين في الرحلات المدرسية. وصوت نواب مجلس الشيوخ بأغلبية 163 صوتا مقابل 114، لصالح المشروع الذي يتوجب عرضه على الجمعية العامة لكي يتم تبنيه بصفة نهائية.
وثمن المرصد دعوة الشخصيات الفرنسية إلى "وقف التمييز ضد النساء اللاتي يرتدين الحجاب ، مما تسبب في استبعادهن التدريجي من جميع مجالات المجتمع " ودعوتهم "كل المنظمات "، و"كل الجمعيات "، للانضمام إليهم، وما خلصوا إليه في ختام ندائهم من أن " الأمر يتعلق بوحدتنا جميعًا ، وبالوقوف ضد العنصرية بجميع أشكالها التي تهدد فرنسا اليوم مرة أخرى"، بحسب جريدة لوموند الفرنسية
ودعا المرصد إلى التفاعل الإيجابى مع هذه الدعوات التى تسعى لمواجهة الإسلاموفوبيا بوصفها أحد أشكال العنصرية ، لافتًا إلى توصيته فى ورشة عمل مكافحة الإسلاموفوبيا وإطلاق النسخة الأولى من مؤشر الإسلاموفوبيا ربع السنوى فى المؤتمر العالمي الخامس للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم الذى عُقد يومَي 15 و16 من أكتوبر الماضي بضروة إيجاد آلية لمزيد من انخراط المسلمين فى المؤسسات العامة والتشريعية وفي جماعات الضغط ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب، انخراط قائم على أسس التعددية والانفتاح السياسى والاجتماعى والتعايش السلمى والمشاركة الفعالة فى تحقيق أمن تلك المجتمعات، العمل على تأسيس شبكات إعلامية ضخمة مناصرة لقضايا المسلمين والمهمشين فى تلك المجتمعات.