لم يحلم أبناء نادى توتنهام بليلة تاريخية كما كانت ليلة الأربعاء الـ1 من يونيو الماضي في ملعب واندا ميترو بوليتانو عندما سافر الأنصار إلى العاصمة الإسبانية مدريد لحضور نهائي دوري أبطال أوروبا الذي كان فريقهم أحد أطرافه أمام نظيره ليفربول وعلى رغم خسارة السبيرز النهائى إلا أن تلك الليلة ستظل خالدة في أذهان عشاقه طويلاً، وسيرويها هذا الجيل من مشجعي توتنهام لأبنائهم أنهم في يوم من الأيام كان فريقهم على بعد 90 دقيقة من اعتلاء عرش الكرة الأوروبية والعالمية ويتوج بطلاً لكن كتيبة الألماني يورجن كلوب بقيادة صلاح ورفاقه حرمتهم من إكمال الحلم الجميل.
وفقا لتقرير نشرته صحيفة "الرياضية السعودية " أنه في الـ27 من مايو 2014 عندما تعاقد توتنهام مع مدربه الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتنو قال رئيس نادي توتنهام دانييل ليفي في المؤتمر الصحفي:" أصبح لدينا مديرا فنيا يمتلك طاقة كبرى، وكرة قدم هجومية، وسوف يصبح لنادينا أسلوب لعب خاص به تحت قيادته، إن ماوريسيو أثبت قدرته على تطوير أداء كل لاعب، كما أن لديه القدرة على بناء فريق عظيم، ويمتلك روح وعقلية الفوز".
صدق دانييل ليفي في توقعاته ورهانه على الشاب الأرجنتيني الذي استطاع خلال 3 مواسم تغير جلد الفريق اللندني البالي والمبني على تراث إنجليزي عتيق في كرة القدم التقليدية التي تجاوزها الزمن وبات السبيرز في عهده يقدم كرة قدم حديثة وسلسة يضاهي بها عمالقة أوروبا، ويجاري بها كبار البريمير ليغ بعد سنوات طويلة أفل فيها نجم السبيرز وبات يعد من أندية الوسط في إنجلترا إلى أن حضر بوتشينيو.
لم يستغرق صاحب الـ47 عاما الكثير من الوقت في رسم فلسفاته التدريبية وسط مسرح الوايت الهارلينة ملعب السبيرز القديم والشاهد على صولات وجولات الديوك في منتصف القرن الماضي، وأصعب ماكان يواجه بوتشينيو هو تغير فلسفة النادي الإنجليزية الكلاسيكية التي سار عليها منذ تأسيسه قبل 135 عام واعتماده على النمط التقليدي للكرة الإنجليزية التي كانت تمارس في القرن الماضي وباتت أندية مهد كرة القدم عاجزة عن مقارعة كبار القارة في البطولات الأوروبية واستولت فرق إسبانيا وألمانيا وإيطاليا على المشهد الأوروبي.
بوتشينيو نفض خلال 3 مواسم غبار وتراث 135 عاما من التقليدية وكرة القدم المملة وقاد توتنهام إلى وصافة البريمير ليج قبل 3 أعوام لأول مرة منذ 50 عام، وقدم الفريق اللندني في عهده كرة قدم أشاد بها المحب والحاقد ومن أكثر حقدا على توتنهام سوى جيرانه في لندن أرسنال العدو اللدود وتشيلسي اللذان باتا يضربان أخماس في أسداس قبل مواجهة السبيرز في ديربيات لندن بعد أن كانت مواجهته في الماضي حصة تدريبية للفريقين العريقين.
اليوم بعد 5 أعوام لا أحد في أوروبا وأنديتها يستطيع التقليل من نادي توتنهام خصوصا عقب بلوغهم نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي وبات طرفا في المنافسة على المراكز المتقدمة في البريميرليج ودوري الأبطال بفضل مدربه الأنيق ماوريسيو بوكيتنو.
دانيال ليفي رئيس توتنهام أعلن الثلاثاء نهاية علاقة توتنهام مع مدربه بوكتينو بعد 6 أعوام كانت حافلة بالعمل والمنافسة وأنهى أمنية الأرجنتيني بالصعود إلى القمر مع توتنهام بعد 5 أعوام تحدى فيها الكثير وربح الأكثر لكنه خرج بلا أي بطولة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة