كشرت إيران عن أنيابها لخصومها فى المنطقة، عقب أسبوع من اندلاع احتجاجات ترفض قرار رفع أسعار الوقود، ولوحت طهران بأصابع الاتهام نحو خصومها بتأجيج العنف فى البلاد، وفى هذا الاطار هدد الحرس الثورى الإيرانى بتدمير 4 من خصوم بلاده، الأمر الذى ينذر بحرب عالمية ثالثة تشتعل فتيلها فى المنطقة، وقال قائد الحرس الثوري حسين سلامى، أن إيران ستدمر الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل إذا تجاوزت خطوط طهران الحمراء، على حد وصفه.
تهديدات الحرس الثورى وهو المؤسسة العسكرية النافذة فى السياسة الإيرانية، جائت غداة احتجاجات وقطع شبكة خدمات الإنترنت قالت طهران أنها خلفة أضرار اقتصادية بملايين الدولارات وفقا لمسئوليين إيرانيين، وفى أحدث تقاريرها أعلنت منظمة العفو الدولية أن 143 متظاهرا على الأقل قتلوا فى إيران خلال الاحتجاجات، وسيرت طهران مسيرات مضادة أمس تأييدية للنظام.
وخطب سلامى وسط الحشود فى المسيرات قائلا "أقول لأمريكا وإسرائيل وبريطانيا إنكم جربتمونا فى الساحات ولم تتمكنوا من الرد علينا، والجميع سمع صفعاتنا"، وتابع، حسبما نقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية، "نقول لكم لا تجتازوا خطوطنا الحمر، وإذا اجتزتم خطوطنا الحمر سوف ندمركم".
وفى وقت اتهمت فيه جهات إيرانية خصوم طهران بالتدخل المباشر لإشعال الاحتجاجات، قال قائد الحرس الثورى الإيرانى، إن بلاده ستلاحق الدول المتورطة فى إثارة أحداث الشغب والفوضى، وسترد بقوة.
واعتبر سلامى، فى كلمته أن "إيران أصبحت اقرب من هزيمة الأعداء وسياستهم لن تفيدهم وقواتهم العسكرية اضمحلت وقدرتهم على الرد انعدمت"، مضيفا: "لن تكون هناك أى قوة يمكن أن تهز استقرار إيران تحت قيادة خامنئي".
وهدد قائد الحرس الثورى قائلا: "الرد سيكون مدمرًا وحاسمًا إذا ما تم المساس بأمن واستقرار إيران"، على حد وصفه.
وتابع سلامى، بحسب وكالة أنباء فارس: "لقد أظهرنا ضبط النفس.. أظهرنا الصبر على التحركات العدائية لأمريكا والنظام الصهيونى ضد جمهورية إيران الإسلامية.. لكننا سندمرهم إذا تجاوزوا خطوطنا الحمراء".
فى غضون ذلك، كشفت وكالة أنباء رويترز فى تحقيق، تفاصيل ضلوع إيران فى الهجوم على منشآت شركة أرامكو السعودية، حيث تجمع المسئولون الإيرانيون فى مجمع شديد التحصين فى العاصمة الإيرانية طهران من ضمنهم المرشد الأعلى على خامنئى.
وأضافت وكالة رويترز، أن تجمع مسئولون أمنيون إيرانيون، من ضمنهم قيادات عليا فى الحرس الثورى يمثل النخبة فى المؤسسة العسكرية الإيرانية، حيث يعمل على تطوير الصواريخ والعمليات السرية، وذلك قبل أربعة شهور من ضرب سرب الطائرات المسيرة والصواريخ أكبر منشاة لمعالجة النفط السعودية.
وأشارت، أن الموضوع الرئيسى فى ذلك اليوم من أيام شهر مايو الماضى، يدور حول كيفية معاقبة الولايات المتحدة على انسحابها من اتفاق النووى التاريخى وعودتها إلى فرض عقوبات اقتصادية على إيران، والخطوتان سددتا ضربة شديدة للجمهورية الإيرانية، موضحة أن ذلك كان فى حضور الميجر جنرال حسين سلامى قائد الحرس الثوري.
وأوضح التقرير، بيَّنت المصادر، أن أصحاب الآراء المتشددة فى الاجتماع تحدثوا عن مهاجمة أهداف ذات قيمة عالية، بما فى ذلك القواعد العسكرية الأمريكية، ولكن الاجتماع تمخض فى النهاية عن خطة لا تصل إلى حد المواجهة الصريحة التى يمكن أن تسفر عن رد أمريكى مدمر.
وذكرت أن المجتمعين اختاروا بدلًا من ذلك استهداف منشآت نفطية فى السعودية حليفة الولايات المتحدة، وهو اقتراح ناقشه كبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين فى ذلك الاجتماع فى شهر مايو، وفى أربعة اجتماعات على الأقل تلته.
وأفاد ثلاثة من المصادر بأن اجتماعات استهداف أرامكو انعقدت فى موقع شديد التأمين في جنوب طهران، وأن المرشد علي خامنئى حضر أحد تلك الاجتماعات فى مقر إقامته الواقع أيضًا داخل المجمع، مضيفة أنه وافق على العملية بشروط مشددة، هي أن تتجنب القوات الإيرانية إصابة أى مدنيين أو أمريكيين.
وأشارت المصادر، إلى أن من بين من حضروا بعضًا من هذه الاجتماعات يحيى رحيم صفوى أكبر مستشارى خامنئى العسكريين، ونائب قاسم سليمانى الذى يقود العمليات العسكرية الخارجية والسرية للحرس الثوري.
وأوضح المصدر الرابع المطلع على عملية صنع القرار فى إيران أن الخطة التى وضعها القادة العسكريون الإيرانيون لضرب منشآت النفط السعودية تطورت على مدار أشهر عدة. مضيفًا بأن تفاصيلها نوقشت باستفاضة فى خمسة اجتماعات على الأقل، وصدرت الموافقة النهائية بحلول سبتمبر الماضى وبيّن المصدر الرابع أن من بين الأهداف المحتملة التى نوقشت فى البداية مرفًا بحريًّا فى السعودية، لكن جرى استبعاده بسبب مخاوف من وقوع خسائر بشرية كبيرة، يمكن أن تؤدى إلى رد قاسٍ من الولايات المتحدة، وتشجع إسرائيل، بما قد يدفع بالمنطقة إلى الحرب.
وذكر أن المجموعة استقرت على خطة مهاجمة المنشأتين النفطيتَين بالسعودية، لأنهما يمكن أن تحتلا عناوين الصحف، وتلحقا ضررًا اقتصاديًّا بالخصم، وتوصلا فى الوقت نفسه رسالة قوية لواشنطن وأنه جرى التوصل إلى الاتفاق على "أرامكو" بالإجماع تقريبًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة