فى الوقت الذى تخرج فيه قنوات الإخوان لتصور لأنصارها بأن تركيا دولة تشهد تطورات عديدة وأنها حلم لأى شخص أن يذهب إليها، بل وتروج للسياحة التركية وتدفاع بشتى الطرق عن جرائم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان سواء ضد شعبه أو ضد الشعوب العربية، تتجاهل فيه تلك القنوات الأرقام والبيانات الرسمية التى تكشف العديد من الأزمات التى تعانى منها تركيا وانتهاكات حقوق الإنسان التى يمارسها النظام التركى سواء ضد المعارضين أو ضد السوريين.
لعل أبرز ما تتجاهله قنوات الإخوان عن تركيا هو البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الأوروبي تكشف أن متوسط مؤشر حياة العمل للمرأة فى أوروبا يبلغ 34 عاما في حين تبلغ في تركيا نحو 19 عاما، حيث إن المؤشر يقصد به كم عدد السنوات التي سيبقى فيها الإنسان نشطاً في سوق العمل فى بلد معين ضمن أوروبا، موضحة أن تركيا تحتل المرتبة الأخيرة فى الإحصاءات الصادرة بالسنوات الماضية.
من بين ما لا تركز عليه قنوات الإخوان عن تركيا هو إظهار بيانات من معهد الإحصاء التركي، أن معدل البطالة في البلاد ارتفع إلى 13.9% في الفترة من يونيو إلى أغسطس من 13% في الفترة من مايو إلى يوليو.
من بين القضايا التى تتجاهلها قنوات الإخوان أيضا عن تركيا هو احتلال أنقرة رقم 157 عالميا من أصل 180 دولة، ليكون عدد الصحفيين المسجونين هو الأكبر على مستوى العالم بـ124 صحفيا، بجانب كشف وزير الداخلية التركي سليمان صوليو أن أكثر من 40 رئيس بلدية حكم عليهم بالسجن، وأنه تم اعتقال 19 من هؤلاء الذين وصلوا إلى المنصب عبر انتخابات البلديات آواخر فى مارس، بجانب أن هناك 11 ألف سيدة و780 طفلا معتقلين فى تركيا ومسلوبة حقوقهم .
قنوات الإخوان تتجاهل أيضا التقرير الصادر عن المنظمة الحقوقية الأمريكية ” Advocates of Silenced Turkey” الذى سلط الضوء على عمليات الاعتقال الجماعية التى تشهدها تركيا منذ منتصف عام 2016، مشيرًا إلى أن السلطات التركية ألقت القبض على نحو 511 ألف مواطن فى قضايا لها علاقة بحركة الخدمة، التى تتهمها أنقرة بتدبير الانقلاب بينما تنفى الحركية وتطالب بتحقيق دولى.
يأتى هذا فى الوقت الذى تتجاهل فيه قنوات الإخوان أيضا جرائم أردوغان فى سوريا، وتجاوز عدد الضحايا المئات من السوريين بين المدنيين العزل والأطفال ، بجانب الإعدادات التى نشتها الفصائل الموالية لتركيا ضد السياسيين الأكراد فى شوارع سوريا.
من جانبه أكد مساعد العنزى، الكاتب الكويتى، أن النظام التركى يعتمد على جماعة الإخوان لبقاءه وتمدده وخاصة بعد أن قدم الاخوان انفسهم لخدمة أنظمة لها أذرع بالمنطقة، موضحا أن النظام التركي له ذراع ممتدة لسوريا وحاله حال النظام الايرانى. لذلك نجد أن الإخوان يبحثون عن اَي منطقة ونظام قادر لتوفير مناخ لهم.
وقال الكاتب الكويتى فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إن النظام التركي ركب موجة الإخوان لكي يجد له نفوذا فى المنطقة والتأثير عليها وقد نجح فى بعض المناطق إلا أن وبعد ما يسمى بالربيع العربي وجدوا الإخوان أنفسهم محيدين ومنبوذين بالمجتمعات العربية.
وتابع مساعد العنزى: الإخوان يتبادلون الأدوار تارة مع الأتراك وتاره مع الإيرانيون ولنا في مظاهرات العراق الرافضة لأي تدخل خير دليل فلا تجد الإعلام يغذي الجرائم بينما تجد إعلام الاخوان شرس جدا مع الدول العربية الرافضة لهم مصورا أي قصور على أنه جريمة ومصورا اَي دفاع عن النفس على أنه إبادة ونفس الإعلام الإخواني لا تجده مدافعا عن العرقية الكردية في سوريا أو في العراق وما يحدث لهم بشهادات دولية .
وأضاف الكاتب الكويتى: الإعلام الإخواني يعتقد أن شهر العسل مع تركيا سيطول متناسين لو استخدمت الدول الخليجية سياسية الضغط الاقتصادي وزيادة الاستثمار هناك سيتم بيعهم بثمن بخس وكذلك هو الحال مع راعيتهم إيران فباستخدام ورقة رفع العقوبات الاقتصادية الجزئي عنها شريطة تخليها عن دعم الإخوان سيتم بيعهم أيضا وخاصة أن ايران تعاني اقتصاديا وبشكل كبير.
فيما أكد الإعلامى السعودى، محمد الشقاء، أن قنوات الإخوان تتجاهل تماما حالات انتهاكات حقوق الإنسان التى تشهدها تركيا، مشيرا إلى أن قنوات الجماعة التحريضية هم رُسل وعيون تركيا وإن صح التعبير مطايا نظام أردوغان الحاكم وتم استخدامهم بشكل دقيق لدعم نظام أردوغان.
وقال الإعلامى السعودى، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إن الغطاء الديني السياسي الذى يستخدمه كل من أردوغان وكذلك قنوات الإخوان هو من جعل كثير يندفع خلفهم على أنهم مجددي الدعوة ومنقذي الأمة وهذا على غير الحقيقة.
وتابع محمد الشقاء قائلا: "من الطبيعي أن تتجاهل قنوات الإخوان جرائم وفضائح أردوغان والتي يرون أن جزء من الولاء هو الخضوع والصمت عن كل جريمة ومبررهم أن الوسائل متاحة بكل أشكالها وحتى إن كذبت وفبركت فالأهم عند قنوات الجماعة هو تحقيق الهدف".