يوما بعد يوم، تزداد قضية مساءلة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى الكونجرس زخما مع الاستماع لشهادات شهود يدلون بتفاصيل جديدة حول ما يقال عن ضغطه على أوكرانيا مقابل التحقيق بشأن خصمه السياسى نائب الرئيس السابق جو بايدن ونجله هانتر. ورغم ان الخطر الذى يواجهه ترامب حتى الآن ليس كبيرا، حيث لم يقر مجلس النواب بعد بنود العزل، وهى لا ئحة الاتهام التى توجه للرئيس، إلا أن توقعات بعض الخبراء تشير إلى حتمية تحول هذا الخطر إلى حقيقية.
آلان ليتشمان، أستاذ التاريخ بالجامعة الأمريكية فى واشنطن من بين هؤلاء. فالمؤرخ الذى سبق أن تنبأ بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية على مدار أكثر من 30 عاما، بما فى ذلك انتخاب ترامب فى عام 2016، يقول إن العزل مسألة حتمية.
وفى تصريحاته لشبكة MSNBC، نقلتها مجلة نيوزويك، قال ليتشمان إن عزل ترامب من قبل مجلس النواب مسألة لا مفر منها، وحذر الديمقراطيين من وضع حد زمنى للتحقيق الذى يجرونه.
وقال المؤرخ الأمريكى إن الديمقراطيين لم يكونوا لينقلوا عملية العزل إلى هذا الحد لو لم يكونوا واثقين من تمرير بنوده، والتى تشمل الاتهامات الموجهة ضد الرئيس.
وقال ليتشمان أيضا إن الديمقراطيين قد ساعدوا أنفسهم، وقلصوا فرص إعادة انتخاب ترامب فى 2020 بإطلاق تحقيق العزل. فأصبح العزل مسألة حتمية. والسؤال الوحيد هو حجم ومحتوى البنود أو الاتهامات.
وقال أستاذ التاريخ، الذى اشتهر بتنبؤاته الناجحة بتسع نتائج للانتخابات الرئاسية الأمريكية، إنه ليس مستعدا بعد للتنبؤ بمن سيفوز فى انتخابات 2020. لكنه قال إن الديمقراطيين يمضون فى طريق واضح للغاية نحو العزل وقد ساعدوا أنفسهم.
وأضاف أنه عندما يصبح ترامب ثالث رئيس أمريكى فى التاريخ يتم عزله من مجلس النواب بالكامل، فإن مفتاح الفضيحة يكون انقلب ضده، وتتضاءل فرصه فى إعادة انتخابه.
ومفتاح الفضيحة هو واحدا من 13 عاملا فى نظام التنبؤ الذى يتبعه المؤرخ الأمريكى والمعروف باسم "مفاتيح إلى البيت الأبيض" بحسب ما جاء فى مقال له بصحيفة واشنطن بوست فى عام 2016، ويشير هذا المفتح إلى أن وجود شاغل المنصب فى خضم فضيحة كبرى تضعف آمال إعادة انتخابه.
ولفت ليتشمان إلى أن التحقيق الخاص بالعزل قد يبدأ فى قضية واحدة، لكن قد يتطور ليشمل أخرى مثلما حدث مع ريتشارد نيكسون. فقد بدأ التحقيق فى فضيحة ووتر جيت ليشمل بعد ذلك مساهمات الحملة غير القانونية والتنصت غير القانونى والاختراقات غير القانونية. وأضاف أن من الأمور التى ستكون حاسمة الصورة الكاملة لسجل ترامب فى منصبه، خاصة إخفاقات السياسة الخارجية مثل سحبه القوات الأمريكية من شمال سوريا.