يوم عاصف جديد فى قضية عزل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بدأ، عندما استمع مجلس النواب الأمريكى أمس، الأربعاء، لشهادة جوردون سوندلاند، السفير الأمريكى لدى الاتحاد الأوروبى والذى أخبر اللجنة المعنية بمساءلة ترامب أن جهوده للضغط على أوكرانيا للتحقيق بشأن جو بايدن، نائب الرئيس السابق وخصم ترامب، كانت بأمر من الرئيس نفسه، وأن كبار المسئولين علموا بها.
وجاء فى نص شهادة سوندلاند إن عمل مع مسئولين آخرين مع رودى جوليانى، المحامى الشخص لترامب، حول مسألة أوكرانيا بتوجيه من رئيس الولايات المتحدة، وأنهم لم يرغبوا فى العمل مع جوليانى، وفهموا أنهم لو رفضوا العمل مع جوليانى، سيهدرون فرصة مهمة للغاية لتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، مضيفا أن إن طلبات جوليانى كانت مقايضة".
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنه قبل حتى أن يكمل سوندلاند شهادته، رأى البعض أن المشهد بدا مثل لحظة تداخل "جون دين" فى دراما عزل ترامب.
وجون دين، هو مستشار البيت الأبيض فى إدارة نيكسون الذى اعترف بجنحة واحدة فى فضيحة ووتر جيت مقابل أن يصبح شاهدا رئيسيا للإدعاء، وكانت ينتمى إلى حزب الرئيس نيكسون الجمهورى.
فلأول مرة، حصل معارضو ترامب على اللحظات التى كانوا يسعون إليها عندما قال سوندلاند أنه اتبع أوامر الرئيس، وأن الرئيس هو من وجههم.
وكان سوندلاند أحد أكبر المانحين الكبار لحملة ترامب، وقدم مليون دولار، ثم أصبح سفيرا لواشنطن لدى الاتحاد الأوروبى..وعلق جون دين نفسه على ما فعله سوندلاند عندما قال فى مقابلة معه بعد الجلسة إن الأخير قرر أن يضع الحقيقة فوق الحزب والرئيس لأن الرئيس لا يمكن إرضائه بذلك.
وقد أدت هذه الشهادة إلى إشعال حماس الديمقراطيين الذين اعتبروها دليلا قاطعا ،وبدا أنها فاجأت الجمهوريين الذين عانوا لتقويض شهادته.
من جانبها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن شهادة سوندلاند التى ربما تكون تاريخية، لكنها موضع جدل ساخن، هى الأكثر ضررا حتى الآن لترامب فى تحقيقات العزل.، حيث قال بشكل أكثر من قوة من ذى قبل أن إدارة ترامب لم تكن لتمنح رئيس أوكرانيا الجديد فلودمير زيلينسكى فرصة لزيارة البيت الأبيض ما لم يوافق الأخير على التحقيقات التى يمكن أن تساعد الرئيس سياسيا.
وكان سوندلاند الشاهد الذى طال انتظاره فى تحقيقات الديمقراطيين، فهو من الموالين القدامى للحزب الجمهورى، بينما أدت شهادته إلى غموض بشأن الطرف السياسى الذى سيستفيد مما قاله.
وسبق أن أدلى سوندلاند بشهادته الشهر الماضى، وقال فى الشهادتين إن الرئيس لم يرغب فى أى مقايضة من أى نوع.
أما شبكة "سى إن إن" فقالت إن سوندلاند فى شهادته أمام مجلس النواب أنقذ نفسه، لكنه أضر برئاسة ترامب.
وقال إن شهادة سوندلاند قد غيرت اللعبة، فقد أصبح من المستحيل أن يزعم الجمهوريين الآن أنه لم يكن هناك مقايضة، والسؤال الآن ليس ما إذا كان هناك مقايضة، لأن وجودها قد أصبح واضحا، لكن السؤال هو ما إذا كان الكونجرس، وتحديدا الجمهوريين يعتقدون أنها جريمة تستحق العزل.