نعرف الإمام الحسين (4 هجرية – 61هـ) ونعرف قصته واستشهاده على يد بنى أمية، بعدما حاصروه فى كربلاء، وقد قال عنه ابن تيمية فى كتابه "رأس الحسين"، وقد أكرمه الله بالشهادة وأهان بذلك من قتله، أو رضي بقتله.
ورد فى البخارى أن "رأس الحسين حمل إلى ابن زياد، فجعل الرأس فى طست وأخذ يضربه بقضيب كان فى يده، فقام إليه أنس بن مالك رضى الله عنه، وقال: "لقد كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم"، ونحن نعرف جميعًا أن الجسد الطاهر يرقد فى "كربلاء" بالعراق، لكن أين تستقر الرأس الشريف، إن "رأس الحسين" لا تقل غرابة عن كثير من الحوادث فى التاريخ الإسلامى، التى يتعدد فيها الكلام ولا يمكن الوصول إلى نتيجة واحدة، فقد كثرت واختلفت فى ذلك أقوال المؤرخين فى المكان الذى دفنت فيه الرأس الشريف.
فى المدينة المنورة
ذهب فريق من الدارسين ومنهم ابن دحية فى (العلم المشهور) أن الرأس دفن بالمدينة كما ذكره الزبير بن بكار بأنه فى البقيع إلى جانب أمه فاطمة الزهراء، كما روى فى تذكرة الخواص لـ سبط ابن الجوزى، فعندما وصل المدينة كان عمرو بن سعيد بن العاص واليا عليها، فوضعه بين يديه وأخذ بأرنبة أنفه ثم أمر به، فكفن ودفن عند أمه فاطمة.
فى سوريا
وذهب جمهور من المؤرخين منهم "تاريخ المراقد.. الحسين وأهل بيته وأنصاره" للدكتور محمد صادق، إلى أن الرأس الشريف قد دفن فى دمشق بعد وصوله إليها من كربلاء، إلا أنهم اختلفوا فى تحديد المكان الذى دفن فيه، فمنهم من قال إنه دفن فى حائط بدمشق، ومنهم من قال فى دار الإمارة، ومنهم من قال فى المقبرة العامة لدفن المسلمين، وهناك قول بدفنه فى داخل باب الفراديس، وذلك المكان سمى بـ (مسجد الرأس)، وقولاً آخر إنه فى جامع دمشق، وسمى المكان بـ(رأس الحسين).
فى مصر
ويعتقد معظم المصريين أن الرأس الشريف قد حظيت به القاهرة، وذكر فى كيفية نقله إليها قولان: الأول: وهو ما ذكره الشعرانى من أن زينب بنت على نقلته إلى مصر ودفنته فيه، الثانى: أن الرأس نقله الفاطميون من باب الفراديس فى دمشق إلى (عسقلان)، ومنها حمل إلى (القاهرة) من طريق البحر.
فى النجف
ونقلت مجموعة من الأخبار عن الإمام الصادق أن الرأس الشريف دفن فى الغرى.
فى كربلاء
اشتهر هذا القول عند فريق كبير من علماء المسلمين من الفريقين، فمن أهل السنة ما ذهب اليه الشبراوى، والقزوينى، وأبو ريحان البيرونى، حيث يقول: فى العشرين من صفر رُدَّ الرأس إلى جثته فدفن معها.
فى الأرض المحتلة
قامت طائفة البهرة الداودية الشيعية بزيارة مقبرة "تاريخية" فى مدينة عسقلان جنوب إسرائيل، بمركز "بارزيلاى" الطبى الذى يعالج أساسًا مصابى الصراع، معتقدين أن الرأس الشريف للإمام الحسين بن على بن أبى طالب حفيد النبى محمد تستقر فى هذا المكان، ويتفق المسلمون سنة وشيعة على مقتل الإمام الحسين على يد بنى أمية، لكنهم يختلفون فى الموضع الذى استقرت فيه "الرأس الشريفة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة