مع إعلان الملياردير الأمريكى، مايكل بلومبرج، انطلاق حملته الدعائية البالغة أكثر من 37 مليون دولار، تمهيدا لترشحه للانتخابات الرئاسة الأمريكية، أصبح من أهم الشخصيات التى تدخل السباق الانتخابى ، خاصة وأنه من أهم رجال الأعمال ليس فى أمريكا وحدها بل فى العالم، والأكثر قدرة على منافسة دونالد ترامب فى الانتخابات المقبلة.
بلومبورج (77 عاما) ، الذى خصص ما لا يقل عن 37 مليون دولار للإعلانات التلفزيونية على مدار الأسبوعين المقبلين ضمن حملته الانتخابية بشكل مبدئى، ثروته تزيد عن دونالد ترامب 17 مرة .
الإعلانات عبر 100 منصة
فبلومبرج كان مصرفياً في وول ستريت، وأسس إمبراطورية النشر المالي التي تحمل اسمه، وتبرع بملايين الدولارات من أجل العمل الخيري والطبي وغيره، بدأ مسيرته السياسية في الحزب الديمقراطي، ثم أصبح جمهورياً لاحقاً.
وسيبدأ الأسبوع المقبل بث الإعلانات على حوالي 100 منصة، وتبلغ مدة كل منها 60 ثانية، ويتجاوز ذلك مجموع ما أنفقه المتنافسون الديمقراطيون على الإعلانات التلفزيونية حتى الآن، باستثناء رجل الأعمال توم ستاير، الذي بث ما قيمته حوالي 63 مليون دولار من تلك الإعلانات.
هزيمة ترامب وإعادة بناء أمريكا
وقال مؤسس مجموعة بلومبرج الاقتصادية،على موقعه : "سأترشح للرئاسة لأهزم دونالد ترامب وأعيد بناء أمريكا" مضيفا، "لا يمكننا تحمل 4 سنوات أخرى من تصرفات ترامب الطائشة وغير الأخلاقية.
ووفقا لصحيفة "نيوزداي" الأمريكية، فالأثرياء يسعون للوصول إلى البيت الأبيض، بدءًا من ترامب إلى بلومبرج الذي كان فكر بالرئاسة قبل ترامب، كما أنه أكثر ثراءً منه، ويتمتع بخبرة حكومية بالإضافة إلى ذكائه وخبرته في عالم الأعمال، كما أنه أكثر أدبًا وتهذيبًا من ترامب.
الفجوة تتسع بين الأغنياء والأغنياء
وإذا كان هناك فجوة كبيرة بين الأغنياء والفقراء في الولايات المتحدة ، فإن هذه الفجوة تتسع أكثر وأكثر بين الأغنياء والأغنياء، ومن هنا كتب كل من ميشيلا تينديرا، ودان الكسندر، من مجموعة فوربس، عن مدى اتساع الفجوة فى السباق الرئاسى بين ترامب الذى تقدر ثروته بـ 3.1 مليار دولار، فى مواجهة مايكل بلومبرج، العمدة رقم 108 لمدينة نيويورك في عام 2001، الذي يملك ثروة تبلغ 53 مليار دولار.
بالتأكيد هذا الصراع الرئاسى جديد من نوعه بين شخصين يقيسا قدراتهما فى التأثير على الآخرين أو فى القرارات العليا بقدراتهما على الإنفاق، أو بقدرتهما فى تحقيق مكسب مادى ملموس، خاصة إذا كانت ثروتهما فعليا تنمو بمقدار كبير سنويا، وقدرتهما على امتلاكهما مفاتيح تنمية الثروة وتشغيل فى قطاعات هي الأكثر ربحية.
بلومبرج المصنف التاسع الأكثر ثراءً في العالم من قبل مجلة فوربس بثروة تقدر بنحو 55,5 مليار دولار، وفي المركز السادس في ترتيب أغنى رجال الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية، الذين صنعوا ثرواتهم بأنفسهم.
الوجه الجديد على المنافسة حصل لأول مرة على ترتيب 400 في قائمة فوربس لأغنى أغنياء أمريكا، بثروة بلغت "350 مليون دولار أو أكثر" في عام 1992، بعد أن بدأت محطات بلومبرج، مع بياناتها عن الأسهم العالمية والسندات وأكثر من ذلك، في نشر وول ستريت، في ذلك الوقت ، كان ترامب يناضل من أجل إنقاذ إمبراطورتيه بعد موجة شراء مدفوعة بالديون جعلته على وشك الانهيار.
وقت أن عاد دونالد ترامب إلى الخلف وأنضم لقائمة فوربس 400 ، في عام 1996، كانت ثروته تقدر بنحو 450 مليون دولار، وقتها كان بلومبرج لديه ترتيب جديد بقيمة مليار دولار تقريبًا، استنادًا إلى قيمة حصته في بياناته المالية.
وجاء معظم مكاسب ترامب في السنة الأولى ، من 1996 إلى 1997 ، عندما قفزت ثروته من 450 مليون دولار إلى 1.4 مليار دولار، كان نمو بلومبرج أكبر، وأكثر اتساقًا، حيث تضاعف بمعدل 18.8% سنويًا.
تشرح هذه العائدات الضخمة ، وهي نتيجة لأعمال مزدهرة ، كيف أصبح بلومبرج أكثر ثراءً من ترامب ، الذي تحول ، في الغالب من غزوات رفيعة المستوى إلى التلفزيون ومدير للأصول العقارية القديمة، حيث كان يمتلك بلومبرج في 2013 حوالي 14 عقارًا حول العالم.
ويعد بلومبرج أحد كبار الداعمين الماليين لمجموعة المدافعين عن السيطرة على السلاح "إيفرتاون فور جون سيفتي"، والتي ساعد في تأسيسها في عام 2014.
تضخم Bloomberg LP
تضخمت Bloomberg LP على مدار العقود القليلة الماضية، مما أدى إلى إضافة عملية الإبلاغ عن الأخبار التجارية والمالية.
ففى عام 2009 ، اشترت بلومبرج LPمجلة BusinessWeek المتعثرة من McGraw-Hill ، ويقال إن حوالي 5 ملايين دولار بالإضافة إلى افتراض ما يقرب من 32 مليون دولار من الديون اليوم ، قدرت Bloomberg LP عائدات بقيمة 10 مليارات دولار، ويمتلك مايكل بلومبرج 88% من أسهم الشركة.
8 مليارات دولار للأعمال الخيرية
لقد حقق Bloomberg LP أرباحًا ضخمة، ومعروف عنه تبرعاته الخيرية خصص مايكل بلومبرج 8 مليارات دولار لصالح الأعمال الخيرية ، بما في ذلك جهود جامعة جونز هوبكنز وجهود مكافحة الأسلحة.
وفى 2009، اختارته مجلة "ساينتفك أمريكان"، بالاشتراك مع بيل جيتس كواحد من قادة الريادة التقنية العشرة، وذلك لإطلاقهما مع آخرين مبادرة دولية لمكافحة التدخين، تكلفتها 375 مليون دولار، 250 مليون دولار من بلومبرج.
ابن المهاجر البولندى
مايكل روبنز بلومبرج الذى ولد في 14 فبراير 1942 في بوسطن، لمهاجر بولندي كان يعمل والده محاسب لدى شركة أجبان وألبان، ووالدته فكانت شارلوت بلومبرج، مواطنة من مدينة جيرسي، نيو جيرسي.
درس بلومبرج في جامعة جون هوبكينز، وتخرّج منها في عام 1964 بشهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية، وحصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية هارفارد لإدارة الأعمال في عام 1966.
في عام 1978، تولى مسؤولية قسم تكنولوجيا المعلومات في الشركة، وظل فيها لمدة 3 أعوام أخرى، حتى اندمجت الشركة مع شركة Phibro عام 1981، وبعدها ترك بلومبيرج العمل هناك، ليحصل على شيك فصل من العمل قيمته 10 مليون دولار.
أنشأ مايكل شركته الخاصة التي كان اسمها "اينوفيتيف ماركت سلوشنز"، ، وكان هدف تلك الشركة هو تسهيل المهمة على التجار في تعاملاتهم مع البيانات،وأصبح أسمها Bloomberg L.P ووصلت قيمتها لملياري دولار 1987.
حصدت هذه الشركة نجاحاً هائلاً وامتدت حتى إلى عالم وسائل الإعلام مع أكثر من 100 مكتب منتشر حول العالم.
دخل بلومبرج ميدان السياسة في عام 2002 عندما نجح في الانتخابات وأصبح المحافظ 108 لنيويورك ، كان من أنصار حزب الجمهوريين الليبراليين لكنّه تحوّل ليصبح مستقلاً، وكان من الأشخاص المواليين لفرض قوانين صارمة حول حيازة السلاح. يعدّ تأسيس 311 خط تليفوني يصل المتصلين مع المسؤولين في المدينة من أهم وأشهر المشاريع التي نفذها.
ويعد بلومبرج أحد الشخصيات التى تواجه مخاطر فقدان مئات المليارات من صافي ثرواتهم الشخصية على مدار عقود، إذا ما دخلت خطة ضريبة الثروات التي تقدمت بها السيناتور الديمقراطية إليزابيث وارين، المرشحة لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر إجراؤها في نوفمبر من العام المقبل.
وكان بلومبرج قدم في 8 نوفمبر الجاري الأوراق اللازمة للتسجيل في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ألاباما.
وليست هذه المرة الأولى التي يتطلع فيها إلى الترشح للرئاسة، إذ طمح إليها سابقاً ثم استبعد نفسه في نهاية السباق بسبب اعتقاده بأن الأمريكيين لن يصوتوا لصالح رجل أعمال في نيويورك.
وعلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هذا التشريح بقوله : "لا يوجد شخص أحسن من بلومبرغ الصغير لأتنافس أمامه على الرئاسة، أنا أعرفه جيدا وأعرف أنه يعاني من عدة مشكلات، خاصة على المستوى الشخصي".
وأضاف : أن جاره في نيويوك منذ فترة طويلة بلومبرج "لن ينجح بشكل جيد في السباق الانتخابي"، مؤكدا أن ترشحه سيضر بنائب الرئيس السابق جو بايدن. وتابع ترامب بقوله إن بلومبرج "لا يملك سحر العمل للنجاح في هذا السباق" وقال إنه يعرف جيدا وإنه يتوقع فشله بعد إنفاق "الكثير من المال".
منافسو ترامب الأكبر والأكثر خبرة
ويعد حاكم ولاية مونتانا ستيف بولوك، الذي أصبح الديمقراطي الـ23 الذي ينضم إلى السباق، وما يلفت النظر أن قائمة مرشحي الحزب الديمقراطي لانتخابات عام 2020 هي الأكبر والأكثر خبرة في التاريخ الحديث، وأن أكثر من عدد المتنافسين هو أنهم ذوو خبرة أيضا، حيث ترشح المزيد من حكام الولايات الحاليين والسابقين ونواب الكونجرس هذا العام أكثر من عدد المرشحين في أي انتخابات تمهيدية خلال العقود القليلة الماضية.
كما أن قائمة المرشحين لهذا العام تشكلت بشكل أسرع من أي انتخابات في العقود الأخيرة .