أدرج الجهاز القومى للتنسيق الحضارى اسم الأديب والمفكر عباس محمود العقاد، فى مشروع "عاش هنا"، وذلك لتخليد رموز مصر عبر الأجيال القادمة، لذا وضع الجهاز اسم عباس العقاد، وعنوانه الذى يقع فى 13 شارع السلطان سليم مصر الجديدة.
ولد عباس محمود العقاد فى مدينة أسوان، وكان جده يعمل فى صناعة الحرير بالمحلة الكبرى فسمى عقاداً، وكان والده الذى جاء من دمياط إلى أسوان أميناً للمخطوطات - لم يكمل العقاد تعليمه بعد حصوله على الشهادة الابتدائية بل عمل موظفًا فى الحكومة بمدينة قنا سنة 1905 ثم نقل إلى الزقازيق سنة 1905، وعمل فى القسم المالى بمديرية الشرقية وفى هذه السنة توفى أبوه، فانتقل إلى القاهرة واستقر بها.
ترك وظائف الدولة وعمل فى الصحافة وكان أول اتصاله بها فى سنة 1907 حين عمل مع محمد فريد وجدى فى جريدة الدستور اليومية التى كان يصدرها، وتحمل معه أعباء التحرير والترجمة والتصحيح من العدد الأول حتى العدد الأخير.
بعد توقف الجريدة عاد العقاد سنة 1912 إلى الوظيفة بديوان الأوقاف، لكنه ضاق بها، فتركها، واشترك فى تحرير جريدة المؤيد التى كان يصدرها الشيخ على يوسف، وسرعان ما اصطدم بسياسة الجريدة، التى كانت تؤيد الخديوى عباس حلمى، - عاد إلى الاشتغال بالصحافة فى جريدة الأهالى سنة 1917 وكانت تصدر بالإسكندرية، ثم تركها وعمل بجريدة الأهرام سنة 1919 واشتغل بالحركة الوطنية التى اشتغلت بعد ثورة 1919، وصار من كتابها وأصبح الكاتب الأول لحزب الوفد، المدافع عنه أمام خصومه من الأحزاب الأخرى.
ودخل فى معارك حامية مع منتقدى سعد زغلول زعيم الأمة حول سياسة المفاوضات مع الإنجليز بعد الثورة، انتقل للعمل مع عبد القادر حمزة سنة 1923 فى جريدة البلاغ، وارتبط اسمه بتلك الجريدة، وملحقها الأدبى الأسبوعى لسنوات طويلة.
انتخب عضوا بمجلس النواب، وكلفه دفاعه عن الدستور والتصدى لرغبة الملك فؤاد فى تعديله تسعة أشهر من السجن سنة 1930، حيث اتهم بالعيب فى الذات الملكية، ظل العقاد منتميًا لحزب الوفد حتى اصطدم بسياسته تحت زعامة مصطفى النحاس باشا في سنة 1935 فانسحب من العمل السياسي، وبدأ نشاطُه الصحفي يقل بالتدريج وينتقل إلى مجال التأليف، وإن كانت مساهماته بالمقالات لم تنقطع إلى الصحف، فشارك في تحرير صحف روزاليوسف، والهلال، وأخبار اليوم، ومجلة الأزهر.
اشتهر عن العقاد خوضه للمعارك الفكرية والأدبية مع ألمع شعراء القرن العشرين، وأدبائه، كطه حسين، وأحمد شوقى، وزكى مبارك، ومصطفى جواد، وبنت الشاطئ، ومصطفى صادق الرافعى، وعبد الرحمن شكرى، وغيرهم.
توفى العقاد فى عام 1964 عن عمر ناهز 74 عاماً بالقاهرة ؛ ودفن فى مسقط رأسه بأسوان، حيث أقيم تمثال مهيب له، منح جائزة الدولة التقديرية سنة 1960، ترجمت عدة مؤلفات للعقاد إلى لغات أخرى عديدة، خاصّة كتابه (الله)، بالإضافة إلى العبقريات.
ومن مؤلفاته: سلسلة من المؤلفات عرفت بالعبقريات، تناول فيها تحليلاً لحياة ومواقف عدد من أعلام الأمة الإسلامية، ولعل أبرز هذه المؤلفات: عبقرية محمد –صلى الله عليه وسلم-، وعبقرية الإمام على، وعبقرية الصديق، وعبقرية عمر، وعبقرية خالد، كذلك عبقرية المسيح وغيرها.
ومن المؤلفات الأخرى التى وضعها العقاد: الله، وعمرو بن العاص، وهذه الشجرة، ومعاوية فى الميزان، وديوان العقاد، ورجعة أبى العلاء، وهتلر فى الميزان، والصديقة بنت الصديق، والديمقراطية فى الإسلام، أبليس.