غيرت تماما مجرى حياتها بعدما صنعت لنفسها مجدا جديدا فى قصص الكفاح والمثابرة على مدار سنوات طويلة كفيلة بأن تجعلها فخرا للسيدات والفتيات فقد بدأت حياتها من الصفر وصعدت شيئا فشيئا بالجد والعرق والكفاح ولم تنظر الى أنها فتاة تعمل بالفأس فى الأرض الزراعية بل نظرت الى مستقبلها وطموحها وظلت صابرين تعمل عاملة فى الأرض متحملة المشقة والتعب وحرارة الشمس الحارقة رغم أنها فتاة للوصول إلى حلمها الذى راودتها وهو التعليم والإنفاق على نفسها فكل الظروف حولها كانت صعبة بمعنى الكلمة فرضخت فى البداية الى الأمر الواقع وعندما تأكدت من أنها تواجه صعوبات الحياة بمفردها أصرت على النجاح والتحقت بفصول محو الأمية فى بلدتها فزارة الشرقية بمركز جهينة بمحافظة سوهاج .
بدأت الفتاة صابرين أحمد محمد 29 سنة حياتها بشكل مختلف بعدما اتجهت الى النور والابتعاد عن ظلام الجهل وظلت تعمل فى الأرض الزراعية لكى تنفق على نفسها وفى ذات الوقت التحقت بفصول محو الأمية برئاسة محمد الدالى مدير عام فرع محو الأمية بسوهاج وعندما اشتدت عليها صعوبات الحياة عملت أيضا بائعة ملابس فى الأسواق بجانب عملها فى الأرض فقد ظلمتها العادات والتقاليد فى القرى بعدم تعليم الفتيات وكذلك الظروف المادية الصعبة الى أن انتفضت الفتاة بعدما عانت كثيرا واستطاعت بالإصرار والإرادة القوية أن تحقق حلمها وأصبحت الآن فى كلية التربية بجامعة المنيا.
"اليوم السابع" التقى بالفتاة صابرين داخل فرع محو الأمية بمحافظة سوهاج لتروى رحلتها من العمل فى الأرض الزراعية والوصول الى كلية التربية فقالت فى البداية إنها عانت أشد المعاناة بعدما ظلمتها العادات والتقاليد ولكنها أصرت أن تخرج من حياة الجهل رغم أنها بدأت وهى فى سن صغيرة العمل فى الأرض الزراعية وتحملت المعاناة للحصول على القليل من النقود فكانت تعمل 12 ساعة يوميا وفى احد الأيام ذهبت الى المدرسة واستمعت الى الدروس بنفسها فقررت وقتها الالتحاق بفصول محو الأمية وعمرها 12 عاما ثم التحقت بعدها بالمرحلة الإعدادية بمدرسة الإعدادية بنات بجهينة وكانت فترة عصيبة جدا عليها فكانت تحصل على الكتب من الجمعيات الخيرية وتذاكر دروسها رغم ذلك بجانب عملها.
وتواصل صابرين حديثها قائلة إنها كانت تعمل 12 ساعة يوميا، وكانت حريصة على استكمال مسيرتها الصعبة فى ظل الظروف القهرية التى كانت تعيشها واضطرت الى العمل الاضافى بائعة ملابس فى الأسواق لتوفير القليل من المال الى أن انتهت من المرحلة الإعدادية مضيفة: التحقت بالثانوى ووقتها عملت فى محل كوافير للإنفاق على نفسها ومرت بظروف صعبة للغاية جعلتها تواصل إصرارها على عدم اليأس أو التوقف عن الدراسة وبالفعل حصلت على مجموع 75 % فى الثانوية والتحقت بكلية التربية قسم رياض أطفال جامعة المنيا الفرقة الأولى وهى الآن تدرس فى الجامعة.
وتواصل صابرين كلامها أنها فخورة بما حققته رغم المشقة والمعاناة والتعب الى واجهته فى حياتها وأنها قامت مؤخرا بمحو أمية 10 أشخاص فى بلدها .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة