التقت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، عددا من الشخصيات العامة الصينية وأهم منظمي الرحلات في الصين، ونائب الرئيس التنفيذي لشركة CTRIP، وممثلى بعض الصحف ووكالات الأنباء الصينية وبعض المدونين الصينيين، وذلك فى السفارة المصرية في العاصمة الصينية بكين، وذلك بحضور سفير مصر في بكين الدكتور محمد البدري.
جاء ذلك خلال مشاركة الوزيرة في منتدى بلومبرج للاقتصاد الجديد الذى عُقد في العاصمة الصينية بكين.
وخلال اللقاء قدمت الوزيرة محاضرة تحت عنوان "قطاع السياحة في مصر ..الإصلاحات والفرص من أجل الغد"؛ حيث تأتي هذه اللقاءات في إطار إبراز التطور الذى يشهده قطاع السياحة المصرى عالميا، وفى ضوء خطة الوزارة لزيادة الحركة السياحية الوافدة لمصر وخاصة السياحة الصينية.
وبدأت الوزيرة المحاضرة بالإشارة إلى أهمية صناعة السياحة على مستوى العالم حيث تمثل 30% من الصادرات الخدمية، و10% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتوفر1/10 من كل فرصة عمل، لافتة إلى أن السياحة تعتبر من أهم السبل لتحقيق التنمية وخلق فرص عمل، علاوة على الحفاظ على التراث الحضاري وحماية البيئة ونشر السلام.
كما أشارت الوزيرة إلى أهداف الأمم المتحدة السبعة عشر للتنمية المستدامة، موضحة أن رؤية برنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة في مصر تتماشى مع هذه الأهداف لتحقيق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030.
وتحدثت الوزيرة عن العلاقات المصرية الصينية الممتدة والمتميزة في مختلف المجالات ولاسيما في مجال السياحة، مؤكدة أن قطاع السياحة يحظى بدعم الحكومة المصرية، كما أنه كان ضمن أولويات اللقاءات المتبادلة بين قيادة الدولتين، مؤكدة أن مصر تفتح ذراعيها لاستقبال السائحين الصينيين.
ولفتت الوزيرة إلى أن السوق الصيني احتل المركز الأول في عدد السائحين الوافدين منه إلى مختلف المقاصد السياحية حول العالم حيث بلغ عددهم 130 مليون سائح، وذلك وفقا لمنظمة السياحة العالمية، مضيفة أن بكين – جوانزو- شيندو- هانزو- شنجهاى- كونمينج تعتبر من أهم المناطق الصينية التي يفد منها سائحون إلى مصر، مؤكدة على حرص الوزارة على زيادة أعداد السائحين الوافدين من السوق الصيني حيث نجحت الوزارة في مضاعفة هذه الأعداد في عام 2018 عن عام 2016 ، وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف العدد في عام الذروة 2010.
ومن ناحيته، أشار الدكتور محمد البدري السفير المصري لدى بكين الي أهمية السوق السياحي الصيني، والى ضرورة العمل علي زيادة أعداد السائحين منه الى مصر لخلق قدر من التوازن في العلاقة بين الدولتين، لاسيما وأن الميزان التجاري يميل بشدة لصالح الصين، مؤكدا أن السفارة ستعمل مع وزارة السياحة للترويج لمصر في السوق الصيني بصورة أكبر.
وتحدثت الوزيرة عن المتحف المصرى الكبير الذى من المقرر افتتاحه في 2020 ويعد أكبر متحف على مستوى العالم مخصص لحضارة واحدة.
كما تطرقت الوزيرة للحديث عن رحلات الطيران المباشرة بين القاهرة وبكين والتى تبلغ ثلاث رحلات أسبوعيا إضافة إلى 7 رحلات أسبوعيا مباشرة بين القاهرة وجوانزو، مشيرة إلى أهمية الطيران العارض الذى بدأ منذ عام 2004 ولا يزال مستمرا حتى الآن.
وأشارت الوزيرة إلى قيام وزارة السياحة ببدء حملة مشتركة مع شركة CTRIP للترويج لمصر في السوق الصيني، وتمثل هذه الحملة بداية شراكة تهدف إلى جذب المسافرين الصينيين إلى مصر، لافتة إلى أنه من خلال هذه الشراكة سيتم تنفيذ حملة رقمية عبر الإنترنت تستهدف تعريف السائحين بالمقومات السياحية المتفردة التي تتمتع بها مصر، كما سيتم تنفيذ عدد من الأنشطة الترويجية خلال الأشهر المقبلة، بما في ذلك تنفيذ حملة ترويجية مشتركة على أكثر المواقع الإلكترونية السياحية الهامة ومواقع التواصل الاجتماعية المتخصصة في الصين وخاصة مواقع البحث ctrip.com ، Wechat، Baidu ، وكذلك حملة إعلانية على الصفحة المخصصة المقاصد السياحية.
وعن برنامج الإصلاح الهيكلى لتطوير قطاع السياحة في مصر، أوضحت الوزيرة أنه تم إطلاقه في نوفمبر 2018 بهدف تحقيق تنمية سياحية مستدامة من خلال صياغة وتنفيذ إصلاحات هيكلية تهدف الى رفع القدرة التنافسية للقطاع، وتتماشى مع الاتجاهات العالمية، كما أنه تم إطلاق أول تقرير متابعة في سبتمبر 2019 لما تم تنفيذه من محاور هذا البرنامج، حيث أثبت أن وضع أطر للسياسات العامة ليس فقط كلاما نظريا ولكنه قابل للتطبيق على أرض الواقع.
وتابعت الوزيرة أن المحاور الخمسة لبرنامج الإصلاح الهيكلى لتطوير قطاع السياحة (المؤسسى- التشريعى- الترويج والتنشيط- البنية التحتية والاستثمار- الاتجاهات العالمية الحديثة)، لافتة الي أن الهدف الأشمل للبرنامج يتمثل في توظيف واحد على الأقل من كل أسرة مصرية في قطاع السياحة والأنشطة المرتبطة به.
وأضافت الوزيرة أن قطاع السياحة قد حقق خلال الفترة السابقة إنجازات كبيرة تعكسها الأرقام السياحية حيث حققت السياحة المصرية في العام المالي 2018/ 2019 أعلى ايرادات للسياحة في تاريخها والذى بلغ 12.6 مليار دولار.
وتطرقت الوزيرة للحديث عن المعايير الجديدة لتصنيف الفنادق المصرية التي تم تحديثها وفقًا للمعايير الدولية وذلك بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية وغرفة المنشآت الفندقية المصرية وذلك بهدف مواكبة الاتجاهات الحديثة.
كما تحدثت الوزيرة عن التنمية المستدامة من خلال عدد من العناصر مثل السياحة الخضراء، مشيرة إلى شهادة "النجمة الخضراء" التي تم منحها إلى 80 فندقا في 15 مدينة سياحية بها حوالى 22000 غرفة فندقية.
وأشارت إلى اهتمام الوزارة أيضا بالتحول الرقمى، وتشجيع الابتكار في قطاع السياحة؛ لافتة الي قيام الوزارة بتنظيم أول منتدى إقليمي للابتكار التكنولوجي فى السياحة في القاهرة في شهر مارس الماضي، والذي أقيمت علي هامشه المسابقة الوطنية الأولى للشركات الناشئة في مجال السياحة لاختيار مشروعات وتطبيقات إلكترونية لإلقاء الضوء على المعالم والأماكن السياحية في مصر والترويج للسياحة المصرية بطرق جديدة ومبتكرة.
وعن الترويج لمصر، أشارت الوزيرة إلى محور الترويج والتنشيط ببرنامج الاصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة والذي يهدف الي تقديم مصر بصورة معاصرة وأكثر حداثة، لافتة إلى أن الحملة الترويجية لمصر بالخارج ترتكز على ثلاثة عناصر رئيسية وهي الترويج لكل منطقة سياحية على حدة لتسليط الضوء بشكل أكبر على مقوماتها الفريدة Branding by Destination ، والترويج لافتتاح المتحف المصرى الكبير في عام 2020 "GEM2020، وحملة to People People ، مشيرة الى أن فيلم هذه الحملة حصل على المركز الأول كأفضل فيلم دعائى في الشرق الأوسط وذلك خلال المؤتمر الثانى والعشرين لمنظمة السياحة العالمية في سان بطرسبرج هذا العام.
كما أشارت الوزيرة إلى أنه في ضوء حرص الوزارة علي تنويع منصات الترويج وتحديث آليات التسويق لمصر، قامت الوزارة بالتعاقد مع مؤسسات ترويج وتسويق عالمية متخصصة في مجالات متعددة وتتضمن هذه المؤسسات: شركة Beautiful Destination العالمية، وشبكة CNN العالمية، وشركة Ctrip الصينية، ومؤسسة Discovery العالمية، ومجموعة إكسبيديا Expedia العالمية، وشركة Isobar.
وقالت الدكتورة رانيا المشاط، إن الجهود المبذولة لتطوير قطاع السياحة انعكست في العديد من التقارير العالمية عن قطاع السياحة المصرى وظهرت أيضا فى الجوائز التى حصلت عليها وزارة السياحة.
وحققت مصر رابع أعلى نمو في الأداء عالميا في مؤشر تنافسية السفر والسياحة، كما كانت مصر الأفضل أداء بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيما يخص مؤشر الأمن والسلامة وفقا لتقرير منتدى الاقتصاد العالمي للتنافسية في السفر والسياحة لعام 2019، كما جاءت مصر فى موقع الصدارة على مستوى أفريقيا في التقرير الذي نشرته Bloom Consulting "بلوم للاستشارات" المتخصصة في تحليل وتقييم وتصنيف أداء الترويج السياحي للدول (العلامة التجارية للدول) في سبتمبر 2019 حيث احتلت مصر المركز الأول.
ولفتت الوزيرة إلى قيام أمين عام منظمة السياحة العالمية فى مارس الماضى بتقديم درع المنظمة للرئيس عبد الفتاح السيسى، وذلك تقديراً لدعمه الفعال للقطاع السياحي من خلال إطلاق برنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة في مصر، بما يساهم في تحقيق استراتيجية 2030 للتنمية المستدامة، وحصلت وزارة السياحة لأول مرة على جائزة" الريادة الدولية للمساهمة الفعالة في صناعة السياحة عالميا" لعام 2019 من بورصة لندن الدولية للسياحة وذلك تقديرا للجهود المبذولة من الوزارة خلال العامين الماضيين، مما كان له تأثيرا كبيرا على صناعة السياحة في منطقة الشرق الأوسط.
واختتمت الوزيرة المحاضرة بالتأكيد على أنه "في الوقت الذى تٌلقى إجراءات الحماية الاقتصادية والحواجز التجارية بظلالها على العالم، تلعب السياحة دورا هاما كقطاع ينشر التفاهم بين الناس، إلى جانب السلام والتواصل والتعارف بين الشعوب".
المشاركون فى ندوة السفارة المصرية
جانب من المؤتمر
وزيرة السياحة تلقى كلمتها
وزيرة السياحة مع الحضور