يعتبر المحلول المر الناتج عن عملية تصنيع الملح فى ملاحات مصر ثروة هائلة اعتبرها بعض الخبراء توازى ثروة البترول مما يستلزم بالفعل استغلالها لا سيما أن مصر تمتلك ملاحات كبيرة ويتم إهدار تلك الثروة .
وفى الوقت الذى تحتل مصر المرتبة الـ16 بين 62 دولة منتجة للملح فى العالم، وتسهم شركتا النصر، والمكس للملاحات المملوكتان للشركة القابضة للصناعات الكيماوية 80% من إجمالى الإنتاج من خلال 4 ملاحات الا ان الاستفادة من المحلول المر تكاد تكون صفر رغم أهميته.
وتمتلك شركة النصر التابعة للقابضة للصناعات الكيماوية، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام، ملاحة سبيكة بشمال سيناء بمساحة 27 كيلو متر، وملاحة برج العرب بمساحة 27 كيلو متر مربع.
وتمتلك شركة المكس ملاحة المكس بمساحة 34 كيلو متر مربع وملاحة بورفؤاد بمساحة 7 كيلو مترات مربع.
ملاحة-سبيكة
وبحسب مصادر فى قطاع الأعمال العام فإن شركة النصر وشركة المكس أعلنتا من قبل عن طرح مناقصات عالمية لاستغلال المحلول المر إلا إنه بالرغم من مرور السنوات لم يتم تنفيذها ، مؤكدة انه لا يتم استغلال نحو 3 ملاين متر من المحلول المر بتلك الشركات وهى تساوى ثروات هائلة .
وسبق وأن أعد الدكتور أسامه عبد العزيز، رئيس مجلس ادارة شركة النصر للملاحات دراسة لاستغلال المحلول المر ، لافتا فى دراسته إلى أنه يجرى حاليا التجهيز لمشروع جديد لاستغلال سائل المحلول المر الناتج عن عمليات صناعة الملح ضمن مشروعات الصناعات المكملة للملح ، وإضافة منتجات جديدة من المواد الكيماوية إلى إنتاج الملح لتعظيم العائد للاقتصاد القومى .
وأضافت الدراسة أن إنتاجية ملاحات برج العرب حوالى من 200 إلى 250 ألف طن ملح سنويا، موضحة أنه ينتج 600 ألف متر مكعب سنويا من المحلول المركز (المحلول المر) ولا يتم الاستفادة منه نهائيا.
وأشارت الدراسة إلى أن المحلول المر يحوى نسبة عالية من أملاح البوتاسيوم والماغنسيوم والكبريتات والبرومين ذات القيمة الاقتصادية العالية.
وكشف الدكتور أسامة عبدالعزيز رئيس شركة النصر للملاحات إحدي شركات القابضة للصناعات الكيماوية ،عن أن القيمة المتوقعة لمشروع استخراج الأسمدة والأملاح والمعادن ذات القيمة العالية من المحلول المر الناتج من ملاحات برج العرب في حدود 21 مليون يورو (30% منها بالعملة المحلية).
وقال رئيس شركة النصر للملاحات إن العائد المتوقع سنويا في حدود 24 مليون دولار بدون حساب مصاريف التشغيل، مشيرا إلى أن موقع المشروع في غرب ميناء الإسكندرية يتيح التصدير لجميع دول العالم خاصة أوروبا.
وأوضح أن المشروع سيعمل علي تقليل استيراد الخامات التى من الممكن إنتاجها محليا، مؤكدا أنه يوجد مشاريع مماثلة في "الهند، بيرو، المكسيك، أستراليا".
ويدخل المحلول المر فى صناعات هامة منها مادة المغنسيوم الذى يتسم بارتفاع سعره بسبب احتياج صناعات عديدة على رأسها الطائرات والمعدات الطبية وبعض الصناعات الحربية له كواحد من خامات الإنتاج الرئيسية، وقال عبدالعزيز إن فصل المغنسيوم عن السائل يتطلب تقنية دقيقة ومعقدة ولم تدخل أى دولة من دول منطقة الشرق الأوسط فى الصناعة باستثناء إسرائيل.
وتتسم تلك التقنية بارتفاع تكلفتها الاستثمارية.
من جانبه يؤكد ماهر الكاشف الخبير فى صناعة الملح أن المحلول المر لا تقل قيمته وأهميته عن البترول فهو ثروة هالة بحاجة الى من يستكشفها .
أضاف فى تصريح ل" اليوم السابع" إنه لابد من الاستفادة من المحلول المر المنتشر فى كل الملاحات، واستخراج ما به من مواد وعناصر تدخل فى محتلف الصناعات الطبية والكيماوية بدلا من اهداره قيمته .
ماهر الكاشف
وأوضح أن تفعيل ذلك يتطلب استثمارات كبيرة ،وإدخال تكنولوجيا تحوله لعناصر يتم استخدامها محليا وتصديرها بدلا من إهداره بدون فائدة ، موضحا ان لديه دراسات لاستغلاله يمكن تقديمها للجهات التى ترغب فى ذلك .
من جانبه يؤكد المحاسب عماد الدين مصطفى رئيس القابضة للصناعات الكيماوية ل" اليوم السابع" ان الشركة القابضة لا تمانع من استغلال المحلول المر ،والاستفادة منه من خلال ادخال تكنولوجيا جديدة تفصل عناصره ، لافتا ان ذلك يتطلب دراسات جدوى واضحة .
وأضاف: لا نمانع من الدخول فى شراكة مع القطاع الخاص، سواء شركات محلية أو عالمية للاستفادة من المحلول المر ،وهو بالفعل ثروة كبيرة بحاجة إلى أن تستغل بشكل أمثل إلا إنها تحتاج لاستثمارات كبيرة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة