رصد الكاتب الأمريكى أندرو جيه باسيفيتش أصواتا فى وسائل إعلام بلاده تتحدث عن عزل وشيك للرئيس دونالد ترامب، محذرا من مغبة الإقدام على هذا .
وافترض الكاتب - فى مقال بصحيفة (بوسطن جلوب) - أن ذلك صحيحا، وأن النهاية قد أوشكت بالفعل أو بدت كذلك على الأقل، متسائلا "ثم ماذا بعد؟"
وقال باسيفيتش إنه - بموجب الدستور الأمريكى - يخلف نائب الرئيس مايك بنس، ترامب فى منصبه، وقد يطمع المتفائلون فى أن يكون ذلك إيذانا بمرور الأزمة الراهنة، وأن ينّحى الأمريكيون خلافاتهم جانبا ويتحدوا خلف قائدهم الجديد.
لكن ذلك غير مرجح الوقوع، لثلاثة أسباب على الأقل: أولها، أن بنس - الأكثر ولاءً لترامب - لن يخرج فى سياساته عن إطار الحزب الجمهوري؛ كما أنه سيفتقر إلى الشرعية الحقيقية التى تؤهله لمباشرة مهام الحكم، ومن أول يوم سيكون بلا صلاحيات.
وأضاف الكاتب أنه لا ينبغى أن يطمع أحد فى تكرار سيناريو عام 1974 عندما صعد جيرالد فورد إلى الرئاسة مكان ريتشارد نيكسون جالبًا حالة من الارتياح العام.
وقال باسيفيتش إن كل الذين يمقتون ترامب سينقلون مقتهم إلى بنس فور وصوله للرئاسة.
ثانى الأسباب، التى ساقها الكاتب، هى أن السعى بلا هوادة لانتخابات رئاسية أخرى فى أقل من سنة سيصبّ الزيت على نار التعصب الحزبي.
واستبعد باسيفيتش أن تكون الإطاحة بترامب معقوبة بمصالحة، مرجحا استمرار الحرب السياسية التى اندلعت منذ خطاب التنصيب مطلع عام 2017، وأن يرتفع التحفظ عن الأداء فى هذه الحرب التى لن يبقى فى وسط ساحتها غير المنتصرين الذين سيكونون هم أكثر عناصر اليمين واليسار تشددا، أما المعتدلون فلن يكون لهم مكان غير الهامش.
هذا فضلا عن أن ترامب ذاته قد يعاود الظهور ويعلن نفسه مرشحا فى تلك الانتخابات، وعلى مَن يستبعد ذلك أن يعيد التفكير.
ثالث الأسباب - وأهمها بحسب صاحب المقال - هى أن الإطاحة بترامب قد تضفى هالة جديدة على صورته وعلى سياساته؛ ذلك أن من صوّتوا لصالح ترامب لن يتقبلوا الوضع الذى يصفه بعض المدافعين عن الرئيس الآن بأنه محاولة انقلاب. وعليه، فإنّ عزْل ترامب معقوبا بإدانة مجلس الشيوخ، بدلا من أن يرسخ أهمية الدستور، سيضعه فى مأزق لم يشهد له مثيلا منذ زمن الحرب الأهلية.