الأقصر توظف مشروع "الهوية البصرية" لتجديد وتطوير الميادين والشوارع.. صور

أيادي التطوير والتجميل تمتد مختلف أرجاء مدينة الأقصر، لتكون مختلفة عن الأعوام السابقة أمام السائحين من مختلف أنحاء العالم، وذلك عبر خطط تطوير ميادين وشوارع محافظة الأقصر، بالمزج بين التراث المعاصر والحضارة الفرعونية القديمة وتمائمها التاريخية التي يعشقها جميع السائحون من حول العالم، وهي الخطة التي إنطلقت فيها محافظة الأقصر خلال الفترة الماضية في تجميل كورنيش النيل بتوجيهات الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وبأيادي رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ورجال مجلس مدينة الأقصر، كما تم البدء في تطوير أهم ميادين بالأقصر بالتعاون مع رجال جامعة الأقصر ممثلة في أساتذة ونجوم الفن بكلية الفنون الجميلة، للمساهمة في إضفاء بريق وسحر خاص للأقصر مع إقتراب بدء الموسم السياحي الشتوي.

الخطوات الجديدة لتحقيق الهوية البصرية وتجميل مدينة الأقصر أمام السائحين مع قرب دخول الموسم السياحي الشتوي، هي تجميل ميدان وساحة أبوالحجاج الأقصري الذي يرتاده السائحون من مختلف دول العالم خلال التوافد صباحاً ومساءً علي معبد الأقصر والميادين الكبري للإستمتاع بدفئ الشتاء بالمدينة، بجانب العمل في تطوير المراسي الخاصة بالمراكب النيلة والفنادق العائمة لتصبح جاهزة بشكل يليق بالأقصر أمام الأفواج السياحية، وحل أزمات الأعوام الماضية من تعرض المواطنين والسائحين للضرر من المراسي المتهالكة القديمة.

تطوير المراسي النيلية وإنشاء 4 أرصفة جديدة للمراكب واللنشات لحماية السائحين
 

وفي هذا الصدد يقول المهندس أسعد مصطفى مدير عام مديرية الطرق والنقل والمشرف العام على المشروعات بمحافظة الأقصر، أنه يتم حالياً العمل علي قدم وساق إنجاز وإنهاء أعمال التطوير الشامل لمراسي المراكب الشراعية واللنشات السياحية، والتى كانت تمثل عقبة كبيرة فى صعود وهبوط السائحين من أعلى كورنيش النيل حتى الوصول إلى اللانشات والمراكب الشراعية، موضحاً أنه تم الانتهاء من 4 أرصفة لرسو المراكب الشراعية بإمتداد كورنيش النيل، وذلك بالتنسيق مع هيئة التنمية السياحية بوزارة السياحة.

ويضيف المهندس أسعد مصطفي لـ"اليوم السابع"، أن مشروع مراسي المراكب الشراعية بالأقصر عبارة عن إنشاء عدد 4 أرصفة لتراكى المراكب الشراعية ولنشات النزهة، والمرسي مكون من عدد 5 بنتونات، وبنتون رئيسي مرتبطين بمجموعة بنوز ومشاية، وترتبط بالبر بمشاية ثابتة وسلم به درج متحرك ليتناسب مع تغير مناسيب المياه، والرصيف مثبت عن طريق 3 أعمدة منهم 2 عمود بالخلف وواحد بالأمام لمنع الحركة فى الاتجاه الأفقى، موضحاً أنه جاء ذلك تنفيذاً لتوجيهات المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، بضرورة الإهتمام بالقطاع السياحى وتوفير أفضل خدمة للمواطن الأقصرى وللسائحين الوافدين إلى الأقصر، وتزامناً مع أعمال التطوير التى تجرى على أرض المحافظة فى العديد من القطاعات وعلى رأسها القطاع السياحى، والتى تشمل تطوير كونيش النيل العلوى والسفلى وكذلك تطوير ساحة سيدى أبو الحجاج ومعبد الأقصر، وتطوير الميادين الرئيسية وأعمال رصف الطرق والمحاور الهامة بالمحافظة.

وأوضح مدير عام المشروعات بمحافظة الأقصر، أنه يتم تنظيم جولات يومية للإطمئنان علي التجهيزات النهائية وحملات التجميل بالميادين المختلفة، لخدمة الأفواج السياحية مع دخول الموسم السياحي الشتوي، بجانب التأكد من توافر الإشتراطات المرورية على الطرق الرئيسية والفرعية ومدى جاهزيتها لمرور السيارات والحافلات السياحية، وذلك فى ظل ما تشهده المحافظة من رواج سياحى منذ بدء الموسم السياحى الحالى، مشدداً علي أنه يجري إستكمال خطة رصف الطرق والشوارع فى مختلف قرى ونجوع وأحياء المحافظة، وتم أيضاً إنهاء التجميل والرصف في طريق المسار السياحى بداية من مدينة الأقصر ومرورا بمدينة البياضية وصولا إلى مدينة القرنة وهو الطريق الذى يشهد يومياً مرور العديد من الحافلات السياحية وسيارات النقل والأجرة والسيارات الخاصة، وتم التأكيد علي ضرورة المتابعة اليومية لحالة الطريق باعتباره طريق حيوى، وكذلك الاهتمام به وتكثيف أعمال النظافة والتجميل وطلاء الأرصفة الخارجية ودهانها مع تزيين مداخل ومخارج المدن والقرى بشكل يتميز بالطابع العصرى للمحافظة السياحية ويتسق مع هويتها.

العمل في تجديدات ساحة أبوالحجاج والممشي السفلي للكورنيش مقر تجمع الأفواج السياحية والمواطنين
 

وفي نفس السياق يقوم رجال مجلس مدينة الأقصر بأعمال تطوير ساحة أبوالحجاج الأقصري وكذلك الممشي السفلي لكورنيش النيل لخدمة الأفواج السياحية التي تتوافد علي مدار الساعة للإستمتاع بسحر النيل والميادين المميزة بالأقصر، حيث يقول العميد أيمن الشريف رئيس مدينة الأقصر لـ"اليوم السابع"، إنه تم بدء العمل منذ أسابيع في تطوير الممشى والمرسى أسفل كورنيش النيل يخدم تحركات وتنقلات السائحين من المراكب النيلية والفنادق العائمة، والتى تتوافد بكثافة فى الموسم السياحى الشتوى المقبل، موضحاً أنه تم البدء بأعمال إزالة الأرصفة والبلاط المتهالك، وكذلك إزالة البلدورات والمقاعد الأسمنتية المتهالكة، وذلك بعد الانتهاء من التنسيق مع كافة الجهات والمرافق قبل القيام بوضع البنية التحتية أسفل ممشى كورنيش النيل.

وأوضح رئيس مدينة الأقصر، أنه تم خلال العمل كشف مرافق البنية التحتية بأكملها والرفع المساحى للمشروع منذ بدء أعمال تطوير كورنيش النيل العلوي، وذلك من قبل الشبكات الأرضية، وجارى أعمال رفع كفاءة وتطوير الكورنيش بدءاً من الممشى السياحى وصولاً حتى متحف التحنيط، بطول حوالى 450 متر تقريباً، ويواصل حالياً عمال مجلس مدينة الأقصر، من العمل بكل جدية فى تطوير الممشى والمنطقة السفلية من كورنيش النيل، وذلك ضمن الخطة الرئيسية المقررة لـتطوير كورنيش النيل، والتى تم وضعها فى الإجتماع الذى عقد بمقر مجلس الوزراء، بحضور اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية، واستعرض خلاله محافظ الأقصر المستشار مصطفى ألهم، مشروع تطوير الكورنيش وتجديده والذى يتضمن الجزء العلوى والسفلى بما يتماشى مع مكانة محافظة الأقصر التاريخية والسياحية، حيث تجري الأعمال بإشراف رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وذلك بدءاً من أمام ديوان المحافظة من الكورنيش الجديد أمام بنك الإسكندرية وحتى متحف التحنيط بالكورنيش، وجاء ذلك بعد النجاح الكبير والإنتهاء من تطوير ممشى كورنيش النيل العلوى والذى أصبح حديث الساحة، نظرا لما يتمتع به بالمناظر الخلابة الطبيعية من أشجار ومساحات خضراء غاية فى الروعة والجمال.

وعن العمل في ساحة ميدان أبوالحجاج الأقصري، تم بدء العمل منذ شهرين في تطوير أرضيات ساحة سيدى أبو الحجاج، حيث يتم استبدال التالف من الأرضيات بأحجار البازلت الأسود وتركيب أنواع من الرخام تتحمل كثافة الحركة فى هذه المنطقة الحيوية، كما يتم تركيب أسوار من الحديد الكريتال بما يتلائم مع مشروع الهوية البصرية للأقصر، وأعلن العميد أيمن الشريف رئيس مدينة الأقصر، عن بدء العد التنازلي لأعمال تطوير الساحة.

وأكد العميد أيمن الشريف، أنه تم بدء العمل في تطوير ساحة ميدان أبو الحجاج الأقصري لخدمة الأفواج السياحية التي تتزايد مع دخول الشتاء منذ حوالي شهر مضي، حيث أنه نظراً لأهمية ساحة سيدي أبو الحجاج، تسعى محافظة الأقصر لتطوير واستغلال كافة المقومات التنموية لتحتل الأقصر مكانتها السياحية المناسبة، مضيفاً إلى أن المشروع الخاص بالتطوير إستمر أكثر من شهرين، تزامنا مع تطوير الجزء العلوي بكورنيش النيل وعملت الشركة المنفذة على تطوير وتجميل الساحة ، وذلك من خلال رفع الأثاث البلاطي وتغييره بآخر من مادة تشبه الرخام تتحمل حرارة الجو والحركة الزائدة، بالإضافة لوضع برجولات ومظلات وسور حديدي وأعمال دهانه باللون البيج الفاتح طبقا لمشروع الهوية البصرية، وتغيير المقاعد الرخامية وتبديلها بمقاعد أخرى أنيقة لتستقبل جمهور المواطنين خلال وقت راحتهم، مشيراً إلي أن التجميل شمل وضع كميات كبيرة من الورود التجميلية، بالإضافة لتحسين مرفق الطرق بشكل كامل.

وكانت قد إنطلقت محافظة الأقصر في أعمال تجميل كافة الميادين بعد النجاح الكبير في إنهاء تطوير كورنيش النيل العلوي ويجري تطور الكورنيش السفلي أمام المراكب حالياً، كما يجري التعاون مع جامعة الأقصر متمثلة في كلية الفنون الجميلة في تطوير ميدان مكتبة مصر العامة بالكرنك حيث قام بتصميم الميدان الدكتور أحمد جمال عيد رئيس قسم الجرافيك بكلية الفنون ومستشار رئيس الجامعة للأنشطة الثقافية وفقاً لرؤية واضحة وبرنامج زمني محدد، وتأتي فكرة التصميم بشكل بسيط بحيث يرمز إلى العلم والثقافة، يبدأ العمل من أسفل بقاعدة مربعة ذات لون أسود لضمان إستقرار الكتلة و المساعدة على إتزان العمل ثم يعلوه قاعدة لشكل هرمي غير مكتمل، حيث يعتبر الشكل الهرمي من أبسط الأشكال الهندسية التي حرّكت مُخيلة البشر منذ فجر الحضارة حتى الآن، كما تم تطوير ميدان كنتاكي بالعوامية بسحر مفتاح الحياة.

ويقول الدكتور أحمد جمال عيد رئيس قسم الجرافيك بكلية الفنون ومستشار رئيس الجامعة للأنشطة الثقافية، أنه تم توظيف الهوية البصرية الجديدة أو شعار المحافظة الجديد والذي جاء في تصميم معاصر بأربعة ألوان وهي الأحمر والبرتقالي والتركواز والأزرق، في الأربع أوجه بشكل بارز ومُضيء ليلاً، كما جاء تقاطع شكل مستطيلي في بناء رأسي يتلاقى مع نهاية القاعدة الهرمية الأفقية للتأكيد على العلّو والشموخ والوقار والقوة، حيث تتبع حركة العين دائماً تجاه الخط الرأسي في حركة صاعدة إلى أعلى وذلك بطبيعة إحساسنا بالجاذبية الأرضية والحركة الطبيعية للأشياء. حيث تتبع العين إلى أعلى نحو عنصر الكتاب المفتوح الذي يتربع التصميم من أعلى في وضع مستقر فارداً صفحاته نحو الأفق، كما حاول المصمم استخدام خطوط منحنية تأخذ منحنى خفيف لتكسر رتابة التصميم وتُهديء من صلابته الزائدة، حيث تدل الخطوط المنحنية في حال توظيفها مع الخطوط الحادة الرأسية على المرونة والإحتواء، مما يتماشى مع طبيعة الأقصر المختلفة والتي تحتضن ثقافات متعددة سواء قبطية أو إسلامية أو مصرية قديمة.