- اختيار المشاركين يتم آلياً بدون تدخل بشرى
- يستضيف النماذج الملهمة والمؤثرة فى العالم.. والدولة لا تنفق عليه مليماً وعائده السياحى والثقافى كبير ويرد على كل الادعاءات
- توصيات المنتدى تحولت إلى قرارات وتم تفعيلها بحضور الوزراء والمسؤولين
باتت مؤتمرات الشباب الوطنية ومنتدى شباب العالم، تمثل منصة تفاعلية رفيعة المستوى للتواصل المباشر بين قيادة الدولة، وجميع أطياف الشعب المصرى، خاصة فئة الشباب الذى يمثل أكثر من نصف سكان مصر، حيث بلورت قواعد جديدة لآلية الحوار مع الشباب فيما يخص جميع القضايا سواء الاقتصادية، أوالسياسية، أو الاجتماعية، أوالتنموية، وغيرها، وتحولت العديد من أفكار ومبادرات الشباب من خلال تلك المؤتمرات إلى توصيات تُرجمت بالفعل لأنشطة وممارسات واقعية بتكليفات وتوجيهات رئاسية.
هذه المؤتمرات تخطى صداها المستوى المحلى، للتطور إلى تنظيم نسخة عالمية تستضيفها مصر سنويا تحت اسم «منتدى شباب العالم» الذى حظى بإشادة مجلس حقوق الإنسان الدولى من خلال قراره الصادر فى «جنيف» فى شهر يوليو الماضى بعنوان «الشباب وحقوق الإنسان» الذى تضمن الإشادة بالجهود المصرية فى تنظيم ذلك المحفل الدولى، وإسهاماته القيمة فى هذا المجال.
وكان المنتدى فى نسختيه الأولى 2017 والثانية 2018 قد شكل محفلاً ثرياً يعبر عن آراء الشباب وأفكارهم وخرجت نقاشاتهم فيه بتوصيات ومبادرات ذات تأثير قوى ومهم.
ومع بدء العد التنازلى على انطلاق منتدى شباب العالم من كل عام، تكثر الأسئلة وتنطلق الشائعات المرتبطة بالحدث الأكبر فى تاريخ مؤتمرات الشباب، ليس فى المنطقة وحسب، بل على مستوى العالم؛ ذلك أن هذا المنتدى وُلد كبيراً ويحقق المستهدف منه كل عام، ويجذب الآلاف من مختلف دول العالم.
ومع انطلاق النسخة الثالثة من المنتدى فى الرابع عشر من ديسمبر المقبل، تتوالى الأسئلة والشائعات التى تستهدف التقليل من الحدثا لكبير، ومحاولة تشويهه، مثل كل الإنجازات التى تحققها مصر خلال الست سنوات الماضية فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية.
وفى ظنى، أن الأحداث التى لا تلاحقها الشائعات ويحاول «أعداء الخير» والمتربصين بإنجازات الدولة المصرية النيل منها، هى فى الحقيقة فعاليات غير مؤثرة، ولا تتحرك إلى الأمام، وليس لها صدى إيجابياً؛ لكن هناك فرق كبير بين النقد البناء الذى يفيد ولا يهدم، وبين الشائعات والأكاذيب التى تريد تشكيك الناس فى إنجازاتهم وتقدمهم؛ ومن هنا كانت محاولات التقليل من حجم وتأثير منتدى شباب العالم الذى يواصل النجاح والإبهار وفقاً للأرقام.
ويوم السبت، الماضى، أعلنت إدارة المنتدى غلق باب التسجيل للحضور والمشاركة فى فعاليات منتدى شباب العالم، المقرر إقامته خلال الفترة من 14 إلى 17 ديسمبر 2019 بمدينة شرم الشيخ، على أن يستمر فتح باب التسجيل على الموقع للمنتدى لمن يرغب فى المشاركة فى الفعاليات الأخرى القادمة، التى ينظمها المنتدى على مدار العام، هذا بعد أن مدت إدارة المنتدى فترة التسجيل لخمسة أيام إضافية، نظراً للإقبال الشديد على المشاركة فى المنتدى هذا العام، وذلك عبر الموقع الإلكترونى.
وشهدت مرحلة التسجيل للنسخة الثالثة، من المنتدى ازدياداً كبيراً فى أعداد من سجلوا لحضور المنتدى هذا العام، مقارنة بالعام الماضى، حيث وصل عدد المشاركين فى عملية التسجيل هذا العام إلى 300 ألف شاب وفتاة من 196 دولة، حول العالم مقارنة بالعام الماضى الذى شهد تسجيل 122 ألف شباب وفتاة من 194 دولة.
ولم يعد منتدى شباب العالم مجرد حدث سنوى فى فترة زمنية محددة، وإنما تجاوز ذلك إلى أنه أصبح مؤسسة مستمرة ومتجددة قائمة بذاتها، تشارك فى الأحداث والفعاليات حول العالم، ويتم دعوة المسؤولين عنه لحضور الفعاليات والأنشطة المرتبطة بالأمم المتحدة والمؤسسات الدولية المعتمدة.
وقد أبلى شباب المنتدى بلاء حسناً ورفعوا اسم وعلم مصر عالياً فى المحافل الدولية التى مثلوا وطنهم فيها، حتى أن هناك دولاً أرادت نقل هذه التجربة الرائدة إلى أراضيها، لكن حتى ولو حاولت هذه الدول استنساخ نموذج منتدى شباب العالم، فإن الفكرة والتنفيذ والابتكار والريادة تظل حصرية ومسجلة باسم «أم الدنيا.
وبرعاية شركات عالمية، انطلقت جولات تسويقية لمنتدى شباب العالم، فى جميع أنحاء العالم، لنشر رسالة التمكين والتحفيز والأمل، حيث تجرى الاستعدادات على قدم وساق، لانطلاق النسخة الثالثة لمنتدى شباب العالم فى الفترة من 14 إلى 17 ديسمبر 2019 بمدينة شرم الشيخ تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى؛ حيث شكلت إدارة المنتدى عدة لجان شبابية لتنظيم هذا الحدث رفيع المستوى الذى يجذب الشباب والزعماء والقادة والشخصيات المؤثرة من مختلف أنحاء العالم.
ويشهد منتدى هذا العام مناقشات ثرية حول الشباب والإبداع والتنمية، كما يركز على عدد من القضايا الجديدة و الملحة على الأجندة الدولية كالأمن الغذائى وتغير المناخ والذكاء الاصطناعى.
ويأتى اهتمام المنتدى بالأمن الغذائى لمناقشة فرص العمل الدولى المشترك من أجل القضاء على نقص الغذاء، إلى جانب الوقاية من كافة أشكال سوء التغذية، وذلك فى إطار ما اشتملت عليه أهداف الامم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 .
وفى إطار ليس ببعيد عن الأمن الغذائى يوجد محور خاص بالبعد البيئى فى جلسات المنتدى، حيث أدرك العالم فى السنوات الأخيرة أهمية التعامل العاجل مع قضية المناخ، نظرا لما هو ممكن أن تحدثه من تداعيات اقتصادية واجتماعية، لاسيما فى ظل الظواهر المناخية الخطيرة، كالاحتباس الحرارى وأثره على مستقبل الحياة على الكرة الأرضية.
وفى ظل عالم تحكمه التكنولوجيا الحديثة والمتطورة، فإن منتدى شباب العالم 2019 يخصص موضوعات نقاشية متكاملة تتعلق بكل من الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعى، إلى جانب تطبيقات الـ Block chain، حيث يتم تناول هذه المحاور النقاشية، وكافة المفاهيم والتقنيات المرتبطة بها فى إطار تفاعلى، ومن منظور شبابى ومعاصر.
ولا تخلو أجندة المنتدى من بعض القضايا الحاضرة على لائحة اهتمامات المجتمع العالمى، خاصة المرأة ودورها فى المجتمع فى عصر التكنولوجيا الرقمية، وتحديات الإبداع والفن والسينما فى عصر الثورة الصناعية الرابعة.
وبالعودة، إلى الشائعات المتكررة والمرتبطة بالمنتدى كل عام، فإن الرد على شائعة وجود تكلفة ضخمة من ميزانية الدولة لمنتدى الشباب، فى حين أن هناك أولويات أهم منه مثل البحث العلمى والطعام؛ فإن الدولة لا تتحمل تكلفة تنظيم منتدى شباب العالم، بالإضافة إلى أن المنتدى يقدم لمصر مكاسب عديدة على مستويات متنوعة سواء الأمنية والسياسية والسياحية والاقتصادية، حيث يقدم المنتدى للعالم صورة محترمة عن مصر وقدرتها على تنظيم فعالية عالمية يحضرها آلاف الشباب، بالإضافة إلى أن المنتدى يظهر مصر فى صورة سياحية جديدة تدعم العائد السياحى السنوى، وخصوصًا أن المنتدى يُقام فى إحدى أهم المدن السياحية المصرية مدينة شرم الشيخ.
ولا تتحمل الدولة تكلفة التنظيم، فهناك جهات مختلفة ترعاه مثل البنوك الوطنية وشركات الاتصالات والجامعات الخاصة وشركات تطوير عقارى ومجموعة من رجال الأعمال وغيرهم.
ونجحت مصر فى تنظيم منتدى شباب العالم العامين الماضيين وحققت نجاحا باهراً، حيث ساهم تنظيم المنتدى فى ازدياد نسبة السياحة، وأصبح حدثاً عالميا فريداً من نوعه، والدليل على ذلك قيام دولة إسبانيا بتنظيم منتدى شباب العالم أكتوبر 2018 على غرار المنتدى المصرى نوفمبر 2017، كما أن الحكومة المصرية لم تتحمل أية نفقات خاصة بالمنتدى، بل يتحملها الرعاة الرسميون المسؤولون عن تغطية نفقات المنتدى، إيمانا منهم أنه حدث عظيم يساهم فى التنمية والسلام، ويدعم الاقتصاد، حيث يتم توقيع عدد من الاتفاقيات والشراكات الاقتصادية داخل المنتدى.
ولا نعتقد أن رئيساً بأداء الرئيس السيسى، يمكن أن يسمح لخزينة الدولة أن تتحمل مليماً للإنفاق على هذا المنتدى، فى حين أن الرئيس نفسه يعرف ما تحتاجه الدولة ويبحث عن موارد إضافية للإنفاق على الصحة والتعليم والمشروعات القومية الكبرى التى حولت مصر- بعد ثوريتين - إلى دولة كبيرة تجذب المستثمرين والشركات العملاقة.
وتعى القيادة السياسية - تماماً - كل مطالب الشعب المصرى واحتياجاته وتقف جنبا إلى جنب مع متطلبات الشعب وتسعى جاهدة لتحقيقها دون تأخر أو تحيز لفئة عن أخرى أو إهدار لثروات هذا الشعب.
وحاول المتربصون الترويج، لعدم وجود شفافية فى اختيار المشاركين من المصريين، إضافة إلى الترويج بأن الشباب المشارك بالمنتدى لا يعيشون الواقع، ولكنهم يعيشون بالعالم الوردى الخاص بهم؛ وحقيقة الأمر أن إدارة المنتدى تحرص على التنوع بين الشباب فى المجالات المختلفة والثقافات المختلفة فنجد الفن- الاقتصاد - والسياسة – والتربية فى صورة تكاملية، وبالنسبة لاختيار الشباب المصرى فتم مراعاة تمثيل جميع المحافظات المصرية والفئات الشبابية، كما تم الأخذ فى الاعتبار دعوة مجموعات شبابية لم تشارك فى المؤتمرات الوطنية للشباب السابقة، فى إطار حرص إدارة المنتدى على توزيع الفرص على جميع الشباب، وتحقيق أكبر عدد ممكن من المشاركة الجديدة لشباب مصر، وكانت معايير الاختيار هى التنوع الجغرافى والسن والدرجة العلمية، كما تم اختيار الأشخاص المشاركين آليا دون أى تدخل بشرى من الأفراد القائمين على إدارة المنتدى، وكان التدخل يتم فى حالة واحدة فقط وهى المراجعة الأمنية كإجراءات احترازية لتأمين المنتدى من تسلل أى عناصر إرهابية.
وككل عام، منذ انطلاق النسختين الماضيتين للمنتدى، انتشرت شائعة أخرى، مفادها أن مصر لا تهتم إلا بشباب العالم ولا تلتفت لشبابها، وهذا أمر غير صحيح، حيث تهتم مصر بشبابها بدليل انعقاد عشرات المؤتمرات الشبابية الحوارية مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، وعدد من الوزراء والمسؤولين، وخرجت جميعها بتوصيات مهمة، تم تنفيذ معظمها.
وشهد المنتدى فى نسختيه الماضيتين، حضور عدد من الشباب المحسوب على المعارضة، وبعضهم كان يعيش أجواء المنتدى ويلتقى المسؤولين ويتناقش ويعبر عن رأيه بكل حرية دون أى مضايقات؛ ومنهم من كان يأخذ موقفاً معارضاً شرساً ضد الدولة المصرية، لكن رأيه تغير فترجمه إلى بوستات على مواقع التواصل الاجتماعى، ورغم الابتزاز السياسى على السوشيال ميديا للشباب المشارك فى المنتدى الذى لمس تغيراً جذرياً بعد معايشة الواقع بعيداً عن الأجواء الكاذبة والمحبطة لعالم السوشيال ميديا، إلا أن كثيراً من هؤلاء الشباب ظل قابضاً على رأيه محتكما لضميره، لا يلتفت لضربات النشطاء وصراخ المبتزين والمتلونين.