ولد السير توماس غريشام عام 1519 في لندن لأسرة نورفولك العريقة، وهو أحد أولاد السير ريتشارد جريشام، وبعثه والده للدراسة في جامعة كامبريدج، وعمل بعد ذلك في عدة أعمال والتجارة في السوق، وتزوج في عام 1544 من أرملة وليام ريد.
ويحسب للسير توماس وضع العملة الإنجليزية على أسس وقواعد صحيحة، حيث صاغ قانونه في عبارة مشهورة "النقود الرخيصة تطرد النقود الغالية من التداول"، وعمل مستشاراً اقتصادياً لدى ملك بريطانيا إدوارد السادس، وأيضا مستشاراً لدى أخته الملكة إليزابيث الأولى ملكة بريطانيا.
وكان توماس عالماً وتاجراً واقتصاديًا، وشغل منصب وزير مالية مملكة انجلترا في القرن السادس عشر، وهو صاحب قانون غريشام، وكان هذا القانون له دوره في النظم النقدية عرف باسم قـائله السير توماس غريشام مستشار ملكة إنكلترا، ويتلخص هذا القانون في العبارة الشهيرة "النقود الرديئة تطرد النقود الجيدة من السوق"، وذلك لأنه في البلاد التي يجري فيها تداول نوعين من النقود القانونية أحدهما رديء والآخر جيد فإن الرديء يطرد الجيد من التداول بين الناس، وقد لاحظ جريشام هذه الظاهرة في بلاده إنكلترا، حيث كلما ضربت نقود جديدة لتحل محل نقود قديمة، فإن النقود الجديدة لا تلبث أن تختفي من التداول، ويعود السبب في ذلك إنه طالما كانت للنوعين من النقود نفس القوة الشرائية تجعل الشخص مخيرا في أن يؤدي ما عليه من ديون أو تسديدات نقدية بالعملة الرديئة أو الجديدة فإنه يعمل على تسديدها بالعملة الرديئة تاركا العملة الجديدة عنده بعيدا عن التداول في السوق، ولا يستعمل في مدفوعاته سوى العملة الرديئة، ولنفس السبب يكون الدائن ملزما بقبولها، ولو رفض الدائنون ذلك وطلبوا العملة الجديدة لعمل القانون بشكل عكسي، بحيث تصبح العملة الجديدة هي التي تطرد العملة الرديئة.
وتستخدم النقود الجيدة عادة لأغراض عدة منها، تسوية الديون الخارجية، والاكتناز والادخار والأغراض الصناعية، والتحويل إلى سبائك.