3 مشروعات قومية عملاقة ..الرئيس السيسى يفتتح أنفاق بورسعيد ومحور 30 يونيو.. ويُطلق التأمين الصحى الشامل رسمياً.. وتشغيل نفقين عملاقين على عمق 42 مترا .. انطلاق الطريق التبادلى الموازى للقناة بـ 5.2 مليار جنيه

يقف الرئيس عبدالفتاح السيسى صباح اليوم، الثلاثاء، على ضفاف قناة السويس، فى زيارة تاريخية لمحافظة بورسعيد تشهد حزمة من الافتتاحات المهمة، بدءاً من إعلان الانطلاق الرسمى لمنظومة التأمين الصحى الشامل الجديدة، مرورا بمحور 30 يونيو، وصولا إلى أنفاق قناة السويس العملاقة.

 

 

 

كانت منظومة التأمين الصحى الشامل قد انطلقت تجريبياً من بورسعيد مطلع يوليو الماضى، وشهدت الفترة الماضية استكمال أعمال تطوير المستشفيات ووحدات طب الأسرة، فضلا عن تسجيل الأسر والمنتفعين وبدء فتح الملفات العائلية وتقديم الخدمة، وآخر تلك الحلقات تطوير مستشفى النصر، أما أنفاق قناة السويس فقد انتهت أعمالها الإنشائية قبل أسابيع، والأمر نفسه مع محور «30 يونيو»، وهو طريق تبادلى موازٍ للقناة، لتمثل تلك الباقة الثلاثية رقما جديدا من الأرقام المهمة فى سجل المشروعات القومية العملاقة، ضمن خطة التنمية الشاملة «استراتيجية مصر 2030».

 

أنفاق بورسعيد

 

انطلاق التأمين الشامل

 

قرابة 5 أشهر عاشتها منظومة التأمين الصحى الشامل منذ تشغيلها تجريبيا فى بورسعيد، واليوم يعلن الرئيس انطلاقها رسميا، وقال الدكتور محمد هانى غنيم، نائب المحافظ: إن المنظومة نجحت حتى الآن فى تسجيل قرابة 550 ألف مواطن من إجمالى 920 ألفا، من خلال 29 وحدة طب أسرة، كما نجحت فى إجراء 10 آلاف و360 عملية جراحية فى مختلف التخصصات، من خلال 7 مستشفيات مطورة: السلام، والحياة، والنصر التخصصى للأطفال، والرمد التخصصى، والنساء والولادة، والتضامن، والزهور. ويضم مستشفى النصر الذى يُفتتح رسميا ضمن الفعاليات الرئاسية قسما للأورام، وآخر لأمراض القلب تحت إشراف العالم الكبير الدكتور مجدى يعقوب، متابعا: «الخدمات الطبية فى المستشفيات تُقدم وفق المعايير المعتمدة، وشهدت المحافظة إجراء عمليات جراحية دقيقة وحرجة لأول مرة من خلال المنظومة، وقد ساهم نظام الإحالة والميكنة بشكل كبير فى تقليص الكثافة وتوفير الخدمة بسرعة وكفاءة مع تنسيق مواعيد المرضى بشكل سلس».

أما مستشفى النصر التخصصى للأطفال فيُعد أول مستشفى لأورام الأطفال فى تاريخ بورسعيد، وهو صرح طبى عملاق من المقرر أن يخدم مدن القناة، وأُنشئ على أرض مستشفى النصر الذى ظل مهجورا لأكثر من 18 سنة، ويضم 123 سريرا، وقسما للأورام، وقسما للقلب المفتوح بالتعاون مع الدكتور مجدى يعقوب، إضافة إلى تخصص القسطرة القلبية، وقسم الجراحات المتخصصة للأطفال، وأقسام الأشعة والعيادات الخارجية والعناية المركزة والعمليات وزرع النخاع والعلاج الكيماوى، والمعامل ووحدات التمريض، وقسم تشوهات العظام.

ويستقبل المستشفى الحالات المحولة من الوحدات الصحية والمستشفيات الأخرى، وحالات أورام الأطفال، ويطبق برتوكول العلاج المعتمد فى مستشفى 57357، وشهدت الفترة الماضية تدريب الأطقم الطبية وفرق التمريض فى مركز مجدى يعقوب ومعهد ناصر، بإجمالى 200 ممرضة، فضلا عن 300 طبيب فى كل التخصصات. ويُدار المستشفى بالاشتراك والتعاون مع مجموعة مستشفيات كليوباترا، حسب التوأمة الموقعة مع وزارة الصحة، بهدف تقديم أفضل خدمة طبية للمنتفعين، داخل المنظومة وفق المعايير المصرية المعتمدة.

ونجح مستشفى النصر فى إجراء 353 جراحة، ضمن منظومة التأمين الصحى الشامل، منها 304 عمليات شهدتها بورسعيد وإقليم قناة السويس لأول مرة، منها أول عمليتى زراعة قوقعة و281 قسطرة قلبية و18 عملية قلب مفتوح و3 إيكو قلب بالمنظار، ونجح المستشفى فى الحصول على الاعتماد من الهيئة العامة للاعتماد والرقابة فى 4 أغسطس 2019.

 

 

وقال اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد: إن مستشفى النصر شهد طفرة طبية ضخمة خلال 18 شهرا، وكان ذلك واضحا فى معدل وتنوع العمليات الجراحية، إضافة إلى التجهيزات الطبية والأقسام العلاجية المتطورة، فى إطار ما تشهده بورسعيد من تطور طبى ورعاية صحية بهدف تقديم أفضل خدمة للمواطنين. متابعا: «المحافظة تشهد طفرة غير مسبوقة فى العمليات، وكثافة التردد على مستشفيات التأمين الصحى الشامل دليل على نجاح المنظومة»، لافتا إلى أن عملية التسجيل تجرى من خلال الوحدة أو المركز الأقرب للمواطن، ببطاقة الرقم القومى أو صورته، إضافة إلى الرقم القومى للزوجة وأرقام الأبناء أو شهادات الميلاد، لتسجيل بيانات الأسرة وفتح ملف عائلى، ثم تحديد موعد الفحص الطبى الشامل.

 

 

افتتاح نفقى 3 يوليو

 

النهضة الواسعة التى تشهدها ضفتا قناة السويس، سواء فى مشروعات تعمير سيناء، أو تطوير شبكة الطرق والمدن الجديدة والتجمعات الصناعية فى الوادى والدلتا، كانت تحتاج شريانا قويا يربط جناحى الدولة المصرية، دون تأثير على قناة السويس باعتبارها الممر الملاحى الأكثر محورية فى المنطقة، فضلا عن تعزيز إمكانات تنمية المنطقة فى ضوء المخطط التفصيلى لتطوير محور القناة، وفى ضوء تلك الرؤية جاءت أنفاق القناة.

زيارة الرئيس المهمة تشهد افتتاح نفقى 3 يوليو فى بورسعيد، اللذين يربطان جنوب المحافظة بسيناء، وغرب مدن القناة بشرقها، بغرض تسهيل حركة التجارة والنقل فى الإقليم، وتعزيز ركائز التنمية، إضافة إلى الربط بين قارتى أفريقيا وآسيا عبورا أسفل المجرى الملاحى لقناة السويس، وقد نفذهما 6 آلاف مهندس وفنى وعامل من كبرى شركات المقاولات المحلية.

 

 

يمر النفقان أسفل قناة السويس القديمة عند علامة الكيلو 19.150، وذلك بعمق 42 مترا من سطح القناة، بين جنوب بورسعيد وشرق التفريعة، ويبلغ طول النفق الواحد 4 كيلو مترات «3 كيلو مترات و950 مترا بالضبط»، والقطر الخارجى 12.6 متر، والداخلى 11.4 متر، والارتفاع الداخلى 5.5 متر، ويضم النفق حارتين بعرض 3.6 متر لكل منها، إضافة إلى 4 ممرات لحالات الطوارئ.

يتكون كل نفق من 25 ألف قطعة خرسانية مكونة للدوائر، جرى تصميمها فى مصنع مخصص للحلقات الخرسانية داخل نطاق المشروع، كما تشمل شبكة اتصال لاسلكية، وأنظمة تحكم فى إشارات الحارات والسرعة، وأنظمة إنارة على أحدث مستوى. وشارك فى المشروع عدد من الخبرات الأجنبية بنسبة لا تزيد على 10% فى البداية، انخفضت إلى أقل من 5% فى منتصف المشروع.

يستغرق المرور داخل نفقى 3 يوليو فى بورسعيد بين 5 و7 دقائق للسيارات بسرعة 40 كيلو مترا فى الساعة، ويستوعب 2000 سيارة فى الساعة بمعدل 40 ألفا يوميا، وذلك فضلا عن طريق فرعى خارجى يربط الأنفاق الجديدة بمحور 30 يونيو، وتجرى تغذية النفق عبر 4 مصادر كهرباء ما يجعل من المستحيل انقطاع التيار عنه، أما التأمين فيبدأ من الرقابة الدائمة عبر 60 كاميرا فى كل نفق، ونظام اتصال طوارئ كل 250 مترا، و12 سلم طوارئ، مع ربط كل نفقين بممرات عرضية كل 1000 متر، وتركيب عدد كبير من طفايات الحريق وأجهزة الكشف والمراقبة.

 

محور 30 يونيو بـ5.2 مليار جنيه

 

آخر حلقات القائمة المهمة من المشروعات القومية العملاقة، محور 30 يونيو الذى يفتتحه الرئيس رسميا خلال الزيارة، بعدما بدأ تشغيله التجريبى خلال الفترة الماضية، والمحور عبارة عن طريق تبادلية موازية لقناة السويس بنظام الطريق الحر المزدوج بطول 95 كيلو مترا وعرض 80 مترا، ويضم كل اتجاه 5 حارات مرورية بواقع حارتين للنقل الثقيل و3 للمركبات المتوسطة والخفيفة، إضافة إلى 11 كوبرى رئيسى و6 كبارى فرعية و16 نفقا ونفقين للمشاة، تخدم الطريق على امتداده، كما يضم محطة رسوم للشاحنات والسيارات، وتبلغ تكلفته الاستثمارية 5 مليارات و200 مليون جنيه، ويختصر الوقت من بورسعيد إلى القاهرة، ليصبح 75 دقيقة بدلا من قرابة 3 ساعات سابقا.

وقال المهندس محسن سعيد، رئيس جهاز تعمير سيناء: إن محور 30 يونيو الجديد جرى تنفيذه تحت إشراف الجهاز المركزى للتعمير التابع لوزارة الإسكان، وبدأ تشغيله التجريبى بالكامل خلال الفترة الماضية، ليشكل مع طريق جبل الجلالة والطريق الساحلى للبحر الأحمر محورا طوليا يغطى كل الجمهورية. متابعا: «الكبارى الرئيسية للمحور تمر على ترعة الإسماعيلية، ومصرف المحسمة وطريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوى، وطريق الإسماعيلية الزقازيق، ومصرف بورسعيد الرئيسى، ومصرف القنطرة شرق وشادر عزام، ومصرف الحسينية وترعة الصالحية والكسارة وأبو شلبى السطحى والسكة الحديد، أما الكبارى الفرعية فهى ممرات عمودية على مصرف القنطرة العمومى والصالحية وفاقوس والفردان والكسارة أبو شلبى العلوى و36 الحربى ووادى الملاك».

وأضاف، محور 30 يونيو يكتسب أهمية مضاعفة بالنظر إلى خريطة التنمية فى المنطقة، إذ يُعتبر محور الحركة الرئيسى لتنمية إقليم قناة السويس، ويبدأ من جنوب بورسعيد مرورا بالطريق الدولى الساحلى «بورسعيد دمياط»، ثم يمتد جنوبا حتى الكيلو 94 طريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوى، وهو عبارة عن قطاعين يضم كل منهما 5 حارات مرورية، إضافة إلى طريقى خدمة على الجانبين، فضلا عن محطتين لتحصيل الرسوم، و6 محطات خدمة، و500 بربخ وعدّاية، وشهد المشروع تنفيذ قرابة 500 عمل صناعى، بمشاركة 21 شركة مقاولات بواقع 14 فى قطاع الطرق و7 فى الكبارى.