ما زالت بقايا أطلال واحات الوادى الجديد المتمثلة فى القرى القديمة تعكس ملامح الحياة فى تلك الواحات منذ عدة قرون والتى كانت تعتمد على ثقافة الاحتماء والتحصين خلف الأسوار والصحون لمنع الإعداء من الهجوم عليهم وهى الأسوار التى جرى بنائها من الطوب اللبن حول كل واحة على حدة بارتفاعات كبيرة وأبواب محصنة وإبراج مراقبة وصد الهجوم.
كما انعكست ثقافة الاحتماء لدى أهالى الواحات القديمة من خلال النظام العمرانى للقرى والتى اشتملت علي دروب ضيقة وحواري وسقائف منخفضة ومتشعبة يتوه فى أغوارها كل غازى يمكنه المرور عبر الأسوار أو البوابات فلا يمكنه الدخول راكبا مطلقا ويجب عليه الترجل على قدميه فيتوه فى تاك الدروب والحوارى ويستقبله سكان القرية بالأسلحة فيقضوا عليه.
وأغلب مساكن الواحات القديمة كانت تبني على هضبة مرتفعة تسمى الجارة وتحاط بتلك الأسوار العالية وكانت لها أبواب للحفاظ عليها من غارات الاعداء وأشهرهم السنوسيين وغيرهم من الغزاه الذين كانوا يهاجمون القرى ويصطدمون بالأسوار العالية ويحاصرونها فيلجأ سكان القرى للاحتماء خلف الاسوار ويستخدمون الحيل الدفاعية فى صد الهجوم عنهم.
ورصدت عدسة اليوم السابع ملامح من حالك وحكايات تلك الأسوار ومنها سور أسمنت الحصين والذى لم يتبق منه سوى أطلال تتحد مع القرية القديمة التي هجرها الأهالى وقام قلة منهم باعمال إحلال وتجديد لبعض المنازل القديمة خلف السور وأصبح يمثل خطورة على السكان المتاخمين له بسب تهالك جدرانه فى عدة نقاط.
ويبلغ ارتفاع السور فى الأجزاء الظاهرة عن مستوى الأرض الحالى حوالى 8 أمتار، فيما يبلغ ارتفاعه الأصلى أكثر من 11 مترا، وتتخلله فتحات من الأعلى خلفها غرف للمراقبة ام يتبق منها شيئا كما تم إزالة الأبواب الخاصة بالسور بعد تهالك كل المنازل القديمة بقرية أسمنت القديمة، وتحولها إلى خرابات.
ويقول الحاج حسين مصطفى احد أهالى قرية أسمنت ويعيش بالقرب من السور الحصين أنه عايش هذا السور على حاله منذ طفولته وكان يسمع من اجداده حكايات غريبة عن هذا السور والذى كان يمثل رمز القوة والصمود لأهالي القرية نظرا لارتفاعه الشاهق وقوته على الرغم من تكوينه من الطوب اللبن وكانت له بوابتين عليهما متاريس لا يقوى على تحركيها أقل من ٦ رجال أقوياء لغلق السور بعد صلاة المغرب.
ويقول الباحث فى التراث الواحاتى على محمود فى تصريح خاص لليوم السابع أن هناك معلومات مغلوطة عن سور أسمنت انه تم بنائه بالتزامن مع الغزو السنوسي القادم من ليبيا وهو كلام غير صحيح، حيث أن تاربخ السور يرجع لأكثر من ٤٠٠ سنة مع بدابة دخول الفتح الإسلامى بواحات الداخلة وكان من اهم العلامات البارز ة فى تاريخ الداخلة، حيث ارتبط بالقوة والبأس وكانت تحكمه ضوابط ترتبط بموعد فتح وغلب أبوابه وكانت تلك المواعيد تسرى على الجميع بمن فيهم حاكم الواحة والذى اضطر ذات يوم للمبيت خارج القرية بعد تأخره عن موعد غلق أبواب السور.
ويؤكد الشيخ محمود أحد أعمدة الطرق الصوفية بالقرية في تصريح لـ"اليوم السابع" أن هذا السور كان يمثل نقطة ارتكاز للدفاع وصد الهجوم القادم من خارج القرية من خلال أبراج مراقبة وغرف استطلاع مبنية فوق السور كالسقائف يتحصن فيها الرماة الماهرين وفور ملاحظة أية ملامح للخطورة على القرية يقوم الحراس بتنبيه الأهالى التحرك .
وطالب أهالى القرية الجهات المختصة ومنطقة الآثار الإسلامية بضرورة التدخل العاجل للحفاظ على بقايا السور من الانهيار، وخاصة أن عدد كبير من المنازل يقع في نطاق السور وسبق وأن تقدموا بمذكرات لمجلس المدينة، والآثار من أجل اتخاذ ما يلزم نحو الحفاظ على إطلال السور ودرء خطره عنهم.
احد-جوانب-السور
ارتفاع-السور-يزيد-عن-١٠-أمتار
اطلال-السور-مهددة-بالانهيار
اطلال-القرية-القديمة-خلف-السور
اطلال-وبقايا-طاحونة-جانب-السور
الحاج-حسين-يتحدث-عن-السور
السقائف-القديمة-خلف-السور
السور-مبني-بالطوب-اللبن
الشيخ-محمود-يتحدث-عن-غرف-المراقبة-فوق-السور
أهالي-قريةاسمنت-بجوار-السور
جانب-من-سور-أسمنت
سور-أسمنت-الحصين-بالداخله
سور-اسمنت-الحصين-عمره-٤٠٠-عام
علي-محمود-باحث-تاريخي-يتحدث-عن-السور
مساكن-أسمنت-القديمة