لا تمل جماعة الإخوان الإرهابية من التعاون مع أعداء مصر لتحقيق مصالحها الخاصة، وتعاونت الإخوان مع كل أعداء الوطن فى الداخل والخارج فعلى سبيل المثال تعاونت مع دول كل من قطر وتركيا وإيران وإسرائيل وأمريكا تارة عبر وسطاء وتارة بالمقابلات المباشرة لدرجة أن بعض هذه الدول فتحت ذراعيها لاستقبال قيادات الجماعة على أراضيها.
فى الأيام القليلة الماضية تم الكشف عن تسريبات لموقع انترسبت، والتى أكدت عقد اجتماع فى عام 2014 بين تنظيم الإخوان الإرهابى ومسئولين إيرانيين لبحث التعاون بين الجانبين، تاريخ التعاون بين الجماعة وإيران منذ الثورة الإيرانية فى سبعينيات القرن الماضى، عندما قام وفد إخوانى يتزعمه يوسف ندا، القيادى الإخوانى فى الخارج بزيارة قيادات إيران وتهنئتهم بالثورة الإيرانية.
أما فيما يخص علاقتها بإسرائيل فالكل يعلم جيدا علاقة قيادات الجماعة بعزمى بشارة عضو الكنيست الإسرائيلى ومستشار أمير قطر، فى حين استقبلت كل من أنقرة والدوحة قيادات الجماعة على أراضيها فى المقابل أرسلت الإخوان وفود متتالية للولايات المتحدة الأمريكية والتقت أكثر من مرة أعضاء فى الكونجرس وحرضتهم على مصر.
أستاذ علوم سياسية: الإخوان لا تجد حرجا فى التعامل مع أعداء مصر لتحقيق مصالحها
طارق فهمى
من جانبه، قال طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية، إن الإخوان لا تجد حرجا فى التعاون مع أى طرف طالما يحقق مصالحها وتنحى جانبا أى فكر طائفى أو مذهبى لافتا إلى أن الإخوان تعاملت مع إيران بالرغم من خلافات حسن البنا والهضيبى مع أفكار إيران.
وأضاف فهمى أن الرئيس الإخوانى محمد مرسى وأحمدى نجاد رئيس إيران فى هذا التوقيت تعاونا مع بعضهما البعض وتبادلا الزيارات كما ان إيران اعتبرت أن الثورة المصرية هى امتداد للثورة الإيرانية وجزء من تأثير الثورة الإيرانية على الجماعة تمثل فى الاتصالات واللقاءات المتبادلة بين قيادات الجماعة ومسئولى إيران.
وأكد فهمى أنه فيما يخص إسرائيل كان إسرائيل تريد أن تعيد فتح الحديث حول معاهدة السلام مرة أخرى وهذا كان الملف الأخطر فى علاقة الجماعة بإسرائيل ولكن تل أبيب لم تنجح فى ذلك، لافتا إلى أن الجماعة تبادلت الخطاب مع إسرائيل ووصف مرسى حينها بيريز بصديقه العزيز، لافتا إلى أن الجماعة كان لها مبدأ واضح فى التعامل وهو أنها تتعامل بمنطق النفعية السياسية والمصالح الذاتية.
وتابع فهمى أن الجماعة تعاملت بنفس المنطق مع باقى أعداء مصر.
خبير سياسى: الإخوان تحالفوا مع الغرب لخدمة مصالح الجماعة
طه على
بدوره، قال الدكتور طه على الخبير السياسى أن جماعة الإخوان باعتبارها أداة وظيفية منذ نشأتها خدمت كافة القوى الخارجية التي تعارضت مصالحها مع مصلحة الوطن المصرى، فمنذ نشأتها بدعم بريطانى، والمحاولات السرية التى بذلها أمين الحسينى مفتي القدس لتقديم حسن البنا لهتلر باعتباره يمكن توظيفه فى مواجهة الاتحاد السوفيتى والشيوعية، وبعد ذلك العلاقات التي نُسجت في منتصف الخمسينات مع الولايات المتحدة من خلال سعيد رمضان صهر حسن البنا والتى مثلت انطلاقة لعلاقة مشبوهة بين الجماعة والمخطط الأمريكى تجلت مخاطرها خلال الأعوام الأخيرة.
وأضاف:"علاقة الإخوان بإيران لا تختلف كثيرا عن هذا المسار، فقد تعرف حسن البنا على روح الله مصطفى الموسوى الخمينى مرشد الثورة الإيرانية عام 1938ودعاه لزيارة مقر الجماعة بالقاهرة وظهرت علامات التأثير والتأثر بين الخمينى والجماعة، حيث مثلت أفكار الحاكمية وغيرها لسيد قطب رافدا مهما لفكرة ولاية الفقيه حتى أن الخمينى أطلق على نفسه "المرشد" تاثرا بلقب المرشد عند جماعة الإخوان".
واستطرد:"احتفت الجماعة بالثورة الإيرانية إلى الذى قال فيه القرضاوى أن الخميني أقام دولة للإسلام فى إيران، كما قال القيادى الإخوانى كمال الهلباوى فى فيديو شهير أن الخمينى هو"إمام المسلمين" وعند وفاة الخميني عام 1989 كتب أصدر مرشد الجماعة حامد ابو النصر بيانا قال فيه "الإخوان المسلمون يحتسبون عند الله فقيد الإسلام الإمام الخمينى، القائد الذى فجر الثورة الإسلامية ضد الطغاة".
وتابع:"علاقة الجماعة بإيران لم تختلف كثيرا عن علاقتها بتركيا، وقطر وكافة القوى الخارجية، حيث يظل عامل المصلحة وتوظيف الأيديولوجيا والدين لخدمة السياسة على رأس أولويات الجماعة بعيدا عن الأضرار التي تترتب على ارتباطات الجماعة على حساب الوطن، فالإخوان تحالفوا مع الملك فاروق ضد الحركة الوطنية، وساندو بريطانيا في مواجهة ثورة يوليو حينما فشلو في السيطرة عليها، والحال نفسه بعد 30 يونيو ليبقي نهج الجماعة قائما على إعلاء مصلحتها الخاصة على مصلحة الوطن بعيدا عن الوطنية ومعانيها".
مرصد الإفتاء: الإخوان كونوا مجتمعات موازية فى الغرب لخدمة مصالحهم
ويأتى ذلك فى الوقت الذى أصدر فيه مرصد الإفتاء بيانا منذ أيام قليلة أكد فيه إن التنظيم تمكن من الانتشار والتوسع في المجتمعات الغربية بشكل كبير، عبر تشكيل ما يسمى بالكيانات الموازية التي تسعى لتكون بديلًا للدولة والمجتمع بالنسبة لأفرادها، وذلك بهدف الاستحواذ على القوة والضغط على صانع القرار لتلبية طلبات الجماعة.
وأشار المرصد إلى أن جماعة الإخوان عملت على تقديم نفسها على أنها جماعة دعوية تسعى لنشر "الفكر الإسلامي الإصلاحي"، وأنها بديل يمكن الاعتماد عليه في التصدي لما نتج من التنظيمات المتطرفة من عنف وإرهاب.
وأوضح المرصد أنه بعد خروج عدد من عناصر جماعة الإخوان في فترة الستينيات إلى الدول العربية والأوروبية عملت الجماعة على تطبيق فكرة إقامة المجتمعات الموازية في هذه الدول؛ وذلك عبر السيطرة على الطلاب المسلمين هناك ودور العبادة ونشر المجلات التي تحمل أفكار الجماعة بين هذا المجتمع الطلابي الصغير، واستغلت الجماعة في ذلك قضايا الأمة الكبرى كالقضية الفلسطينية والتي روجت لنفسها باعتبارها المدافع الأول عنها.
وذكر تقرير المرصد أن رسائل البنا لعناصر الجماعة تعد التأسيس الأول لفكرة تشكيل وإنشاء المجتمع الموازي، وكان ذلك يخص إنشاء تلك المجتمعات في الدول العربية والإسلامية، لتكون بداية لتشكيل الطبقة المتأثرة بفكر الجماعة و"تتحلى" بصفة الأستاذية.
وفي ذات السياق، فإن الجماعة تسعى عبر هذه الفكرة إلى تحقيق السيطرة على المجتمعات فكريًّا واختراق مؤسسات الدول، كما أن البنا وعبر رسائله رسم الخطوات التي يمكن للجماعة السير عليها من أجل تحقيق هذه الفكرة؛ وذلك عبر السيطرة على مناهج التعليم وإنشاء منظومة تربوية تكون تحت سيطرة الجماعة تبدأ من رياض الأطفال مرورًا بالمدارس القرآنية والمعاهد التعليمية، إضافة إلى اختراق المنظومة التعليمية داخل المجتمعات التي تنتشر فيها الجماعة عبر توجيه البرامج والمناهج واستقطاب المعلمين، والسيطرة على وسائل الإعلام والدعاية الأكثر تأثيرًا على المجتمعات.
وأضاف التقرير أن الجماعة توغلت في المجتمعات الغربية عبر خطاب مزدوج، إذ إنها ترفع شعارات تنادي بـ " الديمقراطية" والتعايش السلمي بين طوائف المجتمع بينما في الدول العربية والإسلامية تتحدث إلى المجتمع بصيغة "الأنا"، أيضًا فإن الجماعة عملت في الغرب على إقامة شبكة من الروابط الاجتماعية من خلال الزواج بين عناصرها وإقامة علاقات تجارية واقتصادية وذلك للتكيف مع البيئة التي تعمل بها الجماعة.
كما أن الإخوان يعملون على استقطاب المهاجرين إلى هذه الدول وإدخالهم في فكر الجماعة وترفع شعارات لتبرر تلك الخطوة على أنها تهدف إلى حمايتهم من الدخول في نسق الحياة الغربية المختلف عن الحياة في الشرق. لذلك، فقد استطاعت أن تخلق قدرًا من التفاعل بين الجماعات الأخرى المتشابهة معها فكريًّا في أوروبا عبر إقامة شبكة دولية غير رسمية ومعقدة للغاية تترابط فيما بينها عبر شبكات مالية، وأيديولوجية، وهو الأمر الذي تزامن مع قيام الجماعة بعدم اعتماد صيغة عضوية الفرد في جماعة الإخوان بالخارج وأنها لا تأتي عبر كيان خاص بل إنها تكون عن طريق الإيمان بالأفكار والأساليب والمنهج الخاص بها.
وأفاد التقرير أن الدول الأوروبية أيقنت مؤخرًا خطورة وأهداف جماعة الإخوان على مجتمعاتها، لذلك استندت إلى تضييق الخناق عليها، منها على سبيل المثال بريطانيا والسويد التي كشفت تقارير عن تنامي فكر الإخوان بين الطلاب الجامعيين، حيث ترى الدول الغربية أن أفكار الجماعة تعتبر الأساس الذي استندت إليه الجماعات المتطرفة والمتشددة بالإضافة إلى تاريخ الاغتيالات التي تورطت فيها الجماعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة