حذر إيفان روجرز، سفير بريطانيا السابق لدى الاتحاد الأوروبي من أن رئيس الوزراء بوريس جونسون يخدع الناخبين بزعم أنه "سوف ينهي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي" بسرعة فى الوقت الذى يخفي فيه "أكبر أزمة" بريكست لم تأت بعد ، بحسب صحيفة "الإندبندنت" البريطانية.
واتهم إيفان روجرز رئيس الوزراء بأنه يمارس "عدم نضوج دبلوماسي" سيتسبب فى توصل المملكة المتحدة إلى صفقة تجارية مدمرة بشكل كبير - أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في غضون ما يزيد قليلاً عن عام.
في خطاب استفزازي ، جاء بالتزامن مع الحملة الانتخابية ، اتهم السير إيفان، جونسون بتكرار الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها تيريزا ماي لأنه "حاصر نفسه" في الموعد النهائي المحدد لصفقة تجارية بحلول نهاية عام 2020.
وقال إيفان روجرز أن جونسون قد قدم "بشكل غير حكيم" وعودًا لا يمكن الوفاء بها في صفقة تجارية مع الاتحاد الأوروبي العام المقبل.
واعتبر أن نتيجة هذا ستكون أغلب الظن صفقة"سريعة وقذرة" تستبعد بالتأكيد قطاع الخدمات الحيوية في المملكة المتحدة ، لأن السلطة التفاوضية قد سلمت إلى بروكسل.
ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية فى تقرير آخر، إن حزب العمال حصل على دعم انتخابى بعد الكشف عن أرقام تسجيل الناخبين الأخيرة، حيث احتل ثلثى طالبى التسجيل البالغ عددهم 2.8 مليون طلبًا أشخاص تقل أعمارهم عن 35 عامًا.
كما تفوق حزب العمال على حزب المحافظين في استطلاع ، بعدما وصل حزب جيريمي كوربين إلى أعلى مستوياته منذ مايو الماضى.
ويأتي ذلك فى الوقت الذى هاجم فيه النجم "ستورمزي"، رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، وأطلق عليه "رجل شرير وله سجل طويل من الكذب" وقال إنه سيصوت لصالح كوربين في الانتخابات العامة الشهر المقبل.
وكان حزب المحافظين الحاكم فى بريطانيا، قال في برنامجه الانتخابى، إنه لن يمدد فترة تنفيذ الخروج من الاتحاد الأوروبى "بريكست"، بعد ديسمبر 2020، مكررا بذلك تعهد رئيس الوزراء بوريس جونسون بهذا الشأن.
وجاء في البرنامج الانتخابي للحزب "سوف نتفاوض على اتفاق تجاري العام القادم.. اتفاق يقوي بلدنا.. ولن نمدد فترة تنفيذ (بريكست) إلى ما بعد ديسمبر 2020".
وقال الحزب في البرنامج "السبيل الوحيد لتنفيذ البريكست هو مع وجود أغلبية من المحافظين في البرلمان". وأضاف أنه إذا بقي المحافظون في الحكم فإن الأشخاص القادمين إلى بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن يحصلوا على مزايا البطالة والسكن والطفولة إلا بعد خمس سنوات".
وكان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، تعهد "بإنجاز الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست)"، قائلا في البرنامج الانتخابي لحزب المحافظين إنه سيعيد اتفاق الخروج إلى البرلمان مجددا قبل عطلة عيد الميلاد ودون مزيد من التأجيل.
ولم يتبق سوى أقل من ثلاثة أسابيع على الانتخابات العامة في بريطانيا والمقرر إجراؤها في 12 ديسمبر. ويسعى كل من حزبي المحافظين الحاكم والعمال المعارض لجذب مزيد من الأصوات عبر طرح رؤى مختلفة لمستقبل البلاد والتعهد بزيادة الإنفاق.
وفي بداية إطلاقه للبرنامج الانتخابي في مركز للمؤتمرات بمدينة تيلفورد بوسط إنجلترا، قال جونسون "أتموا الانسحاب وسترون مدى تدفق الاستثمارات على هذا البلد".
وأضاف "أتموا الانسحاب وسيكون بإمكاننا التركيز بقلوبنا وعقولنا على أولويات الشعب البريطاني".
ويتضمن البرنامج الانتخابي تجميد ضريبة الدخل وضريبة القيمة المضافة ومدفوعات الضمان الاجتماعي.
وقال أندرو جوين المتحدث باسم حزب العمال إن خطط جونسون "مثيرة للشفقة... إنه برنامج انعدام الأمل لحزب ليس لديه ما يقدمه لهذا البلد بعد تقليص خدماتنا العامة على مدى عشر سنوات".
ويتعهد جونسون في برنامجه بتخصيص ثلاثة مليارات جنيه استرليني (3.85 مليار دولار) لصالح صندوق المهارات الوطنية لإعادة تدريب العمال ومليارين إضافيين لإصلاح الطرق، فضلا عن الحفاظ على الإجراءات التنظيمية لأسعار الطاقة.
وتجرى انتخابات ديسمبر بعد مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشأن الانسحاب استمرت ثلاثة أعوام. وستظهر الانتخابات للمرة الأولى مدى الانقسام السياسي الذي أحدثته قضية الخروج من الاتحاد الأوروبي، كما ستكون اختبارا لمدى سأم جمهور الناخبين من تكرار التردد على صناديق الاقتراع.
ويقول حزب العمال إنه قادر على التفاوض مع الاتحاد الأوروبي والتوصل إلى اتفاق أفضل للخروج في غضون ستة أشهر وهو ما سيتبعه إجراء استفتاء جديد يقرر بموجبه خروج أو بقاء بريطانيا عضوا في الاتحاد.