ليعيش المرء بحق بإنسانية، لزامًا أن تتبلور بعض القيم بداخله فتعطيه صفة الإنسانية قبل لفظها، وأحد مبادئ تلك الإنسانية، بل وأولها، وأهمها، وأصدق ما يشعرك بصفتك الإنسانية وأسرعها أيضًا؛ هي الإحسان.
يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم " أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق".
والإحسان أفضل ما يدل على بسط الوجه، وحُسن الخُلق.
يقول أينشتاين "لا تكن إنسانا صاحب نجاحات كبيرة، ولكن إنسان ذو قيم".
السعادة التي تشعر بها حين العطاء والإحسان، تفوق المُتلقي هذا أصلًا.
إليك بعض ما تجعلك بالإنسانية تشعر:
كل يوم بالصباح خذها قاعدة، لا ترى اثنين يفعلان شيئا إلا وكن ثالثهم، ضعها قاعدة؛ واجب عليك تقديم مساعدة لأحد في اليوم.
ابتسم لوجه مكفهر تراه في طريقك، رغم ما تحمله من عبء بداخله، صدقني ستغزو قلبك السعادة قبل المبتسم له.
عد لأبيك، أختك، أمك، كوب ساخن في شتاء بارد بدون طلبهم.
جهز بيديك جنيهان في كل صباح، واعطهم لمحتاج، وادع وأنت تضعها بيديك اليمنى في يد المحتاج.
اشتر معك وجبة إضافية (سندوتش) مثلا، وأخبر صديقك أنك أتيت به خصيصًا له.
عد رسالة جميلة وابعثها لصديق لك، تعلم عنه حزن يغزو قلبه، أو على سبيل افراحه حتى وإن كان سعيدا.
تهاون دومًا في طريقك، فلا تتشدد في حق من أخطأ بقصد أو دون قصد، خيركم من كان هينًا لينًا.
اعط واحسن وتبسم وتهاون واهتم، ولا تنتظر ردا لهذا من ذات المقدم له، سترد لك عاجلًا أم آجلًا، إن لم يكن لك سيكون لولدك، أو لآخرتك حتى... سعادة المُحسن تفوق المُقدم إليه، فأكثر ما يُسعد المرء بحق، هو تحقيق مبادئ الإنسانية بنفسه، هو أن يشعر أنه إنسان بحق من طين وماء، يحزن ويفرح لأخيه، يعطي ويحسن.
جميع الفاقدون لذواتهم، كان أول قول لهم، لم يعد يهمني سوى نفسي، بالفعل هذا شىء جيد، ولكن هناك فرق بين حب الذات والنفس، وبين الأنانية.
فحب الذات يعني التصالح مع النفس وتقليل جلدها والتعرف عليه بصدق لأكون إنسان سويّ، أما الأنانية تعني اهلاك النفس بالاهتمام بها وحجبها عن الناس.
الأولى بالإحسان هو نفسك أولًا، والإحسان لنفسك هو أن تكون إنسانًا بأخيه يشعر، وإليه يُحسن، وليس شرط الإحسان بالمال فهذا بحق يأتي في أخر مراتب الإحسان، ولكن الابتسامة، الاهتمام، الحب، السؤال، الدعم هم لا يقدرون بمال، وفي أعلى مراتب الإحسان.
كن محسنًا، تكن إنسانا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة