اطلقت مصر القمر الصناعى المصرى الأول لأغراض الاتصالات "طيبة -1"، وتم الإطلاق بواسطة شركة "آريان سبيس" الفرنسية على صاروخ الإطلاق "آريان-5" وذلك من قاعدة الإطلاق بمدينة " كورو" بإقليم "جويانا الفرنسية" بأمريكا الجنوبية.
وجاء إطلاق القمر الصناعى المصرى "طيبة 1"، فى تمام الساعة 11:23 مساءً بتوقيت مصر، وذلك بعد عقد قائد منصة الإطلاق مع كل الفنيين اجتماع يسمى "اجتماع ما قبل الإطلاق"، ومن خلاله قرر جميع الفنيين جاهزيتهم للانطلاق.
وكانت الشركة انتهت من عمليات اختبار أنظمة القمر الصناعى للتأكد من سلامتها وعدم تأثرها بعملية الشحن، كما تم اختبار التواؤم الميكانيكى والكهربى بين القمر وقاعدة الإطلاق المخصصة، كذلك الانتهاء من ملء خزانات الوقود التى ستمكن القمر من البقاء فى الموقع المدارى المخصص له لمدة خمسة عشر عاماً، حيث سيعمل القمر على توفير خدمات الإنترنت عريض النطاق للأفراد والشركات بمصر وبعض دول شمال أفريقيا ودول حوض النيل.
وتتولى الحكومة المصرية عملية الإدارة والتحكم فى القمر الصناعى "طيبة -1 " عقب إطلاقه لتقديم خدمات الاتصالات للمؤسسات الحكومية، كما ستقوم الشركة الوطنية المصرية بتقديم خدمة الاتصالات الفضائية للأغراض التجارية.
وبإطلاق القمر المصرى " طيبة -1 " تدخل مصر عالم الأقمار الصناعية المخصصة لأغراض الاتصالات، بما يمثل نقلة كبيرة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويساهم فى دعم جهود التنمية الشاملة والتى تنفذها الدولة على كل شبر من أرض مصر وفقاً لخطة علمية دقيقة تحقق الاستفادة والاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية والصناعية والبشرية لتوفير حياة كريمة للمواطن المصرى ووضع مصر فى المكانة التى تستحقها إقليمياً ودولياً.
وفى هذا الإطار يقول الدكتور محمد القوصى الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، إن القمر الصناعى طيبة 1، قمر اتصالات بما يعنى أنه يقدم خدمة اتصالات تليفونية بين المواطنين فى مصر ويغطى جميع أجزاء مصر فى الاتصالات ويقدم خدمة الانترنت، وبالتالى سيوفر خدمتين فى غاية الأهمية، كما أنه يغطى جزء من شمال افريقيا وبلدان عربية حولنا، وبعض البلدان الإفريقية ومنها بلدان موجودة فى منطقة حوض النيل.
وأضاف القوصى فى تصريح لـ" اليوم السابع " أن مصر لديها حاليا شبكة المحمول وشبكة التليفونات المنزلية ومع إطلاق القمر الصناعى طيبة 1 سيكون لدينا شبكة الاتصالات الفضائية، وهذا يضمن ما يسمى بالإتاحة المكانية والزمنية وستكون الاتصالات التليفونية مؤمنة فى جميع مناطق مصر واتاحة طول الوقت، وفى حالة حدوث أى مشكلة فى شبكة المحمول أو شبكة التليفونات المنزلية سيقدم القمر الصناعى خدمة الاتصالات خاصة وأن الاعطال به تعتبر معدومة تماما.
وأوضح أنه بعد إطلاق القمر ب 34 دقيقه سينفصل عن الصاروخ ويستغرق عدة أيام حتى يصل إلى موقعه الذى سيظل فيه 15 عاما، على بعد 36 ألف كم متر من الأرض.
وأشار القوصى إلى أنه بعد 3 شهور من إطلاق القمر الصناعى سنتلقى منه الاتصالات والخدمات، مضيفا أنه سيؤمن للمواطنين اتصالات وخدمات إنترنت مستمرة 24 ساعة فى اليوم دون انقطاع فى جميع أنحاء مصر.
وتابع الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، أن الانترنت من خلال القمر الصناعى ستكون متوفرة طوال الوقت، لأن الانترنت المستخدم حاليا يتم من خلال النقل بواسطة الكوابل سواء نحاسية او الياف ضوئية وهما معرضين للأعطال، بينما خدمة الانترنت بالقمر الصناعى لن تكون معرضة للأعطال.
وذكر الدكتور محمد القوصى، أن مردود هذه الخدمة على المجتمع المصرى يتمثل فى تحقيق التنمية المجتمعية المستمدة، لأن من اهداف التنمية المستدامة لمصر 2030 لن تتحقق ولن تقوم الا بوجود بنية تحتية قوية للاتصالات والتى تتحقق بوجود الاتصالات الفنية جنبا إلى جنب بوجود الاتصالات بالمحمول والاتصالات الأرضية.
واستطرد الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، أن التنمية المجتمعية تهدف وتنظر لمجالات اساسية مثل التعليم والصحة والتحول الرقمى والشمول المالى، وتلك المجالات تحتاج شبكة اتصالات قوية وبالضرورة شبكة اتصالات وشبكة انترنت قوية تربط الأماكن ببعضها، وتسمح بوجود الخدمة الرقمية للمواطن فى جميع منافذ الخدمات الحكومية، وبالتالى جميع المواطنين فى مصر بوجود شبكة انترنت تغطى كل اماكن مصر يستفيدوا من خدمات التحول الرقمى والتعليم من بعد والتأمين الصحى.
وأكد الدكتور محمد القوصى، أن اطلاق القمر الصناعى طيبة 1 ذو بعد امنى مهم، لأن سيتوفر لنا بوجود القمر الصناعى طيبة 1 للاتصالات، بحيث أن مصر ستعتمد على وجود قناة للاتصالات خاصة بها، لأن قبل ذلك كان يتم الاعتماد فى الحصول على قناة من خلال قمر اجنبى، اما وجود قناة مصر وامتلاكها لمصر أمر يمثل بعد أمنى قوى بحيث أن مصر من تؤمن تلك القناة، بالإضافة لوجود شبكتين لمحمول اتصالات يعطى الخدمة فى جميع الوقت يعطى بعد أمن قومى مهم لمصر.
وفى نفس السياق، قال الدكتور مدحت مختار رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء سابقا، إن القمر الصناعى طيبة 1 من المشروعات الاستراتيجية لمصر ذات جدوى سياسية وفنية وأمنية واقتصادية، موضحا أن قرار امتلاكه كان منذ 6 سنوات لخدمة منظومات التحول الرقمى، التى أعلنت عنها مصر لخدمة الحكومة الالكترونية والشمول المالى.
وأضاف مختار فى تصريح لـ" اليوم السابع" أن القمر تم الانتهاء منه مع تفعيل تلك المنظومات، وبالتالى نسير طبقا للخطة الموضوعة منذ فترة، مؤكدا أن مردودها ايجابى فى كافة المجالات وذات جدوى سياسية واقتصادية وأمنية.
وتابع رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد سابقا، أن نشاط يقع فى قطاع الخدمات الخاصة بالأنشطة الفضائية وذلك يستلزم كوادر قادرة على ادارة امكانيات القمر لخدمة منظومة الاتصالات داخل مصر، موضحا أن قطاع الخدمات يمثل 48% من اقتصاد الفضاء على وجه العموم.
واستطرد الدكتور مدحت مختار، قائلا" نتمنى أن تركز مصر فى الفترة القادمة على هذا القطاع من الخدمات الذى لا يعتمد فقط على الأقمار الصناعية ولكن يعتمد على كل ما له علاقة بالفضاء مثل اطلاق الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية وتحليل البيانات الخاصة بأقمار مراقبة الأرض، مؤكدا أن مردودها الاقتصادى قوى لصالح الدولة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة